"الانفلات الأمني وعدم الاستقرار وسقوط دول المنطقة" هو غاية إيران من تدخلها السافر في شئون العديد من الدول العربية، ورغم كل المخاطر والتحديات التي تواجه الأمن العربي لا توجد حتى رؤية عربية مشتركة لمواجهة المخاطر التي تمثلها ثورة إيران على أمن المنطقة. التدخل الإيراني وراء تفجر الاوضاع في الحزام الأمني للعاصمة العراقيةبغداد، نتيجة تفجير الصراعات الإثنية والمذهبية بين سكان تلك المناطق، وسط غياب أي دور حقيقي للسلطات العراقية، و التي فقدت مصداقيتها لدى الشارع نتيجة تواطؤها مع المشروع الايراني في التكريس لفكرة الطائفية والمذهبية من خلال نظام المحاصصة والإثنية. رجل الدين الشيعي العربي مقتدى الصدر، والذي رفض الوصاية الايرانية على العراق، وتدخلات طهران السافرة في الشئون الداخلية لبلاد الرافدين و تغذية النعرات الطائفية بحجة نصرة الشيعة العراقيين، من هنا نادى انصار "الصدر": "يا ايران بربرا وبغداد تبقى حرة" في دعوة صريحة إلى إلغاء النفوذ الإيراني، وإبعاد طهران عن التدخل في الشأن العراقي، فالأوضاع في العاصمة العراقية تزداد سوءا خاصة الاوضاع الامنية بسبب الاعمال الارهابية التي تمارسها المليشيات شبه العسكرية الموالية لإيران، وتعد مليشيات "سرايا الخرساني" و التابعة للحرس الثوري الايراني، وتتواجد بالساحة الخضراء في ايران، و هي التي قامت اليوم بإطلاق الرصاص على المتظاهرين اليوم الجمعة، ما ادى الى مقتل 3 اشخاص وتأسست "سرايا الخراساني" على يد حميد تقوي الضابط بالحرس الثوري الإيراني، الذي قتل ديسمبر 2014، في مواجهات مع تنظيم الدولة في مدينة سامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين شمالي بغداد، وفي وقت سابق أعلن علي الياسري امين عام مليشيا الخرساني ولاءه المطلق لعلي خامئني وولاية الفقية. مظاهرات اليوم الجمعة، والتي اقتحمت الساحة الخضراء، وصفت حكومة العبادي بالفاسدة كونها تنفذ الاجندة الايرانية من اجل تعميق الصراع المذهبي و ادخال العراق في دوامة ازمة اندماج وطني وصراع اثني لا ينتهي . الموقف الشيعي العربي المتسامح لمقتدى الصدر، قد يكون بمثابة انطلاقة جادة لاستعادة العراق دولة امنة و مستقرة . فالجماهير التي التي اقتحمت (المنطقة الخضراء) اليوم ، تطالب بإقصاء حكومة العبادي ، وتولي حكومة من التكنوقراط مكانها، بحيث لا تكون مرجعيتها السياسية تلك الأحزاب الدينية، والطائفية، من الجانبين، وإنما من المكونات ذات القدرة الإدارية، أياً كان انتماؤها المذهبي أو الاثني، و بعبارة اوجز ابعدوا عملاء ايران . و قد تم مواجهة المتظاهرين بالرصاص الحي و الغاز المسيل للدموع و قد بدوا في الانسحاب تدريجيا بعد اعتقال العشرات منهم و اعلان الاجهزة الامنية حالة الطوارئ الى اجل غير مسمى و بحسب مراسل "بوابة العرب" بالعراق ، فقد اقتحم متظاهرون عراقيون، اليوم الجمعة، المنطقة الخضراء المحصنة، وتسللوا الى مكتب رئيس الوزراء العرقي، حيدر العبادي، مما أدى إلى هروب جماعي للحكومة، ودخول المتظاهرين إلى مجلس النواب والوزراء واطلقت قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي على المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة 50 متظاهرًا بجروح وحالات اختناق . وأخلت قوات الأمن مدعومة بالجيش المنطقة الخضراء من المتظاهرين الذين انسحبوا فور إطلاق الغاز والرصاص . تجدر الإشارة أن الآلاف من اتباع مقتدى الصدر، كانوا قد اقتحموا في ال30 ابريل الماضي، المنطقة الخضراء ودخلوا مبنى البرلمان، وقاموا بتكسير بعض محتوياته، على خلفية إخفاقه في عقد جلسة رسمية للتصويت على حكومة تكنوقراط جديدة وقد انسحب المتظاهرين من الساحة شريطة تنفيذ عدة مطالب مؤكدين على العودة مجددا لاقتحام الساحة الخضراء في حال عدم تلبية مطالبهم وهي: التصويت على كابينة تكنوقراط بجلسة واحدة وفي حال عدم تحقيق هذا المطلب الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي إقالة الرئاسات الثلاث وفي حال عدم تحقيق ذلك الانتقال الى المرحلة الثالثة والمتمثلة في دعوة لانتخابات مبكرة وفي حال عدم تحقيقه أو الدخول الى مقرات الرئاسات الثلاث أو العصيان المدني أو الاضراب العام.