أغنية مش مجرد حب لرامي جمال تقترب من تحقيق مليون مشاهدة (فيديو)    المطورين العقاريين: القطاع العقاري يُمثل من 25 إلى 30% من الناتج القومي    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    تزامنا مع زيارة ترامب.. تركيب الأعلام السعودية والأمريكية بشوارع الرياض    زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب جنوب غربي الصين    المجلس الوطني الفلسطيني: قرار الاحتلال استئناف تسوية الأراضي في الضفة يرسخ الاستعمار    النصر يتطلع للعودة إلى الانتصارات بنقاط الأخدود    أمن الإسماعيلية: تكثيف الجهود لكشف لغز اختفاء فتاتين    بينهم أطفال.. مصرع شخص وإصابة 7 آخرين في حادثين منفصلين بالأقصر    الدولار ب50.56 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الاثنين 12-5-2025    لبنى عبد العزيز لجمهورها: الحياة جميلة عيش اليوم بيومه وماتفكرش فى بكرة    يارا السكري ترد على شائعة زواجها من أحمد العوضي (فيديو)    النبأ التاريخى.. التفاصيل الكاملة لخبر ترامب الأكثر تأثيرا على الإطلاق    حكم اخراج المال بدلا من شراء الأضاحي.. الإفتاء تجيب    أمريكا تعلق واردات الماشية الحية من المكسيك بسبب الدودة الحلزونية    وفري في الميزانية واصنعيه في البيت، طريقة عمل السينابون    جيش الاحتلال ينفذ عمليات نسف كبيرة فى رفح الفلسطينية جنوبى قطاع غزة    حقيقة وفاة الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق    بعد ضم 5 نجوم.. 3 صفقات سوبر منتظرة في الأهلي قبل كأس العالم للأندية    أصالة تدافع عن بوسي شلبي في أزمتها: "بحبك صديقتي اللي ما في منك وبأخلاقك"    الصراع يشتعل على المقاعد الأوروبية.. جدول ترتيب الدوري الألماني    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الاثنين 12 مايو    مدير الشباب والرياضة بالقليوبية يهنئ الفائزين بانتخابات برلمان طلائع مصر 2025    حريق هائل يلتهم محصول القمح في الغربية    ملخص أهداف مباراة الاتحاد والفيحاء في دوري روشن السعودي    حبس وغرامة تصل ل 100 ألف جنيه.. من لهم الحق في الفتوى الشرعية بالقانون الجديد؟    خاص| سلطان الشن يكشف عن موعد طرح أغنية حودة بندق "البعد اذاني"    عمرو سلامة عن مسلسل «برستيج»: «أكتر تجربة حسيت فيها بالتحدي والمتعة»    عمرو سلامة: «اتحبست في دور المثير للجدل ومش فاهم السبب»    ترامب: سأعلن عن خبر هو الأهم والأكثر تأثيرا على الإطلاق    تكليف «عمرو مصطفى» للقيام بأعمال رئيس مدينة صان الحجر القبلية بالشرقية    المهندس أحمد عز رئيسا للاتحاد العربى للحديد والصلب    البترول تعلن شروطها لتعويض متضرري "البنزين المغشوش"    عاجل- قرار ناري من ترامب: تخفيض أسعار الأدوية حتى 80% يبدأ اليوم الإثنين    عاصفة ترابية مفاجئة تضرب المنيا والمحافظة ترفع حالة الطوارئ لمواجهة الطقس السيئ    بسبب ذهب مسروق.. فك لغز جثة «بحر يوسف»: زميله أنهى حياته ب15 طعنة    تبدأ في هذا الموعد.. جدول امتحانات الصف الأول الثانوي بمحافظة أسوان 2025 (رسميًا)    محافظ الشرقية يصدر قرارًا بتكليف رئيس جديد لصان الحجر    أسعار كرتونة البيض اليوم 11 مايو 2025    سعر الذهب اليوم الإثنين 12 مايو محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير (تفاصيل)    عاد إلى إفريقيا.. الوداد يحسم مشاركته في الكونفدرالية بفوز في الجولة الأخيرة    نجم الزمالك السابق: تعيين الرمادي لا يسئ لمدربي الأبيض    ندوة "العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في فتاوى دار الإفتاء المصرية" بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي    3 أبراج «مكفيين نفسهم».. منظمون يجيدون التخطيط و«بيصرفوا بعقل»    وزيرا خارجية الأردن والإمارات يؤكدان استمرار التشاور والتنسيق إزاء تطورات الأوضاع بالمنطقة    فلسطين.. الاحتلال يقتحم كفر اللبد ويعتدي على شاب من ذوي الإعاقة شرق طولكرم    مشاجرة عائلية بسوهاج تسفر عن إصابتين وضبط سلاح أبيض    وفاة طالب بطهطا بعد تناوله قرص غلة بسبب خلافات أسرية    «انخفاض مفاجئ».. بيان عاجل بشأن حالة الطقس: كتلة هوائية قادمة من شرق أوروبا    مع عودة الصيف.. مشروبات صيفية ل حرق دهون البطن    حسام المندوه: لبيب بحاجة للراحة بنصيحة الأطباء.. والضغط النفسي كبير على المجلس    خبر في الجول - جاهزية محمد صبحي لمواجهة بيراميدز    مواعيد عمل البنك الأهلى المصرى اليوم الاثنين 12 مايو 2025    الاعتماد والرقابة الصحية: القيادة السياسية تضع تطوير القطاع الصحي بسيناء ضمن أولوياتها    هل هناك حياة أخرى بعد الموت والحساب؟.. أمين الفتوى يُجيب    جامعة بنها تطلق أول مهرجان لتحالف جامعات القاهرة الكبرى للفنون الشعبية (صور)    الإفتاء توضح كيف يكون قصر الصلاة في الحج    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص خطاب الرئيس السيسي التاريخي أمام البرلمان
نشر في البوابة يوم 13 - 02 - 2016

طالب الرئيس عبد الفتاح السيسى نواب البرلمان بالوقوف دقيقة حدادا احترامًا وتقديرًا لشهداء الشرطة والجيش، وذلك في مستهل بيانه أمام مجلس النواب.
وجاء نص البيان: بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات
نواب ونائبات شعب مصر العظيم
في بداية كلمتى إليكم، اليوم، أتقدم لكم جميعًا بخالص التهنئة على الثقة الغالية التي منحكم إياها الشعب المصرى وتمتزج التهنئة بكل أمنياتى القلبية لكم جميعًا بالسداد والتوفيق في مهمتكم العظيمة ومسئوليتكم الجسيمة في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ مصرنا الغالية.
في مستهل لقائنا أطلب من حضراتكم أن يحضر معنا بذكراه في هذه القاعة كل من دفع حياته ثمنًا لأن نصل لهذه اللحظة التاريخية وأدعوكم بأن نقف سويًا دقيقة حدادًا على أرواح شهداء مصر جميعًا.
السيدات والسادة
إننا نقف في لحظة دقيقة وفارقة من عمر أمتنا، ولذلك فإن صدق الكلمات فرض ودقتها ضرورة والحق أنكم وصلتُم إلى مقاعدكم تلك نتيجة لانتخابات برلمانية تمت في مناخ آمن وأجواء شفافة شهد لها العالم كله بذلك، وكانت نتائج هذه الانتخابات تعبيرًا جليًا عن إرادة الشعب المصرى العظيم واستكملنا - نحن المصريين – خارطة المستقبل التي توافقنا عليها جميعًا يوم قررنا استعادة الوطن ممن أرادوا اختطافه لحساب أهدافهم المنحرفة ومصالحهم الضيقة فكان رد المصريين عليهم ثورة وطنية شديدة النقاء نحصد ثمارها اليوم بهذه الكوكبة المحترمة من أبناء هذا الوطن ممثلين شعبه والمعبرين عن طموحه وآماله.
السيدات والسادة.. شعب مصر العظيم
إننى أعلن أمامكم ممثلى الشعب بانتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان المنتخب بإرادة حرة بعد أن احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كإجراء استثنائى فرضُه علينا الظرف السياسي وأتمنى من الله "سبحانه وتعالى"، أن يوفقكم إلى ما فيه الصالح لهذه الأمة العظيمة وهذا الشعب الذي يُعلق عليكم آمالًا كبيرة.
الإخوة والأخوات
من هذا المكان من تحت قبة برلمان مصر يعلن شعبنا للعالم كله أنه أرسى قواعد نظامه الديمقراطى وأعاد بناء مؤسسات الدولة الدستورية لقد استطاع شعبنا العظيم أن ينتصر للحرية والديمقراطية، لقد استطاع أن يستعيد حلمه للمستقبل في مواجهة دعاوى الردة.
ودعاة التخلف.
لقد استعادت الدولة المصرية بناء مؤسساتها الدستورية في إطار تتوازن فيه السلطات تحت مظلة الديُمقراطية التي ناضلت من أجلها الجماهير وحصلت عليها كمكتسب لها لن تُفرط فيه أبدًا.
أبناء وبنات مصر الأبية العزيزة
لقد أثبت هذا الشعب من جديد عظمته وعراقته وكبرياءه وبرهن بلا أدنى شك على تفرده في صناعة الحضارة وكتابة التاريخ وأكد على صلابته وأصالة معدنه وهو يواجه بكل جسارة المخاطر التي تحيق بدولته من الداخل والخارج، إن دولتنا تواجه أعتى التحديات وتجتاز أشق المصاعب وتقهرها.
ولقد قرر المصريون إنفاذ إرادتهم ولن يثنيهم عن إنفاذ إرادتهم كائنٌ من كان، إننا ماضون قدمًا في مشروع وطنى لبناء الدولة الحديثة ولن نسمح لأحد أن يعرقل مسيرة الانطلاق نحو البناء السياسي والتقدم الاقتصادى والنهوض الإجتماعى والثقافى والمعرفى والتكنولوجى.
السيدات والسادة
لقد انتميت إلى المؤسسة العسكرية المصرية مقاتلًا وتعلمت فيها المعانى الوطنية ومبادئ الشرف والإخلاص والتضحية وإنكار الذات ومارست ذلك على مدى أكثر، من ثلاثين عامًا كانت مصر هي الأمل والرجاء، كان طموحى أن أرى وطنى يحتل مكانتهُ اللائقة بين الأمم، لم أتقاعس يومًا عن أداء مهمةٍ أو تكليف، ومن هذا المنطلق أجبت نداء بنى وطنى وتحملت التكليف الذى كلفوننى به لأتولى معهم وبهم مسئولية وطن في مهمة إنقاذٍ وبناءٍ.
ومنذ اللحظة الأولى كنت على دراية وعلى معرفة بحقائق الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد في مختلف المجالات سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، كنت مدركًا لدقائق الظروف الصعبة التي تحيط بمنطقتنا المضطربة وبأبعاد ما يُحاك لوطننا.
ولم أخفِ عنكم شيئًا لقد كنت صادقًا معكم إذ أعلمتكم بصعوبة المهمة ووعورة الطريق
إلا أن ذلك لم يقطع يقينى وثقتى بأننا نحن المصريين قادرون على تحدى
التحدى ومجابهة المخاطر والعبور للمستقبل ما دمنا نمتلك الوعى الحقيقى والإرادة الصلبة ومتمسكين بوحدة الصف الوطنى.
إن إيمانى لم يتزعزع أبدًا في أن قدرات المصريين ستبلغهم الغايات وستحقق الآمال وستظل راية هذا الوطن عالية خفاقة بأيدى أبنائه جميعًا.
السيدات والسادة
إن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تحدق بمصر الآن تفرض على الجميع مسئولية تاريخية وأداءً استثنائيًا تتضافر فيه الجهود وتتكامل فيه السلطات كى يبقى البنيان قائمًا وشامخًا.
إن المهام المنوط بها البرلمان تحتم عليه أن يكون برلمانًا حرًا وممثلًا حقيقيًا لرغبات الشعب وعليه أن يمارس هذه المهام فى سياق الممارسة الديمُقراطية السليمة دون إستعراض إعلامي أو تنافس سياسي لا يضع مصالح الوطن العليا نصب عينيه.
لقد جابهنا معًا موجة عاتية من إرهابٍ غاشم استهدفت الدولة المصرية بلا هوادة أو رحمة وأرادت أن تنشر الفوضى والخراب بين ربوع الوطن، وفى صدارة المواجهة كان رجال جيشنا العظيم وشرطتنا البواسل يدفعون الدم ويقدمون الروح من أجل الحفاظ على مقدسات هذا الوطن.. ولكن بفضل من الله وبإرادة وطنية لا تلين وبصمود شعبنا العظيم إستطعنا أن نكسر شوكة تنظيمات الإرهاب في الوادى وسيناء وعلى حدودنا الغربية، ولازلنا نواصل هذه المعركة بلا تراخٍ أو ملل.
السيدات والسادة
ونحن نواجه هذا الإرهاب الأسود لم نغفل أن هدفنا الأسمى وغايتنا الكبرى هي إعادة بناء الدولة المصرية دولة ديمُقراطية مدنية حديثة، وكان إنطلاق مشروعنا الوطنى وفق رؤية علمية وخُطى طموحة يراعى التنسيق والتكامل بين مؤسسات الدولة، ولم تقتصر هذه الرؤية على متطلبات الحاضر فقط، إنما امتدت لتلبى متطلبات الأبناء والأحفاد في المستقبل وهو ما خلق الدافع والباعث كى نقتحم المشكلات ونختصر الزمن بل ونسابقه.
واليوم ونحن نتحول من مرحلة الانتقال إلى مرحلة الانطلاق، فإننا نسعى إلى تحقيق ارتفاع في معدلات النمو الإقتصادى في زمن قياسى وهو أمر يتطلب جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لإقامة أكبر قدر ممكن من المشروعات الصناعية والزراعية والخدمية تحقق إرتفاعًا ملحوظًا في إجمالى الناتج القومى وترفع معدلات التشغيل والتصدير بما ينعكس إيجابيًا على موارد الدولة، ولذا كان من الضرورى أن نبدأ على الفور في تشييد البنية الأساسية اللازمة لجذب هذه الاستثمارات من طرقٍ وموانىء ومطارات ومحطات كهرباء بجانب إجراء تعديلات تشريعية تُهيىء الأجواء لتشجيع الاستثمار.
ولإدراكنا بأن كل لحظة من حياتنا يجب أن تكون لحظة عمل وبناء فقد تزامن
مع ذلك إنشاء وافتتاح مجموعة من المشروعات الضخمة والعملاقة تعيد رسم خريطة الوطن وتعيد صياغة مفهوم الحياة على أرضه الطيبة وتزيد مساحة الرقعة المأهولة بالسكان وتخفف التكدس السكانى في وادى النيل ودلتاه.
السيدات والسادة
في غضون العام ونصف العام إستطعنا " بفضل الله " وبعزيمة المصريين أن نقطع خطوات واسعة يفخر بها الشعب على طريق إنجاز مشروعنا الوطنى فقد بدأنا تنفيذ شبكة الطرق القومية بأطوال تصل إلى (5) آلاف كم وانتهينا من تشييد مجموعة من المطارات المدنية بالتزامن مع إنشاء وتطوير مجموعة من الموانئ البحرية، كما حققنا إنجازًا غير مسبوق في تاريخ مصر من خلال تطوير شبكة الطاقة الكهربية، حيث تم التغلب على العجز الشديد في إنتاج الطاقة الكهربية، كما تم التوقيع على إنشاء المحطة النووية بالضبعة والتي سيبدأ العمل بها في غضون الأسابيع القادمة.
ولقد كان شق قناة السويس الجديدة وافتتاحها أمام الملاحة الدولية وإطلاق المشروع القومى لتنمية محور قناة السويس هما أيقونة إنجازاتنا والتي أعادت للمصريين ثقتهم في أنفسهم وفى قدراتهم. كما بدأنا أيضًا في المشروع القومى لاستصلاح وزراعة مليون ونصف المليون
فدان في سياق تكوين مجتمعات عمرانية زراعية صناعية متكاملة قائمة على مفهوم
التنمية المستدامة.
ولقد أتاحت هذه المشروعات فرص عمل لأكثر من مليون مواطن
مصري، بما تنعكس آثاره على نحو أكثر من (5) ملايين مواطن غير أننى أُدرِك أن ثمار هذه المشروعات وغيرها تستغرق وقتًا أكبر كى نحصدها.
كما كان للشباب نصيبٌ من جهود الدولة، حيث تضعهم الدولة في أولويات اهتمامها كونهم طاقة الحاضر وأمل المستقبل، حيث تم تكليف الوزراء والمحافظين بتعيين مساعدين لهم من الشباب، كما كان لهم تمثيلٌ كبيرٌ في تشكيل المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية وجاء الإعلان عن العام 2016 عامًا للشباب لتبدأ الدولة في تنفيذ مشروعٍ قومي لتمويل مشروعات الشباب الصغيرة ومتناهية الصغر بقيمة 200 مليار جنيه. وتأتى خطة تطوير مراكز الشباب والتي تسير بمعدلات هائلة كخطوة أخرى في إطار جهود الدولة لرعاية الشباب.
ولإدراكنا بأن هذا الوطن يتسع للجميع ولليقين بأن إحتواء الشباب ضرورة، فقد استخدمت سلطاتى الدستورية في إصدار العفو عن مجموعات من الشباب الصادرة بحقهم أحكامٌ بالحبس والذين أتمنى أن تتكاتف مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى لدمجهم في المسيرة الوطنية.
وإيمانًا بأن أهم مشكلات الشباب هي إيجاد من يسمع لهم ويتفهم مطالبهم فقد بدأنا بإطلاق حوارٍ موسع لكافة أطياف الشباب المصرى للوقوف على آمالهم وطموحاتهم والتفاعل الفورى
مع مشكلاتهم.
السيدات والسادة
إن الشخصية المصرية تتميز بامتلاكها أبعادًا حضارية وثقافية متميزة ومتفردة، ولكى نبنى مصر المستقبل علينا أن نعيد صياغة وبناء الشخصية المصرية على
أساس علمى ومعرفى، ولذلك فإن قضية التعليم والمعرفة تمثل لنا أمنًا قوميًا
وتأتى على رأس أولويات الدولة المصرية، ولذلك فإننا بصدد تطوير المناهج الدراسية لكى تتماشى مع متطلبات العصر.. كما جاء إطلاق " بنك المعرفة " المصرى كأول وأكبر مكتبة رقمية معرفية وعلمية وثقافية على مستوى العالم ليدلل ويبرهن بلا شك أننا نسعى لبناء مجتمع المعرفة.. مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر.
السيدات والسادة
منذ أن توليت مهمتى ومسئوليتى كان همى الأكبر وشاغلى الأساسى هم الكادحين والبسطاء من أبناء هذا الشعب وكان التخفيف عنهم والارتفاع بمستواهم المعيشى على رأس أولويات الدولة.
ولذلك فقد تضاعف عدد المستفيدين من معاش الضمان الإجتماعى ليصل إلى 3 ملايين أسرة، كما انطلق مشروع تكافل وكرامة ليكون مظلة حماية اجتماعية لأبناء الأسر الفقيرة ولكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة.
وعلى الجانب الآخر، كانت مواجهتنا الحازمة والفعالة لمن يتلاعبون بأقوات البسطاء، فقد شرعت مؤسسات الدولة في مكافحة ارتفاع أسعار السلع الأساسية عن طريق توفيرها بأسعار مناسبة بمنافذ ثابتة ومتحركة، كما أصدرت توجيهاتى بقيام صندوق " تحيا مصر " بتمويل عدد من المشروعات والمبادرات التي يستفيد منها محدودو الدخل والبسطاء، حيث يتم تنفيذ خطة شاملة لتطوير القرى الأكثر احتياجًا.. وكذلك توفير العلاج لفيروس " C " لغير القادرين.
كل ما سبق ذكره لكم لا يمنعنى من أن أؤكد بأنه مازال أمامنا الكثير لنقدمه للبسطاء من أبناء أمُتنا الذين عانوا على مدى عقود من الإهمال والتجاهل والتهميش.
السيدات والسادة.. نواب الشعب الكرام
لقد شهدت الفترة التي سبقت ثورتنا علاقات خارجية متوترة مع الكثير من الأشقاء والأصدقاء وتراجع الدور المصرى إقليميًا ودوليًا بشكل غير مسبوق.
ولكن في غضون العام ونصف العام نجحت الدولة المصرية بفضل دبلوماسيتها العريقة وبجهودها الحثيثة واتصالاتها السياسية المكثفة من أن تعيد انفتاحها على العالم كله شرقًا وغربًا، حيث انتهجنا نهج بناء علاقات دولية رشيدة قائمة على التفاهم والمصارحة والإحترام المتبادل واستطعنا أن نستعيد دورنا الإقليمى والدولى.
والآن فإننا نحصد ثمار سياستنا الخارجية من خلال الحصول على مقعدٍ غير دائم
في مجلس الأمن في دورته الحالية، وترأسنا لجنة مكافحة الإرهاب به ونترأس القمة العربية، وجمعنا بين عضوية مجلس السلم والأمن والأفريقى ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ.
كما توثقت علاقات مصر بدول العالم وقواه الكبرى، وانعكس ذلك على إقدام
العديد من الدول على دعم مصر ومساندة مشروعها الوطنى وتمويل مشروعاتها الإنمائية وتشجيع الاستثمار بها.
إننا ماضون قُدمًا في استثمار علاقات الصداقة والإنفتاح على العالم والمواقع التي حصلت عليها مصر في المحافل الدولية والعربية والأفريقية، من أجل خدمة قضايا السلام والأمن لتحقيق الاستقرار والتنمية فهذه رسالة مصر إلى العالم دومًا رسالة
سلام ومحبة.
ولن نألو جهدًا في السعى نحو التوصل إلى تسوية سياسية للأزمات في سوريا وليبيا واليمن وتحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية التي كانت ومازالت قضية
شعب مصر.
ومن هُنا من داخل مجلسكم الموقر، وعلى مرأى ومسمع من العالم كله أجدد دعوة مصر للعالم كى تتضافر الجهود لدحر الإرهاب الذي بات يمثل الخطر الأكبر على الحضارة الإنسانية والتهديد لحاضر الدول والشعوب ومستقبلها، ويجب أن تكون مواجهته وفق رؤية متكاملة وعلى أعلى مستوى من التنسيق بين دول العالم، وتراعى الأبعاد الاجتماعية والفكرية والاقتصادية والسياسية.
السيدات والسادة.. نواب مصر الكرام
ما سردته لكم هو موجز عن بعض من التحديات وبعضٍ من الإنجاز والحق أقول لكم
إن ما يواجه هذا الوطن من تحديات يجعل القلق والتخوف أمرًا مشروعًا ولكن حجم الإنجاز غير المسبوق الذي تم بإرادة وعزيمة المصريين يجعل من الأمل أمرًا حتميًا وفرضًا وطنيًا ولعل مجلسكم هذا خير دليل على إنجاز الأمة المصرية على طريق الديمُقراطية، حيث نرى أكبر عدد من النواب فى تاريخ مصر أكثرهم من الوجوه الجديدة سياسيًا بما يضمن لنا ضخ دماء جديدة في شريان الحياه السياسية فضلًا عن التمثيل غير المسبوق للشباب والمرأة والأقباط وذوى الاحتياجات الخاصة، كما أن هذا الكم الكبير من التمثيل الحزبى والمستقل داخل البرلمان يدلل ويبرهن على حالة من الحراك السياسي الحميد والصحى داخل المجتمع المصرى.
نائبات مصر المحترمات
أخاطب من خلالكُن المرأة المصرية صوت ضمير الأمة النابض بعشق الوطن التي أثبتت دومًا أنها صمام أمان مصر وشعبها، عبرن عن قضاياكن وكن صوتًا للحق تحت هذه القبه تمسكن بحلمكن في وطن مستقر وآمن ودافعن عن ذلك بكل
ما آتاكن الله من عزيمة وإرادة وتحدٍ.
شباب مصر المتحمس
إن سعادتى لا توصف بأن أرى هذا التمثيل الكبير لكم في البرلمان أرى فيكم الأمل والمستقبل وثقتى فيكم بلا حدود وتلك الثقة هي التي تدفعنى لليقين بأنكم ستكونُون نواة حقيقية ومحترمة لحياة سياسية متجددة قائمة على الثوابت الوطنية يدفعها حماسكم للأمام.
كما أن لدى إطمئنانًا وفرحة تسري بين جنبات نفسى وأنا أرى تمثيلًا مشرفًا لذوى الاحتياجات الخاصة، بل ذوى القدرات الخاصة الذين يمثلون رمزًا مصريًا خالصًا قادرًا على التحدى والإرادة ويشكلون نموذجًا للتحدى ومواجهة الصعاب ما أحوجنا إليه.
نواب ونائبات الشعب
أوصيكم بإعلاء المصالح العليا للوطن.. تمسكوا بالدستور والقانون، كونوا انعكاسًا حقيقيًا لنبض الجماهير.. مارسوا العمل السياسي بتجرد ونزاهة.. اعملوا على بناء حياة سياسية سليمة.. مارسوا سلطة التشريع والرقابة بالتكامل مع باقى سلطات الدولة التنفيذية والقضائية ومؤسساتها جميعًا.
أدعوكم لأن تكون قضايا التعليم والصحة والإعلام وتجديد الخطاب الدينى على رأس أولوياتكم وأن يكون محدودو الدخل والشباب والمرأة موضع اهتمامكم.
الإخوة والأخوات
أمامنا عمل شاق يحتاج منا جميعًا شعبًا ونوابًا وحكومةً وقيادةً إلى التكاتف نحو هدف واحد لا ينبغى أن يغيب عن عقولنا وقلوبنا هو الدفاع عن الدولة المصرية وإنجاز مشروعها الوطنى.
علينا ألا ننسى أننا نجحنا في تعطيل مخطط وإبطال مؤامرة وعلينا أن ندرك أن هناك من هو متربص ولايريد لهذا البلد أن يكون استثناءً بين مصائر دول هذه المنطقة المضطربة وأن يعرقل مشروعنا الوطنى للتنمية والاستقرار.
السيدات والسادة.. شعب مصر العظيم
نحن نمتلك حلمًا نطبقه عملًا ويقينى بالله سبحانه وتعالى بأننا أمة عظيمة وعريقة قادرة على إجتياز المحن وعبور الصعاب نحو الغد المشرق فإرادة شعبنا أقوى من كل المكائد وعزم الأمة قادر على صناعة المستقبل.. إن شعب مصر يتطلع إلينا بأمل كبير وثقة غالية يتعين علينا أن نضعها في صدارة إهتماماتنا ولا يساورنى شك فى إننا معًا سنمضى قدمًا فى مسيرتنا نحو بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة قائمة على أسس الوطنية والعدالة والحرية.
أرى وترون معى أن الأمل يشرق في الأفق نراه في سريان نيلينا الخالد حقولًا تزهر وتثمر وآلات تدور ومبانٍ تعلو وعمرانًا يمتد وعملًا دؤوبًا ونوايا خالصة على هذه الأرض الطيبة.
أراه في عيون أطفالنا وسواعد شبابنا وضمير المرأة ونتاج عقول العلماء وإبداع المثقفين والفنانين وخطاب علماء الدين الأجلاء وأزهرنا الشريف وكنيستنا الأصيلة.
أرى الأمل في جسارة قواتكم المسلحة وأبنائها الأبطال الذين يضربون أروع الأمثلة
في التضحية والفداء.. أرى الأمل في عيون شرطتكم الساهرة على أمن واستقرار الوطن وحماية أبنائه أرى الأمل في منصة قضائنا الشامخ الذي يُعلى صوت الحق ويُقيم العدل في أرجاء الوطن.. أرى الأمل في عيونكم أنتم نواب شعب مصر الأبى الكريم.
أيها المصريون
هذه مصر نادتنا فلبينا وها هي تناديكم فلبوا النداء وتعالوا نبنى سويًا مجتمع العمل والأمل.. مجتمع تجمعه المساحات المشتركة ولا تفرق أبناءه الصغائر والمصالح الضيقة.
تعالوا نقيم سويًا ومعًا دولتنا.. دولة شابة قوية إن أمامنا فرصة تاريخية لبنائها..
وسنبنيها بإذن الله سبحانه وتعالى.
حفظ الله مصر وشعبها.. وصانها مستقرة وآمنة..
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.