"نيويورك تايمز": الفلوجة خسارة أخرى مهمة ل"داعش"

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس الثلاثاء إن تنظيم داعش الإرهابي أجبر على الانسحاب من 56 موقعا من ضمنها خمس مدن كبري من أصل المساحة المترامية الأطراف التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا والتي كانت تضم 126 موقعا مدنيا وعسكريا مختلفا.
وفي هذا الخصوص نقلت الصحيفة في نسختها الإلكترونية اليوم عن كولومب ستراك المحلل البارز في لمركز معالجة البيانات "آي.إتش.إس" إنه يبدو أن" الخلافة" داعش " تترنح على حافة الهاوية ".. وأشار المحلل الأمريكي إلى أن الحكومة السورية تقاتل الآن للقضاء على داعش في مناطق من دير الزور وإذا تكللت مساعيها بالنجاح فسيخسر المسلحون نقطة إتصال حيوية بين المعاقل في الرقة في سوريا والموصل العراقية، وهو ما سيصعب عليهم عمليات التنقل السريع لحماية الأراضي.
ومع سيطرة مسلحي التنظيم الإرهابي على المدن فهم يضعون أيديهم أيضا على موارد ثمينة مثل حقول النفط والسدود التي تولد الطاقة الكهربائية وهو ما ساعد في تدفق الأموال عليهم، ورغم أن عوائد النفط والغاز للتنظيم تراجعت بنسبة 26% منذ العام الماضي ولكنها مازالت تضخ ما يصل إلى حوالي 23 مليون دولار شهريا وفقا لمركز "آي.إتش.إس" حيث لاتزال تسيطر على حقول عمر والتنك والتيم التي تقع جميعها في سوريا.
وقالت الصحيفة إن المسلحين التابعين للتنظيم استولوا على سد الموصل في أغسطس 2014، وعبر مسؤولون أمريكيون عن مخاوفهم من أن يدمر المسلحون عن قصد بنيته التحتية ليغرقوا العديد من المدن معرضين للخطر حياة ما يزيد على مليون شخص هناك غير أن القوات العراقية والكردية استعادت السيطرة على السد بعد أسبوعين.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه وسط هذه الخسائر لتنظيم داعش فهو يقاتل الآن للتشبث بالممر الاستراتيجي على الحدود التركية الذي يسمح لعناصره وبضائعه بالتنقل بين البلدين.. وإن كان العديد من الأسلحة التي يستخدمها مسلحو داعش جاءت من منشآت عسكرية استولى عليها التنظيم الإرهابي من القوات العراقية والسورية ربما كان من أكبرها تلك "الغنيمة" التي حصلت عليها في يناير الماضي عندما سيطرت على مخزن عياش للأسلحة في سوريا لتسيطر بذلك على ما يقدر بنحو مليوني طلقة و9 آلاف قنبلة يدوية و100 صاروخ مضاد للدبابات.
لكن التنظيم لم يستفد دائما بشكل كامل غنائمه العسكرية فعلى الرغم من السيطرة على عدد من القواعد الجوية فما من دليل، يشير إلى أنه استطاع أن يحلق بطائرة واحدة.
وقالت الصحيفة إن تنظيم داعش فقد حوالي 45% من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا و20% من الأراضي التي يسيطر عليها في العراق منذ أغسطس 2014 الذي بلغت فيه مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرته ذروتها، وذلك وفقا لتقديرات مسؤولين أمريكيين، ومع كل بلدة أو قرية يفقد التنظيم السيطرة عليها يخسر أحد مصادر دخله.