صدر عن مكتبة "الآن ناشرون وموزعون" كتاب "في محراب الترجمة؛ إضاءات وتجارب وتطبيقات ونقود" للدكتور يوسف بكار، ويأتي هذا الكتاب الواقع في (144 صفحة من القطع الكبير) في أقسام أربعة: الأول، إضاءات عامّة عن الترجمة معنًى وقَدامة عند العرب وغيرهم، وأهميّةً ودواعيَ وشروطاً وأنواعاً وطرائقَ، وشروط المترجم ووظائفه. وأشار المؤلف إلى أن العرب قد عرفوا الترجمة منذ عهد مبكر إذ بدأت حركة النقل والترجمة– وإن كانت ضيقة بطيئة – منذ العصر الأموي، لكن هذه الحركة قويت في العصر العباسي منذ خلافة أبي جعفر المنصور، واتسعت اتساعاً كبيراً بعد ذلك. والثاني، معقود لصلة المترجم وقصّته مع الترجمة، وإجراءاته ومعاييره فيها من خلال ما ترجم منفرداً أو مشاركاً، وقد قصد المؤلف إلى هذا العنوان قصداً ليتحدث عن أمرين معاً في الترجمة: تجربته الذاتيّة فيها ومن خلالها، ونقده لعدد من الترجمات. والثالث، تطبيقات من خلال نموذجين اختيرا من كتاب «دمى باخيّام»، أحدهما عشرون رباعيّة مقرونة بأصولها الفارسية من رباعيّات الخيّام التي قد يكون ظنّ الأصالة فيها أكثر؛ والآخِر مبحث «عمر الخيّام عند المستشرقين»، الذي يلقي ضوءاً ساطعاً على جهود خمسة مستشرقين كبار على الخيّام وترجماتهم لمختارات من الرّباعيّات. والأخير، موقوف على نقد ترجمة خمسة من دواوين الشاعرة الكويتيّة سعاد الصّباح إلى اللّغة الفارسية. إن حركة الترجمة الحديثة النشطة، إلى حدّ ما، من العربيّة إلى الفارسية وبالعكس ليست بدعاً بين مثيلاتها من اللغات الأخرى وإليها من حيث خضوعها وخضوع مترجميها لكل مقومات الترجمة وشروطها قديمها والحديث، ومن حيث أنّ زمر المترجمين فيها عرضة لما يعترض غيرهم من المترجمين من صعوبات ومشاق ومزالق، من حيث عدم تمكن كثيرين ممن يترجمون من اللغتين التمكن الواجب المطلوب للترجمة وما يستوجبه من إطار معرفي بسياقات النّصوص وما في أحشائها من دفائن لغويّة وبلاغيّة وجماليّة ومصطلحات. فالمترجم مطالب دائماً بأن «يمتلك معرفة متينة بلغات عمله، وثقافة عامة موسّعة». وللدكتور يوسف بكار أكثر من خمسين كتاباً في التأليف، وثلاث كتب في الترجمة، وأربع في التحرير، وقد طبعت كتبه أكثر من طبعة لما لها من أهمية في المكتبة العربية.