يعود الملتقى الدولي للفنون العربية المعاصرة تحت مظلة مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة "دي كاف" هذا العام بمجموعة من العروض المختلفة، حيث تنعقد فعاليات المُلتقى خلال الفترة من 14 أبريل حتى 18 أبريل، حيث تُقدَّم مجموعة من العروض المكثفة لعدد كبير من الفنانين العرب، إذ يشارك في الملتقى نحو 50 فنانا يقدمون نحو 35 عرضا. يذكر أن الملتقى يقام مرة كل عامين، ومن خلاله يتم دعوة منتجين ومديرى مهرجانات من كل أنحاء العالم إلى القاهرة للتعرف على أحدث إنتاج للفنانين المصريين والعرب في "المسرح، الرقص، الموسيقى، الفنون بصرية، والسينما"، حيث يحضر هذا العام أكثر من 70 مديرًا ومبرمجا لأكبر المهرجانات في العالم. يتضمن المُلتقى هذا العام عددًا من أقوى العروض الفنية محليا ودوليا، صنعها فنانون عرب بارزون في مجالات فنية مختلفة. يضع الملتقى في أهم أولوياته دعم تنمية القطاع الفني المعاصر في مصر والعالم العربي، حيث إتاحة فرص أكبر للفنانين والعاملين في مجال الفن لتقديم إنتاج ثقافي معاصر، وكذلك المشاركة في وسط فني إقليمي مزدهر، وعرض أعمالهم الإبداعية على مستوى العالم. يتضمن برنامج المسرح التفاعلي هذا العام عرض "زج زج" للفنانة ليلى سليمان الذي يحكي قصص مجموعة من النساء أثناء الإحتلال البريطاني لمصر، كما ستقدم الفنانتان لينا أبيض ورائدة طه العرض التفاعلي "ألاقي زيك فين يا على" المُستوحى من قصة والد "رائدة" الذي قام باختطاف طائرة بلجيكية سنة 1972، كما تفتح الكاتبة المسرحية رائدة على طه الدفاتر الحميمة لعائلتها، فتكسر هالة الشهيد وصورته النمطية لتعريها من أساطير البطولة، وتواجه بصراحة مؤلمة حقيقة اليتم والحرمان، وفقدان الأب الذي لا يعوض غيابه أحد حتى ياسر عرفات ذاته، كذلك يقدم الفنان المصري حسن الجريتلي والفنان السوري وائل قدور مسرحية "غرف صغيرة" التي تدور حول قصص مجموعة من الأشخاص الغارقين في الخوف، والألم، محاولين البحث عن الحب، إلا أن الرغبة لديهم لا تكتمل إلا بمقدار الأذي الذي يسببونه للآخر، أما الفنانة اللبنانية تانيا الخوري فتقدم مسرحية "حكي الحدائق" التي تحكى عما يقع في سوريا، من خلال حكايات الحدائق، التي تخفي الكثير من جثث الناشطين وتحميها من الضربات العنيفة للنظام السوري. بينما الفنون الراقصة فأصبحت لها برنامج مُستقل تنسقه المخرجة الجزائرية "نجمة حاج"، يتكون من 6 عروض راقصة يقدمها السورى مثقال الصغير، واللبنانية دانيا حَمود، والمغربيان يونس خوخو وفؤاد نافيلي، والمصريان عزت عزت وشيماء شكري. أيضا يأتي برنامج "روح المدينة" هذه السنة ليلقي الضوء من جديد على عالم ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث سيقدم راقصون محليون العرض الذي تخرجه كل من آية كوباياشي وآنا بيرس، كما ستعرض فرقة "الكوشة للعرائس" خلال البرنامج أعمالًا فنية في شوارع وسط القاهرة ما بين فن الأراجوز والعرائس الضخمة، إضافة إلى المصري محمد الديب الذي يقدم عرضا راقصا مستوحى من أسطورة سيزيف الإغريقية. ولا يغفل المُلتقى الموسيقى خلال الأيام الأربعة، فتُقام فعاليتان إحداهما قادمة من تونس، تقدمها فرقة "عرب ستازي" التي تحاول المزج بين التراث العربي والموسيقى المعاصرة، والثانية يقدمها فنان المهرجانات أحمد السويسي. وفي إطار اهتمام مهرجان "دي كاف" بإسهامات الفنانين السوريين، سيقام ضمن فعاليات الملتقى عدد من العروض في العاصمة اللبنانيةبيروت لمدة يوم كامل، حيث سيقدم عدد من الفنانين السوريين المقيمين في لبنان يوم 18 أبريل أعمالهم للجمهور، وسيكون بين الحاضرين عدد من مديري المهرجانات الدولية لمشاهدة أعمالهم. ويؤكد المهرجان في هذا الصدد، أن إقامة فعاليات هذا اليوم في بيروت لا يوجد لها أي أهداف خاصة بتوسع المهرجان إقليميًا، فالمهرجان مصري، ويهدف للانتشار في أرجاء مصر، فالهدف الرئيسي من الفعاليات هو منح فرص لعرض فناني سوريا لأعمالهم التي لا يستطيعون تقديمها في مصر.