حصلت منى مرعي المدرس المساعد بالجامعة الالمانية بالقاهرة والمسئولة عن تدريس هذه المادة على درجة الماجستير من الجامعة الالمانية بالقاهرة والتي تناقش حفظ التراث الشعبي المصري من الاندثار والعمل على التحفيز والاهتمام به حتى لا يصبح في طى السيان والذي جعلته عنوانًا لبحث تقدمت به للحصول على درجة الماجستير أمام لجنة المناقشة المكونة من الدكاترة أحمد السيد وهبى وكيل الكلية لشئون الطلاب والمشرف العام على الرسالة ودينا عبود الاستاذ بقسم التصميم بجامعة حلوان فريد ماير"المانية" كممتحن خارجى والذي حصلت بمقتضاه الباحثة على تقدير امتياز. تقول منى لقد اخترت هذا الموضوع البحثى الهام لدراستى نظرا لما استنتجته بل وعاصرت بعضه في لقاءات عديدة رسخت الفكرة لدىّ، فالتطور الذى يواكب الحياة الاجتماعية في مصر من مفاهيم المعارف المطروحة في العديد من المناحى أظهرت في المجتمع ما يعرف باسم " الأثرياء الجدد " وهو مصطلح يعرف معناه جيدا المجتمع الثقافى المصرى وهى تلك الطبقة التي تأثرت وتطبعت بالطابع الغربى وبدأت في اكتساب العادات والتقاليد الغربية والابتعاد عن نبتهم الاصلى الراسخ في التربة المصرية بحيث بدأت اللغة الانجليزية في التوغل بشكل ملحوظ في حديث وتعليقات الكثيرين خاصة طبقة الشباب مما أدى إلى إندثار الكثير من الأمثال الشعبية المتعارف عليها وتطلق في المناسبات والمواقف المتشابهة. وتتابع مرعى بأنه نتيجة لهذا الواقع الذي لمسته قررت أن أحصر دراستى وأركزها على الفنون الشعبية المصرية القديمة باستخدام الكومكس (وهو فن تصويري غالبا ما يتكون من مجموعة صور تروي أحداثا متتالية مترافقة مع نص حوارى للشخصيات المصورة في الكوميكس)، لأن استمرارية التراث الشعبي يعد واحدًا من أهم الخصائص التي تميز شعبًا كاملا عمن سواه، وتمتلك مصر مخزونًا تراثيًا واسعًا في شتى المجالات. وكان أفضل مثال لبدء التنقيب عن محاور الدراسة هو أختيار العصر الفاطمى الذي يرجع تاريخه إلى القرن العاشر الميلادى وكانت بدايتي الفعلية هو البحث عن قصص منتجات هذا العصر وأسباب ظهورها، وقد اعددت سيناريوهات لتلك القصص، وتم عمل دراسة وبحث عن العمارة والديكور والازياء والاكسسوارات والاثاث لتصميم وتنفيذ هذه الكوميكس، وجاء ذلك لسببين أولهما أن هذه الدولة كانت ثرية وتميل بشدة للزهو الذي يصل إلى حد اتصف بالترف والبذخ خاصة في تصنيع منتجاتها الشعبية وفنونها والتي كانت تظهر جليا في العديد من المناسبات الدينية ك"عروس المولد النبوى – حصان المولد الذي كان ومازال يمتطيه الفارس الشجاع – الفانوس الرمضانى" حيث إتصفت جميع تلك المنتجات بالحداثة والابتكار إضافة لإعادة تطوير منتجات شعبية من عصور سبقت ذلك العصر وخضعت لمعايير إضافية خاصة بهم وهو ما أعطاها الاستمرارية الإنتاجية حتى القرن الحالى الواحد والعشرين.