شتان الفارق بين أكتوبر اليوم، في ظل التخلص من حكم جماعةٍ إرهابية، لا ترى في مصرَ دولةً مُستقلةً بذاتِها، بقدر ما تراها ولايةً في مشروعِ خلافتِها الرجعي والمُستبد، وفي ظل الاستعداد على قدمٍ وساق لاستقبال دولةِ مؤسساتٍ، لها كيانُها ودستورها الذي لا يعرفُ التقسيم أو التقييم على أساسٍ عنصري أو طائفي، بعد عقودٍ من القهر، وثورةٍ تسلقتها جماعةٌ محظورة، وصلت إلى غايتها الكبرى في السلطة، لتفشل بعد عامٍ، وتنكشفَ أمام الشعب الذي استرد إرادته يدا بيد مع جيشه الوطني العظيم، في المد الثاني للثورة يوم 30 يونيه الماضي.. شتان الفرق بين اليوم والبارحة، حين رأى العالمُ كُلّه تدليس وتزييف هذه الجماعة، في حدثِ كان بمثابةِ تحولٍ في مجرى التاريخ، وشهدت منصة الشرف والكرامة منذ عامٍ باستاد القاهرة، الرئيس المعزول “,”محمد مُرسي“,” وهو يحتفي يا للعجب بانتصارات أكتوبر، بين أنصاره وأنصار جماعته عبود، وطارق الزمر، وغيرهم.. ممن تلطخت أيديهم بدماء قائد المعركة، وقائد الحرب والسلام.. وتقدمت الصفوف وجوه الهاربين من السجون، والخارجين منه بإعفاءات رئاسية، والداعين إلى الإرهاب، عاصم عبد الماجد، وصفوت عبد الغني، وصفوت حجازي، وغيرهم.. إنه التزييفُ في عين المشهد، وكأنهم تعاموا بغبائهم السياسي، وتدليسهم عن أن التاريخ لا يسقطُ بالتقادُم، وظنوا أن الشعب الذي انهمك في شقائه معهم ومن قبلهم، لن ُيدرك هذه المفارقة الفجة.. لكن كعادة الشعب المصري صاحب الحضارات، وصاحب “,”الإفيه“,” معاً، لم يُفوِّت هذه المهزلة التليفزيونية، والعرض الهزيل.. واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، تتندرُ على “,”المعزول“,” الذي كان يوماً ما رئيساً، ويضعون بالفوتشوب وجهه جوار الرئيس الراحل “,”السادات“,” في لقطة تذكارية شهيرة، أثناء التخطيط للحرب.. كعادتها تمرُ الأيامُ مرورَ الكرامِ، متجاوزةً تدبير اللئام، ويحتفي شعب مصر، في يومٍ صعيب بذكرى مرور أربعين عاماً على هذا النصر الذي يُضافُ بجدارةٍ إلى كرامات المصريين، ومواقفهم النبيلة والجليلة تجاه وطنهم قبل أنفسهم.. وقد شهدت منصة واستاد الدفاع الجوي احتفاءً لائقاً بالحدث، في حضور المستشار عدلي منصور، الرئيس المؤقت للبلاد، والفريق أول عبد الفتاح السيسي، والدكتور حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور “,”كمال الجنزوري“,” رئيس مجلس الوزراء الأسبق، وعبد الحكيم عبد الناصر، وجيهان السادات، وغيرهم من القيادات والرموز الوطنية، جلسوا أمام خشبة المسرح الضخم، والتي أضاءتها خلفيةٌ فنية بارعة للهرم وعليه صورة زعيم ثورة يوليو الرئيس الراحل “,”جمال عبد الناصر، بمشاركات شعرية وغنائية ل “,” حسين فهمي، محمود يس، صلاح عبد الله، هاني رمزي، خالد صالح، يُسرا، أنغام“,” وغيرهم.. ومرَّ اليومُ كريماً وملهماً، رغم محاولات إفساد البهجة على شعب مصر من قبل الإخوان، الذين أعلنوا عن نواياهم الخبيثة، ونزلوا بمسيراتِهم الكارهة لمصر وجيشها والمصريين، في مناطق مُختلفة من أنحاء البلاد، يتلفون المُنشآت، ويتعدون على المارة، ولكن ردّ الله كيدَ الكارهين في نحرهم.