سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استطلاع هلال الأشهر القمرية.. أساس ديني وعادة قديمة لدى المصريين.. تبدأ المراقبة بعد غروب شمس اليوم التاسع والعشرين.. الرصد يتم في الأماكن المفتوحة كالتلال والجبال
يعتبر استطلاع هلال الأشهر القمرية من العادات القديمة لدى المصريين بصفة خاصة وعدد من دول العالم الإسلامى بصفة عامة، فلرؤية الهلال أهمية عظمى في أنها تحدد للمسلمين بداية الاشهر الهجرية. رؤية الهلال هي عملية تحري رؤية ميلاد القمر الجديد الذي يحدد بداية مراقبة الشهر القمري وهو مهم جدًا في تحديد أشهر السنة الهجرية والتي ترتبط الشعائر الإسلامية بها. تبدأ عملية المراقبة مولد هلال الشهر الهجرى الجديد بعد غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من الشهر القمري مباشرةً، وتكون المراقبة محدودة بوقت قصير، لا يتجاوز الساعة أحيانا، ثم يختفي بعدها الهلال فلا يمكن رؤيته بعدها. أما اتجاه النظر فيكون في جهة الغرب، قرب مغطس الشمس، إلى الجنوب قليلًا من المكان الذي يغطس فيه حاجب الشمس العلوي، ويكون من العسير رؤية القمر في أكثر الحالات وذلك بسبب قربه من الشمس وتأثره بالإضاة الناتجة عن شفق الشمس، كما أن حجم الجزء المضاء من القمر يكون ضئيلًا مما يصعب من إمكانية الرؤية. ويفضل أن يكون الرصد في الأماكن المفتوحة التي يظهر الأفق فيها دون معوقات كالتلال والجبال والعمران، كما يبتعد الراصد عن مصادر الإضاءة المشوشة لعملية الرصد، كما أن عوامل الطقس ونسبة الرطوبة والغبار والغيوم تؤثر على وضوح الرؤية وإمكانيات الرصد. أوصاف الهلال هلال أول الشهر يقع إلى الجنوب من المكان الذي غطست فيه الشمس بعد الغروب، أما هلال آخر الشهر فتستحيل رؤيته بعد غروب الشمس وإنما يغطس قبل الشمس إلى الشمال قليلًا من المكان الذي ستغطس فيه الشمس بعده. يكون قرنا هلال أول الشهر إلى الأعلى ويتجهان جنوبًا، أما هلال آخر الشهر فان أمكنت رؤيته قبيل الغروب في جهة الغرب فإن قرناه يتجهان إلى الأسفل والشمال. وقد وضع علماء الرصد الفلكي شروطًا محددة للحالات التي يمكن فيها رؤية الهلال، وقد نوقشت هذه الشروط من قبل المختصين في المؤتمرات والملتقيات الفقهية الإسلامية، وهناك بعض التفاوت بين هذه الشروط بحسب أصحابها من علماء الفلك، وبالجملة فإن هذه الشروط تدور حول ما يلي: عمر الهلال وهو الفترة الزمنية منذ لحظة ولادة الهلال (مفارقة قرص القمر لقرص الشمس بعد الاقتران)، ويرى علماء الفلك المهتمون بهذا الجانب من العلم أمثال الدكتور حميد النعيمي وغيره أن الدراسات العلمية والتجارب العملية تبين أن الهلال تستحيل رؤيته بالعين المجردة إذا كان عمره اقل من 15 ساعة، وتستحيل رؤيته حتى بأفضل أنواع التلسكوبات إذا كان عمره اقل من 12 ساعة، هذا وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن إمكانية الرؤية تبدأ فقط عندما يكون عمر الهلال 22 ساعة تزيد أو تنقص ساعتين تبعًا لظروف الرؤية. البعد الزاوي عن الأفق ومعناه الزاوية المحصورة بين خط الواصل بين الراصد والأفق والخط الواصل بين الراصد والهلال، وقد ذهب أكثر الباحثين إلى أن إمكانية الرؤية تبدأ عندما يكون البعد الزاوي يساوي 5 درجات وتستحيل دونها. البعد الزاوي عن الشمس هو الزاوية المحصورة بين الخط الواصل بين الراصد والشمس والخط الواصل بين الراصد والقمر، وقد اشترط العلماء لإمكانية الرؤية أن تكون الزاوية تساوي 8 درجات. وتاريخ رؤية اهلة الاشهر القمريه في مصر بدأت في عام 155ه حيث خرج القاضى غوث بن سليمان حيث كانت تعد لهم "دكة" على سفح جبل المقطم عرفت ب"دكة القضاة"، يخرج إليها لاستطلاع الأهلة. وبعدها توقف هذا الأمر في العصر الفاطمى ولكنه عاد مره أخرى في العصر العصر العثمانى، فعاد موضع استطلاع الهلال مرة أخرى إلى سفح المقطم فكان يجتمع القضاة الأربعة وبعض الفقهاء والمحتسب بالمدرسة المنصورية في «بين القصرين»، ثم يركبون جميعًا يتبعهم أرباب الحرف وبعض دراويش الصوفية إلى موضع مرتفع بجبل المقطم حيث يترقبون الهلال، واستمر الأمر هكذا حتى أمر الخديوى عباس حلمى الثانى بنقل مكان إثبات رؤية الهلال إلى المحكمة الشرعية بباب الخلق. أما عن اشهر المراصد الفلكية في مصر التي تعمل على رصد الأهلة القمرية: المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أو مرصد حلوان هو مرصد فلكي يقع في منطقة حلوان جنوبالقاهرة تأسس سنة 1903، ويعد أحد أقدم وأكبر وأهم المراصد الفلكية في الوطن العربي، خصوصًا في تحديد المسائل الفلكية في الإسلام كرصد الأهلة وتحديد مواقيت الشهور بالتقويم الهجري. وقد اختارته منظمة اليونسكو في سنة 2011 كأحد مواقع التراث العالمي في مصر. مرصد القطامية مع الوقت تمددت حلوان وأصبح التلويث الضوئي فيها عاليًا، فتقرر بناء مرصد جديد أكثر انعزالًا، واختير لذلك موقع القطامية على مسافة 80 كيلومترًا في الصحراء جنوب مرصد حلوان، وشيد هكذا مرصد القطامية في سنة 1962، الذي بدأ العمل في سنة 1963. وهو يقع على ارتفاع 476 مترًا عن مستوى البحر، ويحوي تلسكوبًا واحدًا بقطر 188 سنتيمترًا (74 إنشًا).