«يورو المفاجآت» أفضل لقب يمكن أن تطلقه على بطولة كأس الأمم الأوروبية المقامة حاليًا فى فرنسا، وتستمر منافساتها حتى 10 يوليو المقبل، بعد أن شهدت عدة مفاجآت خلال دور المجموعات، وحتى انتهاء مباريات دور ال16 أمس الأول الإثنين. وفجر المنتخب الأيسلندى مفاجأة من العيار الثقيل، بعد الإطاحة بالمنتخب الإنجليزى العريق، وخطف بطاقة ربع نهائى البطولة، فى أول مشاركة له فى «اليورو»، بعد الفوز على الأسود الثلاثة بهدفين مقابل هدف، فى إعجاز لم يكن لأحد أن يتوقعه، ليواصل أبناء القطب الشمالى المفاجآت والتى بدأت بالتعادل أمام البرتغال فى أول مباراة باليورو، والفوز على النمسا. كما أن تأهل منتخب ويلز لربع النهائى، يعتبر إنجازًا للمنتخب الصغير فى القارة العجوز، وجاء تأهل رفاق جاريث بيل على حساب منتخب أيرلندا الشمالية بهدف وحيد، ليضرب ويلز موعدًا مع بلجيكا فى ربع النهائى. أما المفاجأة الكبرى فهى خروج «الماتادور الإسباني»، حامل اللقب، فى النسختين الماضيتين من دور ال16، رغم أنه ودع البطولة أمام منتخب قوى وهو إيطاليا، ولكن الخروج نفسه يعتبر مفاجأة. وتمكن منتخب بولندا من التأهل لربع النهائى للمرة الأولى أيضًا فى تاريخه، بعد تخطى سويسرا بركلات الترجيح، عقب التعادل بهدف فى الوقتين الأصلى والإضافى، ليضرب موعدًا مع البرتغال، الذى واصل العروض القوية وتأهل على حساب منتخب كرواتيا العنيد، بهدف فى الوقت القاتل بالشوط الإضافى الثانى. أما «الماكينات الألمانية»، بطل المونديال، فواصل رحلة البحث عن اللقب الرابع فى «اليورو» بعد أن اكتسح منتخب سلوفاكيا بثلاثية فى دور ال16، ليضرب موعدا فى «موقعة» كروية ساخنة أمام الآزورى. صحاب الضيافة المنتخب الفرنسى، يكسب بشق الأنفس، بعد أن حول تأخره بهدف أمام أيرلندا إلى فوز بهدفى جريزمان. منتخب بلجيكا، أثبت أن كتيبة النجوم الملقبة ب«الشياطين الحمر» بدأت البحث عن أول لقب قارى، بعد أن مزقت شباك المجر برباعية نظيفة. وخلال دور ال16 ظهرت بعض الأرقام فى ال8 مواجهات، حيث واصل منتخبا أيسلندا وويلز التسجيل فى جميع مبارياتهما بالبطولة، بينما حافظ منتخب ألمانيا على شباكة نظيفة فى البطولة. إنجلترا.. الأسود المستأنسة أثبت منتخب إنجلترا أو «الأسود الثلاثة» كما يطلق عليه، أنه منتخب لا يستطيع المنافسة على البطولات الكبرى، رغم أن إنجلترا، هى مهد كرة القدم على وجه الأرض. خروج «الأسود الثلاثة» من بطولة يورو 2016 أمس الأول الإثنين، على يد منتخب أيسلندا المغمور، كان مفاجأة صادمة للجماهير الإنجليزية، التى كانت تتعشم فى المنافسة على اللقب الأوروبى الذى لم يتمكن من التتويج به نهائيًا، فى ال15 نسخة التى أقيمت من البطولة. إنجلترا بتاريخها الطويل، التى تمتلك أقوى دورى فى العالم، «البريميرليج» والتى تضم بين صفوفها كتيبة من النجوم على رأسهم «الجولندن بوى» واين رونى، والهداف الخطير جيمى فاردى، وغيرهما من النجوم، ظهروا أمام منتخب أيسلندا «المغمور» ك«القطط المستأنسة» وفشلوا فى التأهل لربع النهائى. «الإنجليز» ظهروا فى «يورو 2016» بمستوى لا يليق بمنتخب جاء إلى بلاد الأنوار من أجل المنافسة على اللقب، خاصة أنه تأهل من دور المجموعات بصعوبة. إسبانيا.. الثور العجوز رغم أن منتخب إسبانيا كتب تاريخًا فى كرة القدم، خلال ال8 سنوات الماضية، وحقق جميع البطولات «يورو 2008 و2012»، ومونديال العالم 2010 فى جنوب إفريقيا، حيث شهدت هذه الفترة هيمنة كرة القدم الإسبانية على البطولات القارية فى أوروبا، دورى الأبطال و«اليوروبا ليج» وحتى مونديال العالم للأندية، عن طريق ريال مدريد وبرشلونة وأشبيلية، إلا أن العمر الافتراضى ل«الثور» الإسبانى انتهى، برحيل عدد من نجوم الجيل الذهبى. «الماتادور» ظهر ك«الأسد العجوز» فى بطولة يورو 2016 المقامة فى فرنسا، وودع البطولة من دور ال16 أمام إيطاليا بهدفين دون رد، ليفشل فى الحفاظ على اللقب. المنتخب الإسبانى، ظهر فى الدور الأول ضعيفًا، رغم أنه كان أحد المرشحين للقب، وقدم 3 مباريات متباينة فى دور المجموعات، فبدأ بالفوز على التشيك بهدف وحيد، بعدها ضرب تركيا بثلاثية، قبل أن يخسر أمام كرواتيا بهدفين مقابل هدف، ليتأهل كثانى المجموعة، ويصطدم بالآزورى الذى أطاح به خارج «اليورو». «كونتى».. الواقعية الإيطالية خطف أنطونيو كونتى، المدير الفنى للمنتخب الإيطالى، الأنظار خلال فعاليات يورو، وظهر واقعيًا للغاية، بعد أن تمكن المدرب الأنيق من التعرف على إمكانيات منتخب بلاده، ووظفها بشكل أكثر من رائع خلال فعاليات البطولة، خاصة فى مباراة بلجكيا بافتتاح يورو، وإسبانيا بثمن النهائي. وأغلق كونتى المساحات فى وسط الميدان والخط الخلفى على لاعبى إسبانيا، بجانب استخدامه للضغط الدفاعى المتقدم على لاعبى وسط إسبانيا، وهو ما دفعهم للتمرير العرضى وعدم اللعب الطولى المباشر، حتى تمكن من خطف بطاقة التأهل لربع نهائى يورو. ولم يلتفت كونتى لكم الانتقادات التى تعرض لها قبل انطلاق البطولة، وأصر على استخدام طريقته الواقعية، وتسلح بخطة 3-5-2، ليثبت للجميع أن الواقعية هى العامل الأساسى فى تحقيق النتائج المرجوة، وسخر صاحب 46 عامًا إمكانيات لاعبيه، حتى ظهر الأزورى بالشكل المثالى فى يورو حتى الآن. ويأمل كونتى فى قيادة المنتخب الإيطالي، لتحقيق اللقب، للمرة الثانية فى تاريخه.