الضغوط النفسية اليومية التي يتعرض لها كل إنسان تؤثر سلبا على مجرى حياته وعلاقته مع أقرانه وهو ما قد يسبب له العديد من المشكلات لما تخلفه تلك الضغوط من توتر وعصبية وردود أفعال قد تصل للعنف أحيانا، يقول الطبيب النفسي أحمد الجوهري متخصص الاستشارات النفسية والعلاقات الزوجية والأسرية:قالوا قديما: إن الضغوط جزءء من حياة الإنسان، وحديثا أصبحت الحياة كلها ضغوط.. وكلما كان الانسان قادرا على أن يسبب مشكلات، كلما كانت الحاجة إلى تعلم أساليب التعامل مع الضغوط والتغلب عليها وصولا للسلام الداخلى والصحة النفسية، فالأفراد الأكثر ميلا لاستخدام الأساليب السلبية في التعامل مع الضغوط، هم أكثرعرضة اضطرابات الإنفعال وعدم التكيف، حيث يعتمد التعامل لديهم على التوتر والغضب والشك والانزعاج والإنسحاب من الموقف؛ خوفا من الفشل في مواجهته.. بينما الأفراد الأكثر ميلا لاستخدام أسلوب المواجهة في التعامل مع الضغوط هم أقل معاناة في الاضطرابات الانفعالية وخاصة القلق. إذا فكرنا بعمق سنجد أننا كلنا مرضى نفسيين، إن كل منا يعانى المرض أوالضعف النفسى في أحد جوانب شخصيته والذي قد يزداد ظهوره وقت الضغوط،، وفى ذلك رحمة من الله اننا إن دققنا النظر في معنى (مرض نفسي) سنجد أن معناها هو (أن تمرض النفس) ونظرا لأنه في كثير من الأحوال تكون النفس هي مأوى الشرور.. وأوضح دكتور الجوهري أنه عندما تمرض ربما يجعلنا ذلك نلتفت إليها بعين فاحصة أو ننتبه إلى ما تفعله بنا، وقد يكون هذا سبب كافى لأن نتوقف لحظة لندرك حقيقتها وفهمها أولًا ثم ندرك كيفية التعامل معها ثانيا ثم نقوىعليها بفضل الله.. ( وَنَفْس وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلهمها فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قد أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا *وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا )، (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفسعن الهوى، فإن الجنة هي المأوى) قائلا: رسالتي لكل إنسان مفتقد للأمان، فقط قم بالنوم على السرير أو الشازلونج ومد أطرافك وأغمضعينك وتنفس بعمق وهدوء واشعر بدخول الهواء من الأنف ليمتلئ صدرك ويصل للبطن ويخرج بهدوء من الفم ليأخذ معه كل الرواسب والضغوط النفسية التي بداخلنا ثم نكرر هذه الجملة ونحن نشعر بكل حروفها ومعانيها (أنا مطمنعشان ربنا معايا، الحمد لله) ونتذكر كل الأسباب التي وضعها الله في طريقنا لمساعدتنا وسنشعر في ذلك الحين بالأمان. وأضاف دكتور الجوهري أن لا يجب أن نغفل دور المعالج النفسي في الاستماع إلى فضفضة المريض ومساعدة كل شخص على تخطي مشاكله وإرشاده إلى الطريق الصواب، لذلك يجب أن نبادر باستشارة الطبيب قبل تأزم الأوضاع وخروج الأمور عن نصابها المعهود.