يبحث “,”عبود الزمر“,” القيادي في الجماعة الإسلامية، عن مخرج لجماعة الإخوان ، فقد أعلن إمكانية تنازله عن المطالبة بشرعية “,”مرسي“,” مقابل وقف الاعتقالات والمحاكمات وإعطاء فرصة للتيار الإسلامي وعدم تشويهه في وسائل الإعلام، كما طالب أعضاء “,”الجماعة“,” بالانسحاب من التحالف الوطني لدعم الشرعية بعد فشلة في اقناع قيادات “,”الإخوان“,” بالقبول بأية مبادرة. الزمر أكثر قيادات الحركة الإسلامية الذي يعلم قوة الجيش، فهو أحد قياداته السابقة، حيث كان يعمل في جهاز المخابرات الحربية قبل أنّ يقدم على قتل الرئيس الأسبق، أنور السادات، فلو لم يفصل من عمله لأصبح على درجة لواء، فهو يعلم حجم الخسائر التي تلحق بالإخوان لو استمروا في صراعهم . خاض حرباً شرسة ضد قيادات الجماعة الإسلامية الفترة الأخيرة، حتى يثنى أنصاره من الدخول في معركة يدرك أنّ “,”الإخوان“,” خاسرون فيها، ولكنه في كل مرة كان يفشل لوجود صقور كثيرة داخل الجماعة الإسلامية التي تتمنى أنّ تعود إلى عصور ما كانت عليه “,”الجماعة“,” في التسعينات عندما دخلت في حرب مفتوحة مع أجهزة الأمن الدولة . نجح هذه المرة وكسب الجولة من خلال التصويت داخل مجلس شورى الجماعة الإسلامية بالخروج من التحالف الوطني لدعم الشرعية أمام كل من صفوت عبد الغني وعصام دربالة اللذين كانا يدفعان إلى الاستمرار في التحالف الوطني والدافع عن المعزول حتى آخر عضو في “,”الجماعة“,” . طرح الدخول في مفاوضات مع القوات المسلحة بالسماح للجماعة الإسلامية بالعمل والإفراج عن كافة المعتقلين من أعضاء “,”الجماعة“,” وعدم ملاحقة عاصم عبد الماجد وباقي القيادات الهاربة . تراجع “,”الزمر“,” عندما رفضت الأجهزة الأمنية أي إملاءات من قبل تيار الإسلام السياسي ووضعت تطبيق القانون شرط للعلاقة الجديدة مع كل الجماعات الإسلامية دون شرط . ورغم تسريب خبر خروج الجماعة الإسلامية من التحالف الوطني لدعم الشرعية من قبل عبود الزمر لإحدى وكالات الأنباء بهدف إحراج قيادات الجماعة الإسلامية والضغط عليهم لسرعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، إلا أنه تراجع أمام عدم تحقيقه أي إنجاز مع القوات المسلحة أو الأجهزة الأمنية أو تحقيق مكسب حقيقي من وراء التهدئة . ورغم أنّ “,”الزمر“,” عاد بخُفي حنين، فإنه أطلق مبادرة جديدة من طرف واحد كتلك التي طرحتها الجماعة الإسلامية عام 1997 من طرف واحد بوقف العمليات المسلحة دون شرط أو قيد، لكن هدفه هذه المرة هو الحفاظ على كيان الحركة الإسلامية وجماعات الإسلام السياسي وليس للحفاظ على حياته أو حياة جماعة واحدة، كما كان في التسعينات الجماعات الإسلامية تبحث عن مخرج للأزمة السياسية التي تعيشها ولكنها لا تجد الأدوات لذلك أمام سلطة الأجهزة الأمنية التي آلت على نفسها تطبيق القانون ومحاربة الإرهاب بسلطة شعبية داعمة لها؛ يحاول “,”الزمر“,” توفير هذا المخرج ولكن “,”الإخوان“,” غير قادرين على اتخاذ قرار المبادرة أو التفاوض لأسباب يمكن اختصارها في أنّ من بيده القرار داخل محبسه وهو غير مؤهل لمراجعة قراره وبالتالي يظل الوضع على هذا الجمود دون أنّ يتفاعل مع أي مبادرات داخلية أو خارجية . بدعوى أنهم لن يدافعوا عن “,”الإخوان“,” في معركة “,”خاسرة“,” ولن يقضوا بقية أ عمارهم داخل السجن، كانت مبادرة عبود الزمر التي أحرج بها الجماعة الإسلامية عندما أعلنها في الإعلام قبل أنّ يعيد طرحها داخل مؤسسات الجماعة حتى يحرجها أكثر، فيكون ذلك دافعاً لموافقتها وحتى يجمع الزخم الشعبي حولها فيمثل ذلك ضغطاً على الجماعة الإسلامية لقبول المبادرة لتحريك الماء الراكد في بركة الإخوان. “,” ومن الأحزاب التي توافقت مع رؤى “,”مبادرة“,” الزمر “,”الوسط“,” و“,”الوطن“,”، فكلاهما يرى أنّ “,”الإخوان“,” يخوضون حرباً خاسرة مع أجهزة الدولة المدعومة من الشعب وإذا كانوا قد خسروا في معركتهم الأخيرة فإنهم سوف يخسرون أكثر لو استمروا في معركتهم، وربما يعود ذلك لطبيعة “,”الوطن“,” فهو حزب سلفي، لا يحب الصدام ولا يرغب في ممارسة العنف، وإنما يميل إلى المهادنة وكذلك حزب الوسط، والذي يعتبر حزب مطاريد التيار الإسلامي التي هجرت التنظيمات التي كانت تنتمي إليها هرباً من الملاحقات الأمنية التي كانوا يتعرضون لها بين الوقت والآخر . والسؤال الذي يطرح نفسه، هل تنجح مبادرة “,”الزمر“,” أم أنّ مصيرها الفشل كغيرها من عشرات المبادرات التي طرحت، ومن يتحمل فاتورة عدم الموافقة على تلك المبادرات؟، ربما الإجابة على هذه السؤال تبدو صعبة الآن ولكن الأيام كفيلة بالإجابة عليها عندما يختار “,”الإخوان“,” لأنفسهم الزنازين بديلاً مناسباً لهم بعدما أخفقوا في الحفاظ على السلطة أو في كسب ود الشعب المصري أو في توفيق أوضاعهم بدلاً من الرد بعنف عن السلطة القائمة .