قال د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن عدم اقتصار عمليات تنظيم داعش الإرهابي على مناطق نفوذه الأساسي في سوريا والعراق وليبيا، وتنفيذه لعمليات في مناطق متفرقة، لا يعني تشتت التنظيم وافتقاده لوجود معقل أساسي وإنما إستراتيجية لها أهداف معينة. وأوضح فهمي في تصريحات ل "البوابة نيوز"، أن عمليات داعش في مناطق خارجة عن مناطق نفوذه الأساسي، مثل اغتيال عميد سابق بالقوات المسلحة السعودية وتفجير معسكر قرب العاصمة اليمنية عدن وغيرها من العمليات في الساحل الإفريقي؛ كل ذلك يهدف إلى تحقيق عدة أهداف يأتي أولها التركيز على تشتيت جهود القوى الدولية والتحالف الدولي المحارب له، وعدم القدرة على حصره في أماكن معينة والتصدي له، والثاني هو ألا تكون عملياته متوقعة وبالتالي يصعب منعها". وأضاف فهمي أن التنظيم يهدف كذلك إلى إثبات (قدرة الذراع الطويلة) لديه وامتداده خارج نقاط التماس الإستراتيجي الخاصة به في سوريا والعراق، وتمدده إلى دول الساحل الإفريقي ممثلًا في بسط نفوذه في ليبيا، مشيرًا إلى أن ما يُشاع عن انحسار التنظيم داخل نطاقه في المعاقل الأساسية خطأ، حيث امتص التنظيم الصدمات التي تعرض لها وأعاد تنظيم بنيته الأساسية والإستراتيجية، مدللًا على ذلك بقدرة التنظيم على إطالة أمد معركة حلب الكبرى الدائرة حاليًا رغم قوة الضربات السورية التي يواجهها.