اتفقت دول الخليج العربى الست والولاياتالمتحدةالأمريكية على أن الحفاظ على أمن المنطقة مما وصفه الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني، ب«التحركات الإيرانية المثيرة للقلق» يمثل أولوية قصوى في هذه المرحلة. وقال الزيانى عقب قمة حضرها الرئيس الأمريكى باراك أوباما وقادة الدول الخليجية أو نوابهم إن القمة ناقشت تدخلات إيران في الشئون الداخلية لدول المجلس، ودعمها المتواصل للتنظيمات الإرهابية، وقد تتطرق المجلس أيضا إلى العديد من القضايا الساخنة، ومنها الأوضاع السياسية والأمنية في سوريا واليمن وليبيا والعراق، والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف. والتقى وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر نظراءه الخليجيين، ونقلت صحف غربية عن مسئولين لم تسمهم قولهم إن هناك اتفاقيات بشأن تدريب القوات الخاصة لجيوش دول الخليج لمنع إيران من نقل أسلحة إلى المجموعات الشيعية التي تدعمها في المنطقة. ورأت صحيفة «جارديان» البريطانية أن أوباما سعى إلى تهدئة العلاقات مع أولئك الذين يشعرون بالاستياء الآن بسبب أن الحليف الرئيسى للخليج يميل تجاه إيران المنافسة. وقال إيان بلاك، محرر شئون الشرق الأوسط، وديفيد سميث، مراسل واشنطن إنه على الرغم من كل التقارير السلبية التي تنقلها الصحف فإن الولاياتالمتحدة وإنجلترا وكندا عقدت أكبر صفقات الأسلحة في تاريخها مع المملكة العربية السعودية في السنوات القليلة الماضية ومن ناحية أخرى فإن العلاقات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية ربما تكون أقوى مما كانت عليه في أي وقت مضى. وأكد فريدريك هرى المحلل في مؤسسة كارنيجي، وروب مالي، كبير مستشارى أوباما في الشرق الأوسط أن الولاياتالمتحدة أبدت تعاونا أوثق مع دول مجلس التعاون الخليجي، والاتفاقات في مجال الدفاع ومكافحة الإرهاب والحرب الإلكترونية أبرزت الجانب الإيجابي. وقال أشتون كارتر، وزير الدفاع الأمريكي، إن مجلس التعاون الخليجى سيساهم ماديا في تحقيق الاستقرار في العراق وكذلك محاولة تعزيز محاربة الإرهابيين وتنظيم داعش. واستحوذت قضية تراجع أسعار النفط وحصص الإنتاج والاقتصاد السعودى على جانب كبير من أعمال القمة، ويقول بيرى كاماك المحلل في معهد كارنيجى الأمريكى إن نهاية إدارة أوباما ليست مهمة بالنسبة لدول الخليج ولكن السؤال الحقيقى هو من يأتى مع الإدارة القادمة. وتعد الرياض أكبر مشتر للأجهزة والخدمات العسكرية الأمريكية، وارتفعت المبيعات في ظل إدارة أوباما، إلى أكثر من 100 مليار دولار عام 2015، وتستمر الولاياتالمتحدة في دعم الحرب التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن. وأكد روب مالى مستشار أوباما للشرق الأوسط أنه ليس هناك أي لبس أو غموض على من هو شريك الولاياتالمتحدة الرئيسى في المنطقة، فالإجراءات الأمريكية تؤكد عمق علاقات واشنطن مع دول الخليج لجهودها لمواجهة إيران.