العديد من الملفات والقضايا المهمة حملها الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند معه إلى الشرق الأوسط وخاصة مصر، وتمثل تأكيدًا فرنسيًا على أن الرئيس عبدالفتاح السيسى هو الصديق الاستراتيجى الذى سيتعاون معه أولاند من أجل استقرار المنطقة وأمنها وكذلك المصالح الفرنسية. من جانبها قالت مجلة أويست فرانس إن الرئيس أولاند فى زيارة دعم مصر وصديقه الاستراتيجى الرئيس السيسى، والذى يلعب دورًا مهمًا فى أمن واستقرار الشرق الأوسط، مضيفة أن أولاند شدد على أهمية مصر لأوروبا ولفرنسا وللعالم، وأثنى على ما حققته مصر خاصة فيما يتعلق بأمن المنطقة، والذى هو جزء من أمن أوروبا. كما أظهر أولاند أعلى درجات التأييد للقاهرة من خلال اصطحاب وفد اقتصادى ضخم معه، لا يضم فقط الشركات الكبرى لكن أيضًا من مسئولى الشركات المتوسطة والصغيرة، والتى ستعمل على النهوض بهذا القطاع المهم والاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة فى مصر. وتطرق أولاند إلى موضوع مقتل المواطن الفرنسى «ألانج» فى أحد السجون المصرية. وأوضح موقع راديو فرنسا الدولى «آر إف آى»، أن أولاند ذهب إلى الشرق الأوسط بحثًا عن النفوذ الفرنسى السياسى والاقتصادى القديم بها، وزار لبنان ومصر ثم الأردن من أجل خلق محور استراتيجى جديد لفرنسا فى الشرق الأوسط ستكون مصر رأس الحربة به. وأشار الموقع إلى أن باريس قررت منافسة واشنطن فى المنطقة والتقدم بقوة لكسب ثقة الدول الناقمة على أمريكا وسياستها فى ظل حكم أوباما. ونجحت فرنسا فى تحقيق إنجازات إيجابية مع السعودية، وحصلت على عقود لتطوير أسطول بحرى سعودى، كما أنها كانت حصلت على عقود تتجاوز قيمته ثلاثة مليارات دولار لتطوير وتحديث الجيش اللبنانى بتمويل سعودى خالص. كما وقعت باريس أيضًا اتفاقيات مهمة مع الإمارات، وهناك قاعدة عسكرية فرنسية فى الإمارات. وفى مصر كانت التطورات إيجابية وملحوظة خلال الفترة الماضية بدءًا من صفقات طائرات الرافال، ثم الفرقاطة فريم، والاتفاقيات الجديدة للحصول على سفن حربية من طراز كورفين جويند، واتفاقيات فضائية تتعلق بأقمار صناعية. ونظرًا لأهمية الزيارة وتوقيتها، اعتبرها البعض فى فرنسا أن أولاند فى «مهمة مستحيلة فى الشرق الأوسط»، وأن المسئولية والمهام الهائلة التى يسعى لإنجازها سواء فى لبنان أو مصر والأردن تمثل تحديًا كبيرًا والملفات التى يحملها جميعها حيوية، وتمثل أزمة بقاء بالنسبة لفرنسا. وترى مجلة «أتلانتيكو» السياسية الفرنسية أن المهمة الأكبر والأصعب هى فى مصر، والتى يسعى أولاند لتدشين مرحلة جديدة من علاقات البلدين ترقى لمستوى الشراكة الاستراتيجية التى تخدم المصالح الفرنسية مستقبلًا، وسيعتمد فى تحقيق هذا على النظام الجديد فى مصر بقيادة الرئيس السيسى، والساعى بقوة إلى التحرر من القبضة الأمريكية وخلق علاقات جيدة ومتوازنة مع أوروبا، وتمثل هذه فرصة تاريخية يجب على فرنسا أن تستغلها، خاصة لما تمثله مصر من أهمية كبيرة فى أمن واستقرار المنطقة. وتشير المجلة إلى أن فرنسا ما زالت تحظى بسمعة طيبة فى المنطقة ولم تواجه انتقادات كبيرة مثلما هو الحال مع بريطانيا والولايات المتحدة، خاصة أن فرنسا عارضت غزو العراق عام 2003، ولم تشارك فى الحرب الأمريكية على الإرهاب، لذلك فإن الفرصة جيدة أمام أولاند والمسئولين الفرنسيين لإقناع دول المنطقة بالتعاون السياسى والاقتصادى مع باريس. ويعد ملف حقوق الإنسان من الملفات المهمة التى يحملها أولاند معه خاصة أنه تعرض لضغوط كبيرة قبيل الزيارة للتحدث عن تلك القضية خاصة فى مصر. وقالت المجلة إن أولاند كان واضحًا فى التعامل مع الملف المصرى، وهو إعلاء مناطق التقارب وعوامل الشراكة والتركيز عليها أكثر من الحديث عن نقاط الخلاف والأزمة بين البلدين، وعلى رأسها ملف حقوق الإنسان. وأشارت المجلة إلى أن منظمات أمريكية وأوروبية حاولت دفع أولاند إلى التطرق لتلك القضية وبحثها مع الجانب المصرى.