ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، أن عداء أنقرة مع المقاتلين الأكراد يعيق تعزيز الحملة العسكرية ضد مقاتلي داعش، مشيرة إلى أن هذا العداء التركي المتنامي لأحد أكثر حلفاء الولاياتالمتحدة فاعلية في الحرب ضد داعش، وهم المقاتلون السوريون الأكراد، يقوض جهود تعزيز الحملة ضد تنظيم داعش المتطرف. ونسبت الصحيفة في موقعها الإلكتروني إلى مسئولين أمريكيين، أن هذه التوترات، والتي تضغط على العلاقات الأمريكية التركية، طفت إلى السطح عندما زار نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إسطنبول أواخر الشهر الماضي للتحدث مع الزعماء الأتراك بشأن الحملة، ووفقا لمسؤولين أمريكيين وأتراك مشاركين في المحادثات، عرض رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو وكبار مستشاريه خريطة معدة بشكل خاص لحدود تركياوسوريا حيث حددوا أماكن عديدة قالوا إن المقاتلين السوريين الأكراد قاموا بتهريب أسلحة، معدة لمحاربة داعش، إلى تركيا. وأشارت إلى أن المسؤولين الأتراك أخبروا نظرائهم الأمريكيين بأن قوات الأمن التركية استولت على أسلحة وذخيرة كان يجري تحويلها بشكل سري من جانب الحلفاء الأمريكيين إلى أعضاء حزب العمال الكردستاني والذي يصنفه البلدان على أنه جماعة إرهابية. وقال مسئولون أمريكيون إنهم فحصوا الشكاوى ولم يجدوا أدلة على أن أي أسلحة تم توفيرها مباشرة من الجيش الأمريكي للمقاتلين الأكراد في سوريا قد انتهى بها المطاف إلى تركيا مشيرين إلى أن أي تهريب آخر للأسلحة إلى تركيا يرجح أن يكون قليلا حيث أن الاكراد السوريين يركزون قوتهم القتالية ضد داعش. ومع ذلك أوضح المسئولون الأتراك خلال اجتماعهم مع بايدن أنهم يعتبرون أي تهريب للأسلحة أمر غير مقبول ولكن عقب الاجتماعات قال مسئولون أتراك لصحيفة (وول ستريت جورنال) إنهم على استعداد لقصف حلفا ء أمريكا في سوريا إذا استمر هذا التدفق للأسلحة. ويقول العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين حاليا إن تركيا أصبحت واحدة من أكبر عوائق التوصل إلى حل سياسي للصراع القائم منذ خمس سنوات في سوريا ولشن الحملة العسكرية الأكثر فعالية ضد مقاتلي داعش. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التوتر يأتي في وقت تستعد فيه الولاياتالمتحدةوتركيا وروسيا وقوى عالمية أخرى للاجتماع يوم الخميس المقبل في ميونيخ لمحاولة إنقاذ محادثات السلام السورية المدعومة من الأممالمتحدة. وقالت الصحيفة إن هذه المساعي الدبلوماسية الجديدة توقفت الأسبوع الماضي بعدما ساعدت طائرات روسية ومقاتلون إيرانيون الجيش السوري على تحقيق تقدم في الحرب القائمة منذ فترة طويلة للسيطرة على حلب وهي أكبر مدينة في سوريا، ومع تقدم نظام الأسد ضغطت تركيا والسعودية على زعماء المعارضة السورية للانسحاب من المحادثات في جنيف وفقا لما ذكره دبلوماسيون وزعماء معارضة مشاركون في المحادثات. وقالت الصحيفة إن الدور المتزايد للمقاتلين الأكراد في سوريا يخلق توترات دبلوماسية جديدة، وكذلك موسكو التي مازالت تسعى لاعتذار من تركيا عن إسقاط طائرتها على الحدود التركية السورية، حيث تحاول تعزيز علاقاتها مع المقاتلين الأكراد والتي تعتبرهم أنقرة تهديدا لها. وفي غضون ذلك تحاول الولاياتالمتحدة ضمان أن يركز الاكراد السوريون قوتهم على مقاتلي داعش وعدم استعداء تركيا التي لا تريد رؤية مقاتلين أكراد يتلقون دعما دوليا نظرا لأمالهم في إقامة دولتهم الخاصة يوما ما في المنطقة. وبعد أن نجحت أنقرة في منع وحدات الحماية الشعبية الموالية للأكراد والمدعومة من الولاياتالمتحدة من المشاركة في محادثات سلام جنيف الأسبوع الماضي، تدفع أنقرة بأن وحدات الحماية الشعبية هي شريك أمريكي غير جدير بالثقة في القتال ضد داعش.