وصلت موجة الغضب من التعدى السافر على الحقوق والحريات، واقتحام قوات الأمن نقابة الصحفيين، مساء أمس الأول الأحد، إلى قبة البرلمان، وأعلن عدد من النواب تقدمهم بطلبات إحاطة وبيانات عاجلة، تجاه تلك الواقعة التى تعد سابقة تاريخية لم تحدث من قبل. ووصفت آمال طرابية، عضو مجلس النواب، اقتحام قوات الأمن نقابة الصحفيين ب«غير المقبول بأى حال من الأحوال»، مشيرة إلى أنه كان من الأجدى إذا ثبت لدى قوات الأمن أن النقابة يحتمى بها أى فرد مطلوب القبض عليه، أن تتم مخاطبة القائمين عليها بدلا من اقتحامها، متسائلة: «إذا لم تكن نقابة الصحفيين منبر الحريات، وملاذا لكل الباحثين عن الحرية، وللتعبير عن الآراء فأين يذهب المواطنون للتعبير عن رأيهم؟». وتقدمت عبير حنفي، عضو مجلس النواب، بطلب استجواب لوزير الداخلية داخل البرلمان، مؤكدة أن ما حدث من اقتحام قوات الأمن نقابة الصحفيين، هو تجاوز لا يمكن السكوت عنه، موضحة: «نقابة الصحفيين منبر الحريات ولن نسمح بالمساس بقانون الحريات، واليوم هو الأسود فى تاريخ نقابة الصحفيين». وأكد النائب تامر عبدالقادر، وكيل لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، رفضه التام لتجاوزات رجال الشرطة واقتحام مبنى نقابة الصحفيين وإلقاء القبض على اثنين من أعضاء النقابة، كاشفا عن أنه سيتقدم ببيان عاجل ضد المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، ووزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار، صدد ما سماه ب«فُجر الداخلية». وأشار إلى أن الجريمة التى ارتكبتها أجهزة الداخلية والممثلة فى اقتحام مبنى النقابة المعروف بمبنى الحريات، تعاقب عليها كافة القوانين المحلية والدولية، كما أنها سابقة لم تحدث فى عهد النقابة وتمثل بداية للأفعال الكارثية التى لا تبشر بالخير، بالإضافة إلى أنها تمثل جريمة اغتصاب واضح من أجهزة الأمن تجاه الحريات، مطالبًا بعقد جلسة عاجلة لمناقشة تجاوزات الداخلية إزاء الصحفيين ونقابتهم، والمطالبة بإقالة وزير الداخلية بشكل فوري، على أن يتقدم رئيس الوزراء باعتذار رسمى لجموع الصحفيين ونقابتهم التى تمثل بيت الحريات. وأعرب النائب أحمد الطنطاوى، عن صدمته من اقتحام أفراد الأمن مقر نقابة الصحفيين، قائلا: «موقف يُدان بكل كلمات الإدانة»، وإن مجموعة النواب الصحفيين وأعضاء تكتل «25 – 30» بمجلس النواب سيدرسون اتخاذ موقف جماعى تجاه هذا التجاوز الخطير فى حق الصحفيين. وأشار «الطنطاوى» إلى أن وزارة الداخلية تصر على ألا تتعلم من أخطائها، قائلا: «يجب مواجهتها ولا بد من استجواب وزير الداخلية فى واقعة اقتحام نقابة الصحفيين، ولو كانت الوزارة ترى أن التجاوز فى حق الصحفيين سيمر مرور الكرام فهى مخطئة، وإن كانت تعلم أنه لن يمر وارتكبته فذلك كارثة».