لم تبق إلا ساعات قليلة ويهل علينا شهر رمضان المبارك بنسماته العطرة، فمع اقتراب الشهر الكريم، دبت الحياة بمختلف شوارع محافظة الأقصر لقيام الأهالي والأطفال بمسابقة الوقت للانتهاء من تُزيين الشوارع. وبدت شوارع الأقصر في أهبة استعدادها لقدوم الشهر الفضيل بعد أن قام الأطفال بالاحتفال بقدومه كل على طريقته الخاصة والتي تتمثل في العادات الرمضانية التي توارثتها الأجيال عن بعضها البعض وعلى رأسها زينة رمضان، والتي تعد من أكثر العادات التي يحرص عليها الكثيرون، وخاصة الأطفال في الأماكن العشوائية الذين ينتظرون رمضان العام تلو العام، للشعور بفرحة الشهر الكريم حيث تبقى لزينة رمضان بهجتها التي يشارك الجميع في صناعتها سواء من الكبار أو الأطفال. وقام الأطفال بتعليق زينة مصنوعة من الأطواق الكهربائية المزينة والبلاستيك الملون والإضاءة الملونة والتي زينت الشوارع وواجهات المحال في جميع أنحاء المحافظة فيما قام الأطفال بالقرى صناعة زينة مصنوعة من قصاصيص أوراق الكراسات والكتب القديمة والورق المقوى وتلصق بالنشا حيث يتجمع الأطفال في شوارعهم لتعليق زينة رمضان ويجتهدون بالعمل لكي يتميز شارعهم عن الشوارع المختلفة بالزينة المميزة المختلفة؛ ليتفاخروا بأنهم أصحاب الشارع المميز من حيث الزينة. وتعد شوارع منطقة المدينةالمنورة والتليفزيون وشارع "الطيب" بوسط الأقصر من أكبر الشوارع التي تهتم بتعليق الزينة حيث جلس مجموعة من الصبية على رصيف أحد المحال التجارية وهم يجهزون الزينة وفانوس ضخم مصنوع من الحديد قاموا بإعداده بأنفسهم وسط حالة من الفرحة بعد أن جمعوا أموال من أصحاب المحال والجيران في الشارع من أجل شراء الزينة. وتتمثل زينة رمضان عند الأطفال في شراء لفة من الزينة عبارة عن خيط معلق عليه ورق شفاف ملون ومرسوم عليه نجوم وهلال وجسم فانوس حديد من الحداد وقماش فراشة على حجم الفانوس ومسدس الشمع ويتم لصق القماش عليه وتم تركيب لمبة ملونة ب 15 جنيه وسلك كهرباء طوله 5 متر ب 5 جنيه حيث تم تجهيز الفانوس وتعليقه في عمود النور وفي بلكونات الجيران في وسط الشوارع.