الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد تحقق 8 آلاف قضية وفشلت فى استعادة أموال «بن علي» 3 آلاف تونسى انضموا للجماعات المتطرفة وأهل الجنوب الأقرب للتشدد.. وجماعة أنصار الشريعة عباءة الإرهابيين الشباب يهاجرون إلى إيطاليا وفرنسا بعد «عواصف التطرف» منذ أن وطئت قدماى إلى مطار تونس، ويتردد سؤال واحد، كلما عرفوا أننى مصرى «كيف حال مصر؟ ولماذا لم تنجح الثورة لديكم؟». لم تكن لدى إجابة، ولم أذهب حاملاً إياها؛ كل ما كنت أريده هو الاستماع إلى وجهات نظرهم فى أوضاعهم، وأوضاعنا. فى مقهى «لاكزايت» على شاطئ البحيرةالتونسية، اجتمعنا مع بعض الصحفيين التونسيين، دار الحديث حول مصر، وتونس والفرق.. «لماذا مصر ليست تونس؟». للتعرف على الوضع التونسى سواء الاقتصادى أو الاجتماعى، أو السياسى، هناك بعض البيانات والإحصائيات التى تجعل لدينا خلفية عن أوضاع تونس. وفقا لبيانات البنك الدولى، تتمتع تونس بنظام تعليمى موحد، وذى بنية تحتية جيدة، حيث يبلغ نسبة التحاق التونسيين بالمراحل التعليمية فى المرحلة الابتدائية 111٪، فيما وصلت نسبة التونسيين الملتحقين بالمراحل التعليمية العليا 34.5٪ من السكان. بينما يصل عدد غير الملتحقين بالمراحل التعليمية 1.4٪ من إجمالى العدد الكلى للسكان، البالغ نحو 10 ملايين و982 ألف نسمة، وفقا لآخر تعداد، عام 2014. تقع دولة تونس فى شمال إفريقيا، على البحر المتوسط، جنوب المنطقة المعتدلة، ويخضع مناخها لتأثيرات البحر المتوسط، ويبلغ متوسط درجات حرارتها خلال فصل الشتاء بين 3 و29، أما فى الصيف، فهى بين 11 و44 درجة مئوية. تنقسم الجمهورية التونسية إلى 6 أقاليم، تتوزع إدارية، ثم تتوزع على 24 ولاية، هى «ولاية بنزرت، ولاية تونس، ولاية أريانة، ولاية منوبة، ولاية بن عروس، ولاية زغوان، ولاية نابل، ولاية جندوبة، ولاية باجة، ولاية الكاف، ولاية سليانة، ولاية سوسة، ولاية المنستير، ولاية المهدية، ولاية صفاقس، ولاية القيروان، ولاية القصرين، ولاية سيدى بوزيد، ولاية قابس، ولاية مدنين، ولاية تطوان، ولاية قفصة، ولاية توزر، ولاية قبلي». هنا الأمطار تنسكب بهدوء وبغزارة، إذ تتوزع على أرض تونس كميات تصل إلى 1500 مليمتر سنوياً، أكثرها يكون فى فصل الشتاء. وفقاً لبيانات البنك الدولى، فإن أكثر من 25٪ من الشعب التونسى يقبع تحت خط الفقر، وفى المتوسط تبلغ القوة الشرائية للتونسيين 3.10 دولار فى اليوم، فيما يبلغ نصيب الفرد من الناتج القومى الإجمالى 4 آلاف و230 دولاراً سنوياً. يعتمد التونسيون على ماضِ علمانى بحق، فهم يقدسون الزعيم الحبيب بورقيبة، واضع أسس الدولة العلمانية قبل نحو 7 عقود. وضع بورقيبة الأيدولوجية الدينية تحت سلطة الدولة، إذ ألغى نظام التعليم الدينى، الذى كان يدُار بواسطة مسجد الزيتونة، الذى كان مؤسسة دينية مستقلة وله أملاك وأوقاف. من خلال تلك البيانات تظهر مجموعة من الفروق بين مصر وتونس، يتجلى أغلبها فى تمتع تونس بنظام تعليمى علمانى، مع منح المزيد من الحرية للمرأة التونسية. التونسيون لا يقدسون زعيمهم بورقيبة، كما نفعل فى مصر مع حكامنا، بل يتعايشون مع تجربته وفقا للمفهوم البشرى، فهى فى النهاية تجربة بشرية، لها مزايا وعليها خطايا. تتمتع بعض الهيئات فى تونس بقداسة واحترام من الجميع، هذا ليس انطباعا أو تكهنا، ولكن وقّع كلمات «خولة» الصحفية التونسية على أذنى كان عميقًا ومؤثراً.. «الاتحاد العام للشغل التونسى، له رمزية خاصة وقداسة من الكل، فى فترة حكم الترويكا، الأحزاب المعارضة كانت تذهب إليه حتى تتمتع بحمايته أثناء تظاهراتهم». بعد انقضاء فترة الغداء تطوعت هيئة مكافحة الفساد التونسية بدعوتنا للقاء فى مقرها، وذلك بعدما علمت أن هناك صحفيين يتدربون على تغطية قضايا الفساد والتتبع المالى.