قالت صحيفة “,”نيويورك تايمز“,” الأمريكية إن الجماعات المتطرفة في الصومال باتت تشكل تهديدا أمنيا خطيرا بشكل يحتاج لدرجة أكبر من الاحتواء من قبل الحلفاء الدوليين. واعتبرت الصحيفة الأمريكية – في مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين- أن الغارة الأمريكية التي شنتها القوات البحرية في الصومال للقبض على أحد قادة المقاتلين الأجانب لحركة الشباب في الصومال - مصيره لم يحدد بعد سواء كان قتل أم أعتقل - إضافة إلى القبض على إرهابي مشتبه فيه رئيسي في ليبيا يوم السبت الماضي إنما تدل على أن الدور الأمريكي بات أكثر حزما في محاولة لكبح صعود التشدد والقضاء على المعاقل الإرهابية في شمال أفريقيا. وأوضحت الصحيفة أن الهجوم الإرهابي الوحشي على المركز التجاري في كينيا نهاية الشهر الماضي آثار مخاوف عدة بشأن محاولة المتطرفين في الصومال المرتبطين بتنظيم القاعدة والمعروف باسم حركة الشباب ، التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، توسيع نطاق أعمالها إلى كينيا وما وراءها. وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم على المركز التجاري أظهر موجة من اليأس تعصف بالشباب، وربما تزايد التعاون مع جماعة الهجرة المتطرفة في كينيا. ونقلت الصحيفة عن بعض الخبراء قولهم “,”إن الحصار الذي شهده المركز التجاري طوال أربعة أيام ، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 60 شخصا ، يظهر مدى العدوانية التي أصبحت تتبعها قيادة الشباب ، على الرغم من أن الجماعة قد فقدت السيطرة على الأراضي والنفوذ في بلادها“,”. علاوة على ذلك، فقد هدد المتشددون بتكثيف الهجمات على كينيا، حتى تغادر القوات الكينية التي تعد جزء من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، وهو ما رفضه الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا قائلا “,”إنه ليس لديه أي خطط لسحب القوات الكينية من الصومال“,”. وتابعت قولها “,”إضافة إلى ذلك يجب أن توسع أوغندا وإثيوبيا و بوروندي، المساهمين الرئيسيين الآخرين في المعركة المضادة للشباب، نطاق مشاركتهم بسبب ضعف الحكومة الصومالية التي تحتاج بوضوح إلى الدعم ، كما قال ممثل الأممالمتحدة الخاص للصومال أن البعثة العسكرية الموجودة هناك تحتاج إلى طائرات هليكوبتر وعربات مدرعة وكذلك المزيد من القوات“,”. ورأت الصحيفة أن العمل العسكري وحده لن يؤتي ثماره، فحركة الشباب تحظى بالتأييد من قبل بعض الصوماليين من خلال الترويج لنفسها بأنها تحمى وطنهم من القوات الأجنبية المفترسة، لذا فالبلدان التي لديها النصيب الأكبر من القوات في الصومال تضطر إلى القيام بالمزيد لمواجهة هذا الادعاء. ودللت على ذلك بكينيا، كمثال ، والتي يمكن أن تساعد في وضع حد للانتهاكات من قبل قوات الأمن التابعة لها في بعثة الاتحاد الأفريقي وقوات الشرطة المحلية ضد الصوماليين الذين لا يؤيدون الشباب، وبهذا تستطيع الحد من هذه الادعاءات. ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن كينيا لطالما كانت رهينة لانهيار عقود طويلة وانعدام القانون في الصومال، التي تقع على حدودها، إلا أن الحكومة في نيروبي يجب ألا تستغل هذا الهجوم لإغلاق مخيمات اللاجئين في كينيا التي تأوي مئات الآلاف من الصوماليين أو اتخاذ خطوات أخرى لشن حملات قمعية ضد الصوماليين دون تمييز في البلاد. وأكدت الصحيفة على أنه ومع تصاعد هذه الأنواع من التهديدات التي تلوح في الأفق، يجب على إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن تضاعف من جهودها لقطع التمويل عن الشباب، بما في ذلك جمع الأموال في الولاياتالمتحدة. واختتمت صحيفة “,”نيويورك تايمز“,” الأمريكية –افتتاحيتها- مؤكدة أن الهجوم على المول أثبت أن حركة الشباب الصومالية لا تزال تعد من بين الأعداء الأكثر عدوانية ، ومشددة على أن تحقيق الاستقرار الإقليمي في شمال أفريقيا يعتمد بشكل كلي على قدرة الولاياتالمتحدةوكينيا وغيرهما من الشركاء لإيجاد سبل فعالة لاحتواء هذه الحركة. أ ش أ