ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف محاضرة بعنوان "مفهوم الأمن في الدين الإسلامي" ضمن فعاليات دورة ضباط البحث الجنائي بقطاع الأمن العام بوزارة الداخلية، بحضور اللواء السيد جاد الحق مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام ولفيف من قيادات القطاع. وفي كلمته أكد وزير الأوقاف أن نعمة الأمن نعمة من أهم النعم وأجلها التي امتن الله بها على عباده، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَن أَصبَحَ آمِنًا فِي سِربِهِ مُعافَىً فِي جَسَدِه عِندَّهُ قُوتُ يَومِه فَكأنَّما حِيزَتْ لَهُ الدُّنيَا"، وأن الحفاظ على نعمة الأمن والأمان وعدم جحودها أو إنكارها أو نكرانها يقتضي شكر الله عز وجل بمزيد من الحفاظ عليها. كما أوضح أن من متطلبات الأمن الأخذ بالأسباب وهذا لا يتنافي مع التوكل على الله (عز وجل)، فبعض الناس قد يستغرق في الأسباب ظنًا منه أنها تؤدي حتمًا إلى النتيجة المطلوبة فيعتمد على النتائج الدنيوية، وبعض الناس يتواكل فيهمل الأسباب، غير أن التوكل الحقيقي هو أن نأخذ بأقصى الأسباب ثم نفوض أمر النتائج لله عز وجل ونرضى بها كيف كانت وكيف تكون. كما بين أن على الضباط أن يأخذوا بالأسباب ثم يفوضوا أمرهم إلى الله، واعلم أن نفسك أمانة، ووطنك أمانة، وأولادك أمانة، فمن لا يأخذ بأسباب الحفاظ على حياته، أو حياة غيره من المواطنين فهو آثم، فإن الأخذ بالأسباب من عوامل النصر والقوة، وأن الشهادة في سبيل الوطن من أعلى درجات الشهادة، ولنعلم جميعًا أنه لن تموت نفس حتى تستوفي أجلها ورزقها، يقول تعالى: {إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّ رَوْحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِيَ أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا). وشدد أنه لا بد من حسن التوكل على الله عز وجل، وأن تكون عقيدتنا راسخة كالجبال: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرّوك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعَت الأقلامُ وجَفتِ الصُّحُفُ". كما أكد أن مواجهة الإرهاب واجب ديني ووطني، وأن ما يقوم به جيش مصر وشرطتها من الحفاظ على أرض الوطن وسلامته هو في صميم الدفاع عن الدين والوطن، وأنهم مثابون عليه بإذن الله تعالى، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) "مَن مات دون ماله فهو شهيدٌ، ومن مات دون دمهِ فهو شهيدٌ، ومن مات دون أرضه فهو شهيدٌ".