يترقب مستثمرو بورصة وول ستريت الأمريكية أوضاع السوق خلال الفترة المقبلة ، لا سيما في ضوء تلميحات "جانيت يلين" ، رئيسة المجلس الفيدرالي الأمريكي ، حول إمكانية تشديد السياسات النقدية واحتمالية إجراء رفع أسعار الفائدة قريبا. وقالت ييلن ، خلال كلمة لها بجامعة هارفارد بكامبريدج ، ماساشوستس الليلة الماضية "إن الوقت مناسب ، لقد قلت ذلك مسبقا ، من أجل قيام الفيدرالي الأمريكي برفع تدريجي وبحذر لأسعار الفائدة" ، مضيفة "ربما في الأشهر المقبلة قد تكون مثل هذه الخطوة مناسبة". ويرى كارين كافانو ، كبير محللي السوق بمؤسسة فويا المالية ، أن بيانات الوظائف غير الزراعية ، المزمع الإعلان عنها يوم الجمعة المقبل ، ستعتبر علامة قوية على أن الاقتصاد الأمريكي في وضع أفضل ، وأن الفرصة سانحة لرفع أسعار الفائدة. وأظهرت نتائج مسح أجرته مؤسسة ماركت ووتش على عدد من الخبراء الاقتصاديين ، توقعوا قدرة الاقتصاد الأمريكية على خلق وظائف بمقدار 158 ألف فرصة عمل خلال شهر مايو الجاري. غير أن بول مورتيمر كبير المحللين الاقتصاديين بشمال الولاياتالمتحدة في مؤسسة بي إن بي باريبا ، قال في ملاحظة له "اعتقد أن بيانات الوظائف خلال مايو قد تكون ضعيفة ، وإذا حدث ذلك ، فمن المرجح أن يثير القلق بشأن الوضع المحلي ، فضلا عن إحباطه لآمال الفيدرالي الأمريكي بشأن رفع أسعار الفائدة منتصف هذا العام". وتوقع مورتيمر أن تسجل الوظائف الأمريكية خلال مايو الجاري نحو 110 ألف وظيفة. ونجحت البيانات الاقتصادية التي صدرت خلال الأسبوع المنصرم في تعزيز أداء الأسهم ببورصة وول ستريت لدى اقفال تعاملات أمس الجمعة ، ختام تعاملات الأسبوع ، ومن بينها تقرير وزارة التجارة الأمريكية والذي كشف عن نمو متسارع في الناتج الإجمالي المحلي للولايات المتحدة بنسبة 8ر0 في المائة خلال الربع الأول من العام الجاري. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي ، بنسبة 3ر0 في المائة بمقدار 93ر44 نقطة ليغلق عند 22ر17873 نقطة ، فيما زاد مؤشر ستاندر أند بورز 500 بنسبة 4ر0 في المائة بمقدار 96ر8 نقطة مسجلا 06ر2099 نقطة ، وطال الارتفاع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 7ر0 في المائة بمقدار 74ر31 نقطة مسجلا 50ر4933 نقطة ، كما سجلت المؤشرات الثلاثة الرئيسية ارتفاعا أسبوعيا بلغ 1ر2% و3ر2% و4ر3% على التوالي. وفاجأت تلميحات يلين رئيس البنك المركزي الأمريكي المستثمرين ببورصة وول ستريت ، لاسيما فيما يخص تشديد السياسات النقدية بشكل محتمل هذا الصيف فضلا عن احتمال رفع أسعار الفائدة بين عشية أوضحاها. ويعتقد كاتي ستوكتون ، كبير الاستراتيجيين الفنيين بمؤسسة "بي تي آي جي" أن السوق لاتملك الطاقة الكافية لاستيعاب الضغوط البيعية التي من المتوقع أن تتولد على الفور في أعقاب قرار الرفع لأسعار الفائدة". ووفقا لجيفري سوت ، الخبير الاستثماري بمؤسسة ريموند جيمس ، فأن الأسهم الأمريكية على المدى الطويل هناك إمكانية لارتفاعها ، لاسيما في أعقاب الهبوط الشديد الذي منى به مؤشر ستاندر أند بورز 500 ، ولمدة ثلاثة أشهر في فبراير الماضي. وأضاف "اعتقد أن المفاجأة للجميع ستكون حينما يرون مؤشر ستاندر أند بورز 500 وهو يحلق مجددا لمستويات قياسية لم يشهدها من قبل ، متوقعا أن يصل إلى حاجز 2300 نقطة. وفي سوق نايمكس للطاقة ، من المقرر أن تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" يوم الخميس القادم في فيينا ، على الرغم من عدم وجود أية توقعات بشأن خفض دراماتيكي للإنتاج. ويراقب المستثمرون عن كثب الأسواق بحثا عن أية تطورات حول "أوبك" من المحتمل أن تدعم سلة أسعار النفط ، والتي قد يراها الفيدرالي الأمريكي على أنها ومضات بأن التعافي الاقتصادي يسير على الطريق الصحيح. جدير بالذكر أن أسعار النفط ببورصة نيويورك لامست خلال تعاملات الأسبوع المنصرم مستوى 50 دولارا للبرميل ، وذلك قبل أن تنخفض لدى الاقفال الأمس ، نهاية الأسبوع ، بمقدار 15 سنتا بنسبة 3ر0 في المائة مسجلة 33ر49 دولار للبرميل.