لا حرمة للموت. لا وقت للحزن أو الترحم على الراحلين أو حتى عزاء الأسر والأهالي .. أصبحت مشرحة زينهم ستوديو للتصوير والكاميرا وضجيج المصورين ومراسلي الجزيرة في محاولة إخوانية رخيصة للمتاجرة بالأرواح والشباب الذين ساقوهم إلى حتفهم ليقوموا بعد ذلك باستغلالهم أمواتاُ بعد أن استغلوهم أحياءً .. فالمتاجرة بالدماء من شيم الجماعة. صراخ وعويل وبكاء هذا هو الحال أمام مشرحة زينهم بالسيدة زينب حيث سيطرت حالة من الحزن على أهالي ضحايا أحداث الأمس السادس من أكتوبر في الوقت الذى سخرت فيه القنوات و المواقع الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان المحظورة باستغلال تلك المشاعر في محاولة منها لصب جام غضبهم على وزارة الداخلية وجنودها الذين يعتبرونهم المتهم الرئيسي في وقوع تلك الإصابات. وبدلاً من محاولة احتواء تلك المشاعر الغاضبة من الأرامل والثكالى قامت كاميرات الإخوان بتحويل ذلك منصة للهجوم على أفراد الشرطة الذين واجهوا اعتداءات الإخوان أمس التي حاولت اقتحام ميدان التحرير رغم تحذيرات الداخلية مسبقاً بمواجهة أي حالات تحاول تعكير صفو الاحتفال للذكرى أربعين لحرب أكتوبر. لم تدرك الأم التي فقدت ابنها والزوجة التي فقدت زوجها والأب الذى فقد ابنه أن الذي قتلهم جميعاً هم قادتهم من الإخوان الذين دعوهم إلى الخروج وشحذوا أمامهم لاقتحام ميدان التحرير رغم أن الميدان لم يعد مستعداً لاستقبال أي فرد منهم. فمن الدعاء على قادة الداخلية وقادة الجيش لم تدرك الأم الثكلى أن من قتل وليدها هو من غرر به ودغدغ مشاعره ودفعة دفعاً إلى قتل نفسه. ولم تدرك أيضاً الزوجة المترملة أن هناك تحذيرات سبقت مسيرات الإخوان بعدة أيام بعدم تعكير صفو الاحتفال ليوم السادس من أكتوبر ومواجهة الاعتداءات بالحسم ولم تدرك أيضاً أن جموع المصريين كرهوا حكم الإخوان بعد أن وصل بهم إلى القاع. غير أن الأب الذي ينعي ابنه أمام كاميرات الإخوان تغلبت عليه مشاعر الحزن وقادته إلى عدم التروي قبل أطلاق الاتهامات رغم أن جميع مسيرات الإخوان التي خرجت أمس متوجهة إلى ميدان التحرير هذه المسيرات واجهتها جموع الأهالي الغاضبة قبل رجال الداخلية وذلك لرفضها لعودة المعزول أو عودة حكم المرشد مرة أخرى.