قال وزير الخارجية الفرنسي جون مارك إيرولت أن زيارته بعد غد الأربعاء للقاهرة ستركز على النزاع في سوريا وإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. جاء ذلك تصريح خاص لإذاعة "فرانس انتر" تناول فيه أبرز القضايا الأوروبية والدولية، وقال إنه سيبحث مع الأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي الملف السوري وتداعياته على السكان المدنيين والمنطقة وكذلك على أمن أوروبا. و حول النتائج التي تتتظرها فرنسا من القمة الأوروبية التركية، شدد ايرولت على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع تركيا التي تستقبل العدد الأكبر من اللاجئين السوريين الفارين من الحرب والذي تجاوز 2.5 مليون شخص. وأكد ضرورة تطوير اتفاقية شنجن (للحدود المفتوحة بين بلدان الاتحاد) حتى تتواءم مع أزمة اللاجئين، وذلك بمساعدة اليونان على الصعيد الإنساني وفي إدارة مراكز الاستقبال والفرز للاجئين وتأمين الحدود الخارجية للاتحاد. كما أكد ضرورة أن تقبل تركيا بمراقبة سواحلها بالتعاون مع وكالة فرونتكس الأوروبية لمراقبة الحدود وحلف الأطلسي، إضافة إلى التصدي لمهربي البشر وذلك في مقابل الدعم المالي الذي ستحصل عليه وقيمته 3 مليارات يورو لتوفير احتياجات اللاجئين على ارضها. و لفت أيضا إلى أن التفاوض مع انقرة جار حول مسالة اعادة قبولها للمهاجرين الذين يعبرون الحدود اليونانية قادمين من تركيا ولا تنطبق عليهم قواعد حق اللجوء. و أضاف إن التضامن الأوروبي لا بد أن يشمل أيضا دولا مضيفة أخرى مثل لبنان والاْردن وذلك ما تم الاتفاق عليه خلال مؤتمر المانحين. و أشار إلى أن فرنسا ملتزمة بتعهداتها الدولية باستقبال نحو 30 ألف مهاجر على أرضها - خلال عامين - شريطة أن يكونوا مستوفين لحق اللجوء. و من ناحية أخرى، أكد على الحاجة الملحة لتسوية النزاع السوري ومكافحة تنظيم داعش في سوريا والعراق وليبيا، وشدد على ضرورة أن تصمد الهدنة للتعامل مع الوضع المأساوي في سوريا لا سيما في مدن مثل حلب وحُمُّص، مشيرا إلى حاجة 13 مليون سوري للمساعدات الإنسانية وخمسة ملايين يعيشون في ظروف في غاية الصعوبة ونحو نصف مليون يعيشون وسط الأنقاض. وأكد أن الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار لتوصيل المساعدات لكل المناطق السورية شرط أساسي لاستئناف المفاوضات السياسية -خلال الأسبوع الجاري- بجنيف بحضور مبعوث الاممالمتحدة في سوريا ستيفان دي ميستورا.و اعتبر ايرولت أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في سوريا. و أوضح أن موقف فرنسا من الملف السوري يرتكز على ضرورة وقف العمليات العسكرية وإيصال المساعدات الإنسانية وإطلاق عملية سياسية. كما أشار إلى الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في تحقيق السلام في سوريا وتشجيع المعارضة المعتدلة على الانخراط في مفاوضات السلام السورية.