بدا الرئيس الأمريكى باراك أوباما غاضبًا في خطابه الأخير، وهو يرد على المرشح الجمهورى المحتمل لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب، وعلى تهجمه المتواصل على المسلمين والمهاجرين، الذي جدده في أعقاب مجزرة أورلاندو هذا الأسبوع، وحذر أوباما مما وصفه ب«العقلية الخطرة» التي تروج للعداء للمسلمين والكراهية للمهاجرين، معتبرًا أنها تهدد النسيج الاجتماعى للمجتمع الأمريكي، وتقوض القيم والمبادئ المضمنة في دستور «الآباء المؤسسين» التي قامت عليها أمريكا. كثير من المعلقين توقفوا أمام الغضب المكتوم الذي بدا على وجه أوباما، وهو يرد على غوغائية ترامب وعنصريته، لا سيما أن الرئيس الأمريكى عرف ببرود أعصابه. لكن يبدو أن الكيل قد طفح بعدما استغل ترامب المجزرة التي نفذها الأمريكى من أصل أفغانى عمر متين في أورلاندو، ليجدد الدعوة لحظر دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة. ترامب لم يتوقف عند ذلك، بل ذهب إلى حد اتهام أوباما تلميًحا بالتواطؤ مع «الإسلام الإرهابى الراديكالى»، قائلًا إن الرئيس «لا يريد حتى استخدام تعبير الإرهاب الإسلامى الراديكالى»، و«إن هناك أمرًا (غير سوي) يحدث». اعتبار أن أوباما، الذي زعم ترامب أنه «مسلم في الخفاء»، ضالع أو متواطئ في الهجمات الإرهابية على بلاده التي ينفذها منتسبون إلى الإسلام، يتجاوز نظرية المؤامرة، ليدخل في باب الخبل والضحالة. كما أنه يسلط الضوء على كره ترامب للمسلمين، وإصراره على اعتبار كل مسلم ضالعًا في الإرهاب، ولو كان هذا المسلم بالحق أو بالباطل رئيسًا لأمريكا، وفق زعم وفهم المرشح الجمهورى العبقرى مواقف المرشح الجمهورى الغوغائية والعدائية باتت معروفة لكثرة ما كررها. لكن المشكلة أنه عندما يتحدث اليوم، ويبث سمومه ضد المسلمين والمهاجرين، فإنه يتحدث باعتباره المرشح المحتمل للحزب الجمهورى في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، بعدما حصد الأصوات المطلوبة في الانتخابات الحزبية التمهيدية. لم يعد الرجل مجرد شخصية سياسية هامشية وغوغائية، يمكن تجاهل تصريحاته باعتبارها مجرد هراء صادر من ملياردير مغرم بالأضواء. كذلك لم يعد ممكنا تصوير عباراته العنصرية على أنها هفوات وزلات لسان، أو أنها مواقف تكتيكية انتخابية ستتغير بمجرد دخوله البيت الأبيض. نقلًا عن الشرق الأوسط