صرح رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل، بأن المرحلة القادمة لاتتحمل إلا الجدية التامة في التعامل مع المشاكل وحلها بشكل حاسم رغم صعوبة التحديات التي يواجهها الوطن. وقال رئيس مجلس الوزراء خلال لقاء مع مجموعة من كبار الصحفيين، إن المرحلة الحالية لاتتحمل تأجيل مواجهة المشاكل لأنها سياسة لم تعد تجدي في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الوطن ومع ارتفاع سقف توقعات المصريين. واعترف إسماعيل، بضخامة الصعوبات، إلا أنه أكد أن الحكومة حددت بالفعل حجم العمل وفقا لجداول زمنية محددة لأنها لا تملك رفاهية الإنتظار. وضرب إسماعيل مثالا في ذلك بالصرف الصحي والسكك الحديدية، مؤكدا أن عمل الحكومة في المرحلة القادمة سيتضمن الاهتمام بالصرف الصحي ليغطي 50 في المائة من القرى بنهاية العام المالي 2017 / 2018 مقابل 15 في المائة فقط حاليا. وأضاف أن الحكومة ستعمل أيضا على النهوض بالصرف الصحي ليغطي كل مدن مصر بنهاية العام المالي 2017/ 2018.. مشيرا إلى أن برنامج الصرف الصحي سيصاحبه برنامجا مماثلا لمياه الشرب مقدرا تكلفة مياه الشرب والصرف الصحي بنحو 35 مليار جنيه بنهاية العام المالي المذكور. وتطرف رئيس الوزراء بعد ذلك للسكك الحديدية معترفا بثقل المهمة، مشيرا إلى أن برنامج الحكومة فيما يتعلق بالسكك الحديدية يتضمن التطوير وتخصيص ميزانية للتطوير والنهوض بهذا القطاع الحيوي، وإلا ستكون النتيجة هي انهيار هذا المرفق الهام الذي يقول التاريخ إن مصر كانت ثاني دولة في العالم تسلح بنيتها التحتية بالسكك الحديدية. وكشف المهندس شريف إسماعيل عن أن السكك الحديدية في مصر تعاني بشكل جدي فمن بين 800 جرار تتملكهم سكك حديد مصر 400 منها يعانون من الأعطال الأمر الذي يتطلب تخصيص ميزانية مهمة لإصلاحها. واعترف رئيس الوزراء بأنه لابد من اتخاذ قرارات صعبة تقوم على أساس تحقيق إيرادات من أجل تنفيذ برامج الإصلاح خاصة فيما يقدم للمواطنين في مجالات الصحة والتعليم وكل ما يتعلق بحياة المواطن. وقال إنه لابد من تحقيق موارد للنهوض بمرافق الدولة وما يقدم للمواطنين من خدمات، مشيرا إلى أنه لايمكن الاستمرار في سياسة الاستدانة بعد أن وصل حجم الديون إلى 3ر2 ترليون جنيه يلتهم الدعم جانبا كبيرا من هذه الديون فنسبة 75 في المائة من هذه الديون تذهب لدعم الأجور ودعم الدين العام وخدمة الدين العام في حين يتبقى نسبة 25 في المائة فقط للنهوض ببنية الدولة ومرافقها. وتابع رئيس الوزراء قائلا " لكي يتحقق ذلك فإنه لابد من اتخاذ قرارات صعبة"، لكنه طمأن المواطنين في نفس الوقت بأن هذه القرارات ستتخذ خلال فترة زمنية مقبولة على أن يصحبها برامج اجتماعية تشمل تحسين الأجور ومحاربة الغلاء من خلال التوسع في توزيع المواد التموينية لمن يستحق وليس للجميع لأنه من غير المقبول أن يكون هناك 70 مليون مواطن يمتلكون بطاقة تموينية ". وكشف إسماعيل أنه في حال تم رفع أسعار أي خدمة للمواطين فإن ذلك سيصاحبه تحسنا كبيرا في الخدمة المقدمة لأنه لايمكن كما قلت الاستمرار في سياسة الاقتراض. وأوضح بأن المرحلة القادمة ستقوم على إرضاء المواطنين والفوز بثقتهم من خلال ما سيتم إنجازه على أرض الواقع.. مؤكدا أن سياسة حكومته ستقوم على المكاشفة ومصارحة المواطنين بالصعوبات والإنجازات التي سيشعر بها المواطن على أرض الواقع. وأكد شريف إسماعيل، أن مصر ينتظرها مستقبل واعد فهي دولة عريقة وشعبه ذو تاريخ وحضارة لكن ذلك يتطلب تعاون الجميع وشحذ الهمم سواء كان من جانب الحكومة أو البرلمان بالتعاون مع الشعب لأن التقدم لا يتحقق إلا بالتنسيق والتعاون بين كل المصريين. وقد شارك في هذا اللقاء رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط الاستاذ علاء حيدر، ورئيس تحرير جريدة الجمهورية الاستاذ فهمي عنبة، والكاتب الصحفي الكبير الاستاذ صلاح منتصر، والكاتب الصحفي الكبير الاستاذ عبد الله السناوي، ورئيس تحرير جريدة اليوم السابع الاستاذ خالد صلاح.