مع موجة البرد القارس يتعرض الجسم إلى العديد من المتاعب الصحية ويأتى الجهاز التنفسى فى مقدمة أعضاء الجسم إصابة بالمتاعب فى البرد مثل نزلات البرد والإنفلونزا والكحة. توجهنا بالسؤال إلى الدكتور أشرف لطفى استشارى جراحة وعلاج الأنف والأذن والحنجرة عن أسباب إصابة الجهاز التنفسى بالمتاعب وكيف نحميه؟ يقول الدكتور أشرف: الجهاز التنفسى العلوى أثناء فصل الشتاء هو مصطلح عام، يصف مجموعة من الأمراض التى تصيب الجهاز التنفسى وتشمل الأنف الجيوب الأنفية، الحنجرة، البلعوم، القصبة الهوائية والشُعب الهوائية الكبرى، مثل نزلة البرد، بالإضافة إلى مرض الإنفلونزا أيضًا. وأضاف استشارى الجراحة أن مسببات المرض الرئيسية التى تسبب عدوى الجهاز التنفسى العلوى هى عدد من أنواع الفيروسات والبكتيريا، أما أنواع الفيروسات المسببة فهى: الفيروسة الأنفية (Rhinovirus)، وفيروس نظير الإنفلونزا (Parainfluenza)، والفيروسة المكللة (Coronaviruses) الفيروسة الغدانية (Adenoviridae)، وغيرها. وأوضح استشاري جراحة الأنف أن النوع الثاني من مسببات المرض هي البكتيريا وأبرزها: البكتيريا العقدية (Streptococcus)، والدفتريا، المكورة البنية (Gonococcus)، المتدثرة (Chlamydia)، والمفطورة (Mycoplasma ). وأشار الدكتور أشرف إلى أن الأعراض المشتركة لهذه الأمراض من بينها: احتقان الأنف والعطس وألم فى الحلق وتضخم الغدد الليمفاوية فى الرقبة والألم فى جانب واحد من الجيوب الأنفية فى منطقة الأسنان العليا وفى الرأس، المصحوبة باحتقان شديد فى الأنف وسعال مع أو بدون بلغم، والمصحوب بصوت صفير عند التنفس لمدة أسبوع إلى ثلاثة أسابيع ومرض مفاجئ يرافقه ارتفاع فى درجة الحرارة، وصداع، وآلام فى العضلات، وسعال جاف، والضعف والإرهاق، وهذه هى أعراض الإنفلونزا الموسمية. مشير إلى أن العلامات العادية لنزلة البرد هى ارتفاع بسيط بدرجة الحرارة، صوت من الأنف، تهيج فى الجلد حول الأنف مع وجود غشاء مخاطى ملتهب. وقال استشارى جراحة الأنف إن من أهم أسباب وعوامل خطر التهابات الجهاز التنفسى العلوى أن هذه الأمراض تنتشر أكثر خلال شهور الشتاء، وذلك بسبب الكثافة العالية للناس فى الأماكن المغلقة مع قلة التهوية، وليس البرد فى حد ذاته، خلافًا لما يعتقد. واستطرد: تتغير هذه الفيروسات كثيرًا، لذلك يمكن الإصابة بها عدة مرات، بحيث إن الشخص البالغ قد يصاب بهذه العدوى من 2 - 4 مرات كل سنة. وتنتقل مسببات الأمراض عن طريق الرذاذ فى الجو والاتصال المباشر مع شخص مريض، ومن ثم الأنف أو العينين. أن الحساسية انسدادا فتحات التهوية والتصريف للجيوب الأنفية، اعوجاج الحاجز الأنفى، ضعف الجهاز المناعى، التعرض للكثير من الناس فى المناطق الكثيفة وسوء النظافة الصحية، هى عوامل الخطر الأكثر أهمية للإصابة بعدوى الجهاز التنفسى. أما من ناحية تشخيص التهابات الجهاز التنفسى العُلوى فيقول الدكتور لطفي: يكفى، بصفة عامة، وصف الحالة من قبل المريض وفحص الطبيب لتشخيص المرض. أما فى الحالات التى تتطلب تشخيصًا محددًا لسبب ما، فيمكن عمل مزرعة وحساسية (Culture) للفيروسات أو البكتيريا، إلى جانب الكشف عن المضادات بواسطة فحص الدم أو البول، فحص ال (PCR)، أخذ عينة من الحلق وعلامات الالتهاب المختلفة. وتوجد هنالك حاجة فى حالة الإصابة بالتهاب الحلق البكتيرى أو بالتهاب بكتيرى حاد آخر، لإعطاء علاج بالمضادات الحيوية، والذى لا يكون فعالًا ضد الأمراض الفيروسية. ويوجد للمرض الفيروسى أو الجرثومى، الخفيف العديد من الأدوية، التى تحتوى على مركبات مختلفة من العقاقير، مهمتها خفض الحرارة، تخفيف الألم، تقليل احتقان الأنف، توسيع الشعب الهوائية، المساعدة على النوم وتخفيف الالتهاب. ويساعد استخدام (جهاز البخار- الرذاذ) على التنفس ويقلل من الألم فى الحلق. ولا يزال استعمال فيتامين «ج» (C) للعلاج، من الضرورى استخدام كميات كبيرة نسبيًا من الفيتامين، وهذه الكمية قد تسبب الإسهال. استخدام الزنك بكميات كبيرة يؤدى إلى تقليل فترة المرض بمعدل يوم واحد، إلى جانب التسبب فى طعم سيئ وغثيان عند كثير من المرضى. أما عن طرق الوقاية من التهابات الجهاز التنفسى العلوى فإن الوقاية بسيطة وتعتمد بالأساس على المحافظة على النظافة، غسل اليدين بكثرة، عزل المرضى وما شابه ذلك. ويجب أخذ اللقاح ضد الإنفلونزا الموسمية كل سنة.