"سيرا على مبدأ الأقوال شيء والأفعال شيء آخر"، قررت مؤسسة مصر الخير غلق 8 مدارس تابعة للتعليم المجتمعي في مدينة إسنا جنوبالأقصر وذلك بالتزامن مع إعلانها مطلع العام الجاري عن هدفها بناء 50 مدرسة مجتمعية خلال 2016. وسادت حالة من الاستياء والغضب الشديد بين العشرات من الأهالي والميسرات والمشرفات بعد قرار المؤسسة الذي تسبب في تشريد أكثر من 100 طالب وطالبة يتراوح أعمارهم من 10 إلى 17 سنة والفصل الواحد يتكون من 17 طالبا مسربين أكبر من السن اللازم بدخول المدارس الحكومية ولا يمكن أن يتم نقلهم إلى التربية والتعليم، مما يؤدي إلى تسربهم من التعليم بالإضافة لتشريد 18 من الميسرات والمشرفات. وجاء من ضمن المدارس التي تم إغلاقها مدرسة العزيزة حاجر كومير ومدرسة الزنيقة ومدرسة عبد الرحيم أنور بأبو زعفة ومدرسة الطوايع ومدرسة الشروق بالحلة شرق ومدرسة نور الهدى بجسر السيالة ومدرسة العروبة بحاجر إسنا وغيرها من المدارس الذي تم إغلاقها، والتي أكدت مصادر أنها زادت إلى ما يقرب من 20 مدرسة. "البوابة نيوز" رصدت المشكلة على لسان أصحابها من الميسرات وأولياء الأمور حيث قالت إحدى الميسرات، أن مشروع فصول التعليم تم تنفيذه منذ 4 سنوات وتم إنشاء مدارس تعليم مجتمعي في الحواجر والعزب والقرى على غرار الفصل الواحد ثم تم تعيين إدارة جديدة منذ عام ونصف وكانت المديرة الجديدة تضطهد إحدى المشرفات بإسنا وتتلفظ بألفاظ غير لائقة معهم بدون سبب واضح والمشكلة حاليا إنهم يريدوا تشريد عدد كبير من البنات والأولاد الذين تسربوا من المدارس ولا يستطيعوا العودة إليها مجددا أي أنهم بذلك يلقون بالحمل على وزارة التربية والتعليم. وقالت سميرة سيد: "كل مدرسة بها اثنين ميسرات هما اللي من غيروا الأفكار وكان لهم دور كبير في تنمية بعض القرى، أين يذهبوا بعد قرار غلق تلك المدارس الذي جاء بدون أي سبب أو مقدمات" مشيرة إلى أن السبب في قفل المدرس هي مديرة مشروع التعليم المجتمعي بمؤسسة مصر الخير بالأقصر ومشرف المشروع وقيامهما بالتعنت واضطهاد عدد من الميسرات اللاتي تم استبعادهن. وطالبت الميسرات، بإعادة فتح تلك المدارس وأن يكمل التلاميذ تعليمهم حتى انتهاء العملية التعليمية حتى الصف السادس الابتدائي والالتحاق بالمدارس الإعدادية القريبة منهم وكذلك وجود مقر للمشروع في مركز إسنا وألا يتم استثناء مركز إسنا من تلك المشاريع الكبرى التي تتم بمحافظة الأقصر وتغيير الإدارة بالكامل ومشرفين الدعم الفني بالأقصر مطالبين المسئولين بسرعة التدخل لحل المشكلة. وقال السيد محمد أحمد، أحد أولياء الأمور من نجع العرب من الزنيقة: أبناءنا اتشردوا بعد غلق فصل الزنيقة ولا نعرف السبب وراء إغلاق تلك الفصول ومش عارفين هنودي أولادنا تعليم إيه بعد ما سنهم عدى ومينفعش يدخلوا مدارس ابتدائي". ومن جانبه تواصل عبد الرازق زنط، عضو مجلس النواب بمركز إسنا مع الميسرات وأولياء الأمور بخصوص المشكلة، مؤكدًا "سأقوم بعمل اتصالات بقيادات التعليم المجتمعي ووزارة التعليم ومحافظ الأقصر ومؤسسة مصر الخير لأنها ليست مشكلتكم فقط ولكنها مشكلة عامة لأنها تعود بالنفع على التعليم المجتمعي وعلى أبنائنا المتسربين بإسنا". جدير بالذكر، أن مدارس التعليم المجتمعي، تستهدف سد فجوة التسرب من التعليم، وتأخر الالتحاق به، حيث تستهدف مدارس التعليم المجتمعي، المناطق النائية والبعيدة التي تفتقر المدارس، وتبعد أقرب مدرسة فيها عن الأهالي بمسافة 3 كيلومترات على الأقل وتشرف المؤسسات الخيرية على تلك المدارس من حيث الالتزام بمرتبات الميسرات "المدرسات"، وتوفير الأدوات المدرسية، وتوفير التدريبات الدورية للميسرات. وكان القائمون التعليم المجتمعي بمؤسسة مصر الخير قد أعلنوا في وقت سابق، أن هناك 10200 قرية بمصر ليس بها مدرسة واحدة، وهي أهم المعوقات التي تواجه الحكومة، والتي تعمل وزارة التربية والتعليم بالاشتراك مع الهيئة العامة للتطوير والجودة، ومنظمة اليونسيف وبعض المؤسسات من المجتمع المدني على حلها ومواجهتها لذا يتم توقيع بروتوكولات تمثل شكل من أشكال المسئولية المجتمعية للشركات والبنوك، والتي يجب أن يتم زيادتها، لإتاحة فرص تعليمية لأطفال مصر في المناطق النائية والفقيرة بالصعيد.