رقابة العصابات "37"

قدمنا مسرحية على بيه مظهر على مسرح الزمالك بناء على رغبة الأستاذ صلاح، وبالفعل جاء جمهور كبير لها، وفى نفس الوقت جاء كثير من المنتجين لصبحى يعرضون عليه أفكارا لمسرحيات ومسلسلات جديدة فكان يعرضها علىّ لأكتبها ولكنى لم أهضمها، وكنت أريد أن أكتب ما أنفعل به، ولما تكرر هذا بدأ صبحى يخرج عن النص كثيرا ويدس فى العمل كلمات مثل (كلت) و(لباس) وغيرها، وأخذ راحته فى ضرب الممثلين الذين معه إلخ. فتوقفت عن مشاهدة العرض وبدأت أكتب فى مسرحية الريحانى باسم (الشقة مفروشة) وأجلت مسرحية (مبروك) بعض الوقت، وبالفعل بدأ صبحى يعد ليسافر لعمل مسلسل يصور فى الخارج رغم أنها لن تعرض بمصر، وتآمر سمير خفاجة على مسرحية الشقة مفروشة بأن أخذ بطلتها ليفسحها شهرا فى لندن وبالتالى توقف العمل فيها لعدم وجود بطلة أخرى.
وكنا قد عرضنا على مظهر كمسلسل أذيع فورا فى رمضان ونجح، وكانت زوجتى قد ذهبت لثلاثة أشهر للمجر للتعرف على مسرح الأطفال ودعتنى لزيارتها فى شهرها الأخير. ولما حدثت أحداث تمرد بعض الجنود عدت بسرعة لمصر، لكنى قرأت فى الطائرة خبرا أن صبحى يستعد لتقديم مسرحية (هاملت)! من إنتاج صلاح يسرى فلم أذهب له ولكنى طلبت من المنتج إخراجى من الاتفاق الثلاثى الذى وقعناه لثلاث سنوات. فراح يحاول بكل الطرق أن يثنينى عن هذا بل قال فى مرة إن هاملت قد لا تظهر ولكنى رفضت، ولم أقابل صبحى فى المسرح طيلة هذا الوقت. وبالفعل وقع صبحى على العقد بأنه يأسف على ذلك بشدة!. وكان المنتج قد اشترى أخشابا للمسرحية. لكنه بمجرد انتهاء على مظهر أخبر صبحى أنه لن يقدم هاملت، ودهشت من تغير صبحى من الانتقال من ألفاظ مثل (كلت ولباس) إلى هاملت دفعة واحدة! ولكنه استطاع أن يأخذ منحة من رجل أعمال لتمويل هاملت وبالفعل قدمها على مسرح المركز الكاثوليكى لوقت قصير!.
وعاد بركة يطلب منى مسرحية فأكملت مسرحية (مبروك). واخترت لها
محمود الجندى وكان يبشر ببعض الخير، وبعد شهر ذهب للمنتج ليقول إن مسرحه يريده لثلاثة أيام فقط ويريد أن يأخذ رأيي، فقلت إن عليه هو تحديد ذلك. وبعدها جاءنى وقد اختار مسرحيتى. وبدأنا العمل لكنى لاحظت عند العرض أنه لا مبال وسرقت صفاء أبوالسعود الجو منه تماما وبدا كأنه غائب عن الوعى، وبعد شهر أخبر المنتج أنه سيذهب مع فرقة الغد لثلاثة أيام ويعود، ولم أشعر بالارتياح وقلت للمنتج إنه وعد بالعودة بعد الثلاثة أيام رغم أن سامى فهمى الذى كان يعمل فى نفس المسرحية أكد للمنتج أنه يكذب. فلم يصدقه. وبالفعل راح مع فرقة الغد لثلاثة أسابيع! وأصبح علينا أن نأتى بغيره ولم يكن هناك أى ممثل يمكن أن ينقذ الموقف، وتولى مساعد المخرج القيام بالدور لخمسة أيام لكن فى أول يوم حضر خفاجى صاحب مسرح عادل إمام فجأة ومعه صديقه وحيد حامد ليرى المسرحية! فخجل المنتج وتوارى فى مكان بينما أدخلت خفاجة وصديقه ولم أكترث، فهو يريد الشماتة فينا لكن هذا لا يضير شخصا غيره.
ولكن لم يظهر الجندى على المسرح إلا بعد وقت، وفى دور صغير ضمن الأدوار، ولم يقم ببطولة بعدها. وكان إذا تقابلنا بالصدفة فى أى مكان يأتى إلىّ ويقبلنى فى كتفى وكنت أبتسم بلا كلمة.
ونشرت رسالة فى بريد الأهرام المبجلة، التى تصل لها آلاف الخطابات كل يوم، تختار نشر كلمة من قارئ ضد على بيه مظهر تتهمنى بأنى ضد الدين بعد كل الثناء عليها فى جميع المطبوعات.
وتنشر مجلة الاعتصام لسان الإخوان ضمن ما يقرب من ألف رسالة تصل الجريدة وتدعى علىّ بأنها ضد الدين ولكنها لم تتحدث عن الخروج على النص بشكل قبيح.
وكان سامى فهمى قد ضاق بخروج صبحى عن النص فترك العمل. ثم دعتنى مذيعة شهيرة للحديث عن سبب ابتعادى أنا وصبحى، ودعت أيضا زميله سامي، فلم أقل شيئا ضده وقلت إن الأمر عادى وكل من حقه أن يعمل ما يريده.
أما سامى الذى كان قد انفصل عنه فاتهمه بالكثير، وخاصة خروجه عن النص، وكان صبحى خارج مصر فلما عاد قذف كثيرا فى حق سامى، ولكنه قال عنى كلاما ناعما وعلى حلقتين وليس حلقة فقط. ثم أدركت أن صلاح يسرى المنتج كان من الأصل أخفى عنى أنه جارى صبحى، ولكنه كان ينتظر أن يوفق بيننا، ولكن صبحى أقدم على تقديم هاملت ولكن بتمويل من رجل أعمال ولمدة شهر فقط. ودهشت من خروجه من ألفاظ مثل (لباس وكلت) إلى شكسبير مرة واحدة.