أفاد رئيس مجموعة بنك التنمية الإفريقي أكينومي أديسينا، أن البنك وضع إستراتيجية طموحة قابلة للتحقيق خلال السنوات العشر المقبلة، تركز أهدافها على تحقيق خمس أولويات هي: إضاءة أفريقيا وتوفير الطاقة لها، وتوفير الأمن الغذائي، وتطوير التصنيع في القارة، وإدماج أفريقيا، وتحسين نوعية الحياة لشعوب أفريقيا، مشيرًا إلى أن هذه الإستراتيجية ضمن الدور المحوري للبنك في دفع النمو الاقتصادي وإحداث التنمية بالدول الأفريقية. وقال أديسينا - أمام الاجتماع السنوي لبنك التنمية الإفريقي في لوساكا، الذي بدأت فعالياته أمس الأول الثلاثاء وتستمر حتى غد الجمعة - إن "مجموعة بنك التنمية الإفريقي انتهت بالفعل خلال أقل من 6 أشهر من إعداد إستراتيجيات لتنفيذ تلك الأولويات الخمس، وإننا بعد موافقة مجلس إدارة البنك، سنستهل في تنفيذ اثنين من هذه الأولويات الخمس هما: إضاءة أفريقيا وتوفير الطاقة لها، وتوفير الوظائف للشباب لتحسين نوعية الحياة في كل أنحاء أفريقيا"، منوها بأن جهود البنك في هذا الصدد تحظى بدعم هائل من كل الدول الأفريقية والاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية والقطاع الخاص لتحقيق هذا الهدف الطموح القابل للتحقيق. وأضاف: "نعمل على تحقيق هدف إضاءة أفريقيا وتوفير الطاقة لها، لأن أفريقيا هي المنطقة الوحيدة في العالم التي تعاني من نقص في الكهرباء، وهناك 645 مليون شخص يفتقرون إلى الطاقة الكهربائية، وأكثر من 700 مليون شخص لا تتوفر لهم الطاقة النظيفة لطهي الطعام، ويتعلم الأطفال في الظلام، ويتم تشغيل المشروعات في الظلام، كما يجرى إجراء جراحات طبية في الظلام". وأشار إلى أن أكبر عائق أمام نمو أفريقيا وتنميتها هو نقص الكهرباء، ومن غير المقبول أن يمر أكثر من 138 عاما على اختراع توماس أديسون للمصباح الكهربائي في حين يوجد مئات الملايين من الناس في القارة الأفريقية لا تتوفر لهم الكهرباء من أجل إضاءة مصباح فحسب. وأردف أديسينا أن بنك التنمية الإفريقي استهل هذه المبادرة التي تهدف لإحداث تحول بشأن الطاقة لأفريقيا بالعمل مع شركاء لتحقيق هذا الهدف الطموح، ومن بينهم الاتحاد الإفريقي وهيئة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (النيباد) ومبادرة الرئيس الأمريكي لتوفير الطاقة لأفريقيا والبنك الدولي والاتحاد الإفريقي ومبادرة الحكومة البريطانية والصين وفرنسا وألمانيا والدول الاسكندنافية واليابان وكوريا الجنوبية والهند والقطاع الخاص الذي يشارك بجهد ملموس جدا يهدف لإضاءة أفريقيا وتوفير الطاقة لها خلال عشر سنوات. وتابع: "هدفنا الآن هو توفير الطاقة لأفريقيا خلال عشر سنوات، وتعزيز شبكات الطاقة في أفريقيا بإضافة 160 جيجاوات لها، وتوفير الطاقة لنحو 75 مليون شخص، وتوفير طاقة الطهي النظيفة لنحو 150 مليون أسرة". وأوضح أديسينا أن تركيز الاجتماعات السنوية لبنك التنمية الإفريقي على الطاقة وتغير المناخ يحظى بأهمية خاصة، حيث أثرت ظاهرة تغير المناخ سلبا على القارة، وتضررت 13 من بين 14 دولة تقع في شرق وجنوب أفريقيا من الجفاف الشديد، كما أن أفريقيا التي تسهم بأقل من 3% من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري تعاني الآن بشكل غير متناسب من التأثيرات السلبية لتغير المناخ. ولفت إلى أن "كينيا ورواندا شهدتا فيضانات مدمرة، وفي مالاوي وحدها يواجه أكثر من 8.4 مليون شخص انعداما للأمن الغذائي، وفي إثيوبيا هناك أكثر من 15 مليون شخص يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي، وهناك مناطق شاسعة في جنوب أفريقيا وزامبيا وزيمبابوي وليسوتو وبوتسوانا تواجه تحديات مماثلة"، منوها بأن "بنك التنمية الإفريقي أعلن على الفور تمويل 549 مليون دولار لدعم الدول التي تعانى من الجفاف والحد من قابلية التأثر". واختتم أديسينا بالقول إن بنك التنمية الإفريقي سيقود الطريق بشأن تحقيق تقدم كبير في النمو الاقتصادي "الأخضر" الصديق للبيئة في القارة، وسوف يضاعف تمويل طرق التعامل مع تغير المناخ إلى ثلاثة أضعاف (5 مليارات دولار سنويا) بحلول عام 2020.