رأى الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب يسير "بشكل غريب ولكن بلا هوادة" على طريق الفوز بترشيح حزبه للسباق على الانتخابات الرئاسية. ورصد مكمانوس - في مقال نشرته "لوس إنجلوس تايمز"- ما تشير إليه استطلاعات الرأي من تقدّم ترامب في العديد من الولايات الأساسية.. كما أظهر ترامب الأسبوع الماضي قدرة على الانتصار في نقاش دونما تعريض بالخصوم. واستدرك مكمانوس قائلا "غير أن ترامب لديه نقطة ضعف قاتلة عندما يتعلق الأمر بالفوز في انتخابات عامة؛ وهي أنه لا يُجيد اجتذاب السيدات الناخبات، وليس الأمر كذلك فحسْب بل "إن ترامب مُنّفر للعديد من السيدات الناخبات". وفي استطلاع حديث على عينة من الناخبين الجمهوريين في ولاية "أيوا"، كان ترامب هو الاختيار الأول لنسبة 37% من الرجال و31% من السيدات .. ولأن جمهور الناخبين الذكور في هذه الولاية هو أساسا أكبر من جمهور السيدات، فإن الفجوة بين الجنسين في هذه الحالة هي وإن كانت كبيرة إلا أنها ليست قاتلة. لكن جمهور الناخبين في المطلق يضم ناخبات سيدات أكثر من الناخبين الذكور؛ وكانت نسبة الناخبات في 2012 هي 53%، وعليه، فإن الفجوة بين الجنسين تبدو أكثر أهمية بالنسبة لدونالد ترامب. وعندما سألت شبكة "سي إن إن" الإخبارية، الناخبين في أمريكا عمّا إذا كان لديهم انطباع "مُفضّل" أو "غير مفضّل" إزاء ترامب، جاء جواب الناخبين الذكور منقسما على نحو شبه متساوي؛ إذْ كونت نسبة 44 % انطباعا مُفضّلا مقابل 47% انطباعا غير مفضل .. أما الناخبات السيدات فقد قالت نسبة 64% منهن إنها لا" تُحب" ترامب. وتساءل مكمانوس عن السر وراء كفاح ترامب للفوز بقلوب السيدات؟، ورصد قول دونالد العام الماضي "سأكون أفضل شيء يمكن أن يحدث على الإطلاق للسيدات.. إنني أعتزّ بالسيدات".. وعلق مكمانوس قائلا "لكن هذا التصريح لا يفي بالغرض". ورأى الكاتب أن السبب في هذه الحال ربما يرجع إلى إمطار ترامب الإهانات على كل خصومه جُمْلةً، رجالا كانوا أم نساءً، أو ربما كان الأمر لا يتعدى كونه دائم الاستظهار لكراهية السيدات. وتقول كيتي باكر التي عملت مستشارة في الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري السابق "ميت رومني" - إن ترامب تراه فئاتٌ كثيرة من جمهور الناخبين، لا سيّما الشباب منهم والسيدات والأقليات - رجلاً أبيض مُرّكبا من عدة صفات هي "التبّرم والتقدم في السن والثراء والأناقة." وأشار مكمانوس إلى جانب آخر، ربما لم يتم التطرق إليه بعد، وهو التاريخ الدرامي الزيجي لترامب: ذلك أن اثنتين من زيجاته انتهتا بطلاق مثير، والآن ترامب يعيش زيجته رقم ثلاثة مع عارضة أزياء سابقة من سلوفينيا يكبرها ب24 عاما. وتساءل الكاتب عما إذا كان يمكن أن يكون التاريخ الشخصي ل ترامب غرضا مشروعا في حملة انتخابات رئاسية؟ تماما، مثله في ذلك مثل أي مرشح آخر .. هذا هو مبدأ أقرّه ترامب ذاته الشهر الماضي عندما وعد بشن هجوم على سلوك بيل كلينتون إزاء السيدات، قائلا "وإذا ما أرادت هيلاري كلينتون أن تلعب بالورقة نفسها، فإن هذا من حقها تماما." وعلق مكمانوس قائلا "حذار يا دونالد، فتلك حربٌ قد لا تكسبها." وكانت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية أجرت استطلاعا للرأي على عينة من الناخبين عمّن يرونه أكثر استحقاقا لاحترام النساء، هل هو دونالد ترامب أم بيل كلينتون، وجاءت النتيجة بنسبة 50% لصالح كلينتون مقابل 37% لصالح ترامب. وتساءل صاحب المقال "ولكن رغم كل هذه التعقيدات، لماذا يُبلي ترامب بلاء حسنا في حملته الانتخابية؟".. وأجاب على لسان خبير في استطلاعات الرأي هو ديفيد وينستون، بأن ترامب قد فهم مزاج الناخبين "يرغب الناس في سماع كيف يُخطط المرشح لتغيير كل شيء، إنهم يتطلعون إلى شخص يحرك المراكب الساكنة، ودونالد ترامب يحقق لهم ذلك على نحو أكثر وضوحا ممّن عداه من المرشحين." واختتم مكمانوس قائلا "قد يكون ذلك كافيا للسماح لترامب بالفوز بترشيح الحزب الجمهوري، لكنه لا يبدو كافيا للفوز بمنصب الرئاسة الأمريكية، ويرجع الفضل في ذلك للتعديل التاسع عشر بالدستور الأمريكي الذي يحظر التمييز على أساس الجنس في عمليات التصويت."