يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي الدمشقي (ولد في 23 رمضان 26ه/ 20 يوليو 647)، (حكم من 15 رجب 60 ه. إلى 14 ربيع الأول 64 للهجرة / 21 أبريل 680 إلى 12 نوفمبر 683). هو؛ يزيد بن معاوية بن أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وأمه هي: ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب، من كلب. البدايات.. ولد في خلافة الصحابي عثمان بن عفان في عام 26 للهجرة، في قرية الماطرون وأمه، هي ميسون بنت بحدل الكلبية، طلقها معاوية فيما بعد، وعاش فترة من حياته في البادية بين أخواله. عاش يزيد مع أخواله لأمه فترة طفولته عندما طلق والده الصحابي معاوية والدته ميسون بنت بحدل، إلا أن يزيد لم يستمر في العيش هناك إذ عاد إلى دمشق بأمر من والده ليحضر مجالسه ويستفيد من سياسته، وعند عودته أحضر والده له المؤدبين، والعلماء، والنسابين، مثل دغفل بن حنظلة السدوسي الشيباني، مؤدبًا ونسابة وعبيد بن شرية الجرهمي، عارف بأيام العرب وأخبار الماضين. وعلاقة بن كرشم الكلابي النسابة، وهؤلاء النسابون أثروا في يزيد، حيث يعتبر يزيد من النسابين الخبراء في النسب وهو رأس الطبقة الثانية في طبقات النسابين وكان الصحابي معاوية يأمر ابنه بالاستماع إلى وفود العرب التي تفد عليه ليأخذ من حكمتهم وكان علماء اللغة يحضرون مجلسه. وكان يزيد طويلًا، أسمرًا، مجعد الشعر، شديد سواد العين وبياضها، في وجهه أثر الجدري، ذا لحية خفيفة حسنة، شاعرًا فصيحًا، خطيبًا، كريمًا، شجاعًا، غير متكلف في حياته. خلافته.. لم يكن يزيد أحد المرشحين لخلافة معاوية لحكم المسلمين في بادئ الأمر، بل حدد الخليفة معاوية بن أبي سفيان أن الخلفاء من بعده سيكون واحدًا من ستة أشخاص سماهم، وهم: سعيد بن العاص، عبدالله بن عامر، الحسن بن على، مروان بن الحكم، عبد الله بن عمر، عبد الله بن الزبير. ووصفهم معاوية بصفات حسنة كالفقه، والاهتمام بالحدود والكرم، والدهاء. ولم يفكر الصحابي معاوية في أخذ البيعة ليزيد إلا بعد وفاة الحسن بن على، وكان يرى أنه لم يبق إلا ابنه وأبناء الصحابة وابنه أحق، لتمرسه السياسة ومعرفته بحاله وأن أهل الشام لا يقبلون إلا أمويًا لذا قال ابن كثير، وابن خلدون: يزيد بن معاوية ولما كان يتوسم فيه من النجابة الدنيوية، وسيما أولاد الملوك ومعرفتهم بالحروب وترتيب الملك والقيام بأبهته، وكان يظن أنه لا يقوم أحد من أبناء الصحابة في الملك مقامه يزيد بن معاوية. تولى الخلافة بعد وفاة والده في سنة 60 للهجرة ولم يبق من معارضي فكرة توليته العرش - الأربعة - عند توليه الحكم غير الصحابي الحسين بن على والصحابي عبدالله بن الزبير في سنة 61 للهجرة اتجه الصحابي الحسين إلى العراق بعد أن أرسل أهلها إليه بالقدوم وأن يصبح أميرهم، ولكنه ما إن وصل هناك حتى تخلوا عن الفكرة ودخل الحسين في حرب مع جيش عبيد الله بن زياد انتهت باستشهاده. مرت سنة 62 للهجرة بدون أحداث تذكر، ولكن معارضة الصحابي عبد الله بن الزبير في الحجاز وتهامة أخذت في النمو فثار أهل المدينةالمنورة في سنة 63 للهجرة على يزيد وخلعوا بيعته وأظهر عبد الله بن الزبير شتم يزيد، قام يزيد بتجهيز جيش لمحاربة عبد الله بن الزبير، وأهل المدينة إن رفضوا العودة في طاعته. انتهت سنة 63 للهجرة بانهزام أهل المدينة واستمر حصار ومحاربة معارضي مكةالمكرمة حتى وفاة يزيد في سنة 64 للهجرة. إعلانه كخليفة بعد وصول البريد إلى يزيد ركب مسرعًا إلى دمشق حيث استقبله قبل وصوله الضحاك بن قيس الفهري وكان الحزن باديًا عليه، فسلم عليه مستقبلوه بالإمارة وعزوه في أبيه ويخفض صوته في الرد عليهم، ولم يتكلم إلا مع الضحاك بن قيس، حتى وصل إلى باب توما فظن الناس أنه سيدخل دمشق. لكن يزيد استمر بالمشي مع السور حتى وصل إلى الباب الشرقي (باب خالد)، ثم تعداه حتى وصل إلى الباب الصغير. بعد وصوله إلى المقبرة ذهب إلى قبر والده وصلى عليه بعد دفنه. بعدها خرج يزيد من المقبرة راكبًا على مراكب الخلافة ثم دخل البلد ونادي "الصلاة جامعة"، وذهب هو إلى قصر الخضراء واغتسل ولبس ملابس حسنة ثم ذهب للمسجد وصعد المنبر وخطب في الناس، وأعلن في خطبته عن جمع الأعطيات مرة واحدة لا على ثلاثة مرات كما كانت في عهد والده، وعن توقفه عن إرسال الجيوش داخل البحر أو في الشواتي والاقتصار على غزوات البر والصوائف، وافترق الناس وهم يثنون عليه. غزواته.. في سنة 45 للهجرة أرسل معاوية يزيد بجيش إلى الروم ومعه زوجته أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر، فنزل في دير سمعان ووجه الجنود ليقاتلوا وسميت باسم غزوة الطوانة، وهناك أصابهم وباء الجدري فتمثل بيتين في الوباء، فلما سمع معاوية كلامه حلف عليه إلا أن يلحق بالجيش، فكتب إليه يزيد بيتين من الشعر يجيبهم فيها عليه. وفي سنة 49 للهجرة، بدأ معاوية بتجهيز جيش كبير ليغزو القسطنطينية، وجعل هذا الجيش بقيادة ابنه يزيد، وأرسل مع ابنه بسر بن أرطأة، وسفيان بن عوف، وفضالة بن عبيد الأنصاري. وتم تقسيم الجيش الإسلامي إلى جيش بحري وجيش بري، وعلى عرش الدولة البيزنطية قسطنطين الرابع، والذي استعد لإيقاف الغزوة. واشترك في هذه الغزوة الكثير من الصحابة وأبنائهم مثل: أبو أيوب الأنصاري، عبد الله بن عباس، عبد الله بن الزبير، عبد الله بن عمر، الحسين بن على وأبو ثعلبة الخشني. وفاته توفي يزيد بن معاوية في السّنة الرّابعة والسّتين للهجرة، وعلى الرّغم من أنّ روايات الشّيعة تتحدّث عن مقتله على يد رجلٍ انتقم منه بسبب قتل الحسين بن على رضي الله عنه إلاّ أنّ الرّاجح أنّه وفاته كانت طبيعيّة. ومازال المسلمون حتى اليوم يختلفون في يزيد بن معاوية بن أبي سفيان فبينما يرى جزء من المسلمين أهل السنة والجماعة أنه لا يصح سبه وأنه لم يأمر بقتل الحسين ترى طائفة أخرى من الشيعة أنه فاسق وقاتل للحسين. وبعد وفاته ظلت شخصيته مدى جدل بين المؤرخين والعلماء والعامة حول إسلامه أو كفره، وحول لعنه أو المنع من لعنه، وحول نصبه العداء لآل البيت أو براءته من النصب، وحول شربه للخمر أو تبرئته.