إنها ملحمة إنسانية بأيدٍ مصرية، على مدى 12 شهرا استطاع القائمون على المشروع تحويل حلم صغير بدأ بفكرة إنشاء مركز متخصص لعلاج الأورام بالصعيد، إلى حقيقة ليشمل إنشاء صرح طبى عالمى متخصص يعالج السرطان مجانًا بصعيد مصر لمختلف الأعمار من الأطفال والسيدات والرجال، إنه «مستشفى شفاء» لعلاج السرطان بالأقصر مجانًا، الذي يخدم 6 من المحافظات فى صعيد مصر هى: سوهاج وقنا والبحر الأحمر وأسوان والأقصر والوادى الجديد، ويقع مقرها فى مدينة طيبة الجديدة شمال شرق محافظة الأقصر، وتحمل شعار «صعيد بلا سرطان». الحلم فكرة بدأ الحلم بفكرة المهندس حسين شكرى رئيس مجلس إدارة مؤسسة شفاء لإنشاء صرح طبى يخدم مرضى السرطان فى الصعيد، نظرا لطول مسافات السفر من المحافظات فى وجه قبلى إلى القاهرة والعكس، لإجراء الفحوصات اللازمة واستكمال العلاج لمرضي السرطان، ولم يكن يدرى أن الحلم البسيط سيتحول إلى حقيقة من خلال أهل الخير فى كل مكان، حيث دعموا المستشفى خلال الشهور الماضية بصورة أكبر من المتوقع، وهو الأمر الذى أدى إلى توسعة المشروع وتحويله من مركز طبى لعلاج السرطان إلى مستشفى كبير لعلاج السرطان، ويشمل إنشاء مركز تدريب لجميع طلاب كليات الطب بوجه قبلى، ومركز للدراسات وأبحاث السرطان لأول مرة بصعيد مصر مدعم بأضخم مكتبة ومعامل عالمية، وكذلك مركز للتعاون الدولى لعلاج السرطان، يكون مركزًا لجذب خبراء الأورام العالميين من مختلف دول العالم، وإنشاء دار لضيافة ذوى المرضى بسعة 250 فردًا، وتقديم وجبات ومشروبات مجانية لهم طوال فترة تواجدهم مع ذويهم للعلاج. وتقوم إدارة المستشفى بتنظيم جولات وزيارات للقرى والمدن بالصعيد لإجراء حملات التوعية والكشف المبكر عن السرطان، وحاليًا يجرى الإعداد لجعلها أول مدينة طبية متكاملة فى مصر لعلاج السرطان خلال المرحلة الثانية. الطاقم الطبي والعاملون إدارة المستشفى اختارت فريق العمل، وفق المعايير العلمية العالمية المتبعة فى أكبر المؤسسات الطبية المتخصصة فى علاج السرطان، من ضمنها اختيار الأكثر خبرة فى العمل داخل المؤسسات الطبية والأكثر تخصصًا، بالإضافة إلى تقديم محاضرات ودورات تدريبية للأطباء والتمريض ومساعدى التمريض الذين وقع عليهم الاختيار، بكليات الطب المختلفة بأسيوط والقاهرة وعين شمس، والمقرر وضع خطة لسفرهم لأكاديميات ومؤسسات طبية عالمية فى الخارج، لإعداد أضخم كوادر طبية متخصصة وملمة بجميع التطورات فى علم علاج الأورام والسرطان بمختلف دول العالم. الأجهزة الطبية والتكنولوجية تم تجهيز المستشفى بأكبر وأحدث أجهزة علاج وكشف مرض السرطان، حيث تم تركيب جهاز المعجل الخطى الإشعاعى وثمنه 24 مليون جنيه، والذى تعتمد عليه أكبر وأفضل المؤسسات الطبية المتخصصة فى علاج الأورام فى أنحاء العالم، وكذلك تم تزويد المستشفى بأجهزة تحليل غازات الدم، ومضخات المحاليل مخصصة لعلاج اليوم الواحد، وأجهزة الصدمات الكهربائية لعلاج اليوم الواحد والعيادات، وجهاز غسيل بالموجات فوق الصوتية خاص بالتعقيم، ومسدس بخار للتعقيم، جهاز غسيل الآلات، جهاز تحليل الكيمياء الحيوى للمعمل، وترولّى نقل المرضى وترولّى نقل الأدوية وترولّى الطوارئ، جهاز كابينة تحضير الأدوية الكيميائية. وتم استيراد الأجهزة الطبية من واحدة من أفضل الشركات الألمانية لصناعة الأجهزة الطبية فى العالم، وتعاقدت إدارة المستشفى مع هذه الشركة على استقدام كل أجهزة الأشعة التشخيصية من أجهزة رنين مغناطيسي وأشعة مقطعية وأشعة رقمية وطب نووى موجات صوتية. فى السياق ذاته، قامت شركة المصرية للاتصالات بمد خطوط الألياف الضوئية للمستشفى بخدمة الإنترنت المجانى للمرضى وذويهم والعاملين بالمستشفى، لتسهيل متابعة التطورات التى تحدث فى مصر والعالم حول مرض السرطان. التبرعات وأهل الخير بلغت قيمة التبرعات للمستشفى فى المرحلة الأولى 300 مليون جنيه تقريبا، من خلال أهل الخير من المواطنين ورجال الأعمال والمؤسسات الخيرية والشخصيات الشهيرة بالمجتمع، وتمت الاستفادة منها على الأوجه الأمثل، حيث قامت الإدارة بشراء الأجهزة الطبية والمعدات اللازمة واستكمال أعمال المشروع، ويحتاج المستشفى إلى المزيد من التبرعات فى إنشاء المرحلة الثانية، حيث يمكن للمواطنين التبرع لصالح مستشفى شفاء الأورمان من خلال الموقع الإلكترونى http://www.dar-alorman.com/donate، أو الاتصال ب 19455 ليصل مندوب من مؤسسة الشفاء لتسلم التبرع بإيصال رسمى، أو من خلال للتبرع لحساب المستشفى على أى فرع من فروع بنك مصر 194111. حقاق وأرقام عن السرطان السرطان من أهمّ أسباب الوفاة فى جميع أنحاء العالم، فقد تسبّب هذا المرض فى وفاة 7.6 مليون نسمة فى عام 2008. وكان 70٪ من الوفيات فى البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. تقف سرطانات الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدى وراء معظم الوفيات التى تحدث كل عام من جرّاء السرطان. هناك اختلاف بين الرجال والنساء فيما يخص أنواع السرطان الشائعة. تحدث 30٪ من وفيات السرطان، بسبب خمسة عوامل خطر سلوكية وغذائية رئيسية، هى ارتفاع منسوب كتلة الجسم، وعدم تناول الفواكه والخضر بشكل كافٍ، وقلّة النشاط البدنى، وتعاطى التبغ، وتعاطى الكحول. يمثّل تعاطى التبغ أهم عوامل الأخطار المرتبطة بالسرطان، إذ يقف وراء 22٪ من وفيات السرطان العالمية و71٪ من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة. العدوى التى تسبّب السرطان، مثل العدوى الناجمة عن فيروس التهاب الكبد B أوC، مسئولة عن نحو 20٪ من وفيات السرطان التى تحدث فى البلاد المنخفضة والمتوسطة الدخل.