ديونيسيوس الاريوباغي مؤلف مجهول انتحل اسم ديونيسيوس تلميذ القديس بولس الرسول وكان نحو في القرن الخامس الميلادي. كتب أربعة كتب أثرت تأثيرًا عميقًا في فكر القرون الوسطي وبعدها، وجمعت في فكر واحد العقيدة المسيحية، وكل ما يمكن للمسيحي قبوله من الأفلاطونية الحديثة، والكتب الأربعة في "الدرجات". الكتاب الأول: الدرجات السماوية: (الملائكة). الكتاب الثاني: الدرجات الكنسية: (السلطة الكنسية أي طغمات الكنيسة بكونها صورة لطغمات الملائكة). الكتاب الثالث: الأسماء الالهية: (تعليمة فيما يخص الله انطلاقا من الصفات التي ينسبها الكتاب المقدس لله). الكتاب الرابع: اللاهوت الصوفي: (كيف يمكننا أن نعرف الله في الجهل الصوفي). هذا المؤلف تفكيره ملئ بالافلاطونية الحديثة، ومع ذلك هو مؤمن ويميز دائمًا واضحًا العقائد الخاصة بالمسيحية، فتعليمه مستقيم تمامًا فيما يخص سر التجسد، والثالوث، والقيامة، وأصل الشر. فهو يمتاز بعمق تفكيره وجمال تعبيره وسمو روحانيته الصوفية. أهمية ديونيسيوس نجدها خاصة في أفكاره الخاصة بمعرفتنا لله (فهو يكمل تعليم القديس غريغوريوس النيصي) ويعتبر من أعظم الممثلين للاهوت التنزيهي (اللاهوت السلبي أو النفي) وبالعلاقة التي بين الخليقة والله مسألة الشر. وكان لديونيسيوس تأثير كبير على الشرق والغرب وترجمت مؤلفاته إلى اللاتينية، في الشرق نجد ضمن من تأثر بها في القرن السابع مكسيموس المعترف وفي القرن الثامن القديس يوحنا الدمشقي. وفي الغرب أول فيلسوف القرون الوسطي (في القرن التاسع) يوحنا سكوت أريجينا، ثم وقت قمه الفلسفة المدرسية واللاهوت المدرسي القديس ألبرت الكبير وتلميذه القديس توما الاكويني، فجميع المذكورين ما عدا القديس يوحنا الدمشقي كتبوا تعليقات أو تفاسير لمؤلفات "يونيسيوس" فيعتبر من المعلمين الكبار فيما يخص بعلم الله وخاصة طبيعة معرفتنا لله واللاهوت الصوفي.