أنتشرت ظاهرة معاكسة "تحرش" البنات بالشباب في مصر مؤخرا، حيث التقت "البوابة نيوز" بالدكتور جمال فرويز المتخصص في علم النفس والعلاج النفسي، والذي قال إن معاكسة البنات للشباب ليست ظاهرة لأنها ليست بنسبة كبيرة جدا، وانما هي تطور في السلوك الاجتماعي بسبب احتكاك الجنسين بصورة أكبر سواء في العمل أو غيره، واليوم أصبحت البنت تمزح مع زميلها باليد، والاثنين يتقبلان الأمر، وهذا التجاوز كان يعتبر سابقا من المحرمات. وأضاف أن التقليد وعقار "الترامادول"، الذي أصبح يتناوله العديد من الفتيات هم سبب كبير في هذه التجاوزات، وأن "الترامادول" يسبب تغييرا كبيرا في السلوك، لأنه يكسر حاجز الخجل للمتعاطي، وأيضا الاحتكاك الكبير بين الجنسين جعلهم يتعاملون مع بعضهم البعض دون التمييز بين ولد أو بنت، الأمر الذي أدى إلى كسر حاجز الحياء عند البنت بصورة أو بأخرى، ولذلك اصبحت عندما تعُجب بنت بولد لا تخجل في مصارحته بينما كان ذلك قديما من المحذورات، وأن هذه الظاهرة ليست منتشرة في المجتمع الغربي إلا بين متعاطين المخدرات والكحوليات. وأكد فرويز، أن للإعلام دورا كبيرا، خاصة أن إعلامنا غير موجه ويبحث عن المكسب فقط، لافتا أنه أثناء تواجده بالولاياتالمتحدةالأمريكية "دولة الديمقراطية" لدراسة المجتمع الأمريكي بنظرة دراسية من أجل تحضير دبلومة "العمليات النفسية" التي تناقش أمور المجتمع وكيفية تحاشي مشاكله، لاحظ أنه لا يوجد فيلم يخرج من "هوليود" إلا بعد أن يعلمون إلى من يتم توجيه هذا الفيلم، وانه يوجد جهاز بعينه بأمريكا مسئول عن معرفة الهدف من أي فيلم، مستشهدا بسلسلة الافلام الأمريكية "رامبو" وأنه كان الهدف منها هو إرسال رسالة لأعدائهم أن أمريكا المتمثلة في بطل الفيلم "رامبو" بطل لا يُقهر. وبالرغم من التكلفة الكبيرة لهذه الأفلام إلا إنها يتم عرضها خارج حدود الولاياتالمتحدة فقط لتوجيه رسالة وليس من أجل التربح المادي، وهنا في مجتمعنا نصنع الفيلم لكي نُظهر أسوء ما لدينا. وأضاف أنه رغم وجود عديد قليل من الفاسدين والكثير من الشرفاء في كل قطاع بالدولة، إلا أننا دائما ما نركز على الجانب السيئ، مما يؤدي إلى شحن المواطنين تجاه تلك القطاعات، وذلك على عكس ما تحاول أمريكا إظهاره، الأمر الذي يؤدي إلى إعطاء انطباع جيد عن بلادهم، على عكس دولتنا حيث اننا نحاول إفساد صورة بلادنا، وأن أفلام " المقاولات " كان لها تأثير سلبي كبير في فترة الثمانينيات على صورة مصر بسبب غياب المضمون والسعي خلف التربح المادي فقط. وانتقد الدكتور مشاهد التحرش التي يتم عرضها في السينما والتي تؤثر على فئة عمرية بعينها تفتقر للثقافة وتجعله يتبادر إلى ذهنه أن هذا الأمر طبيعي، وأنه لا يتحرش بقصد التحرش وإنما يريد محاكاة بطل الفيلم محاولا أن يعيش لحظات السعادة التي شاهدها وأن هذا يعتبر رد فعل طبيعيا لما شاهده. وأكد فرويز، أن الثقافة هي أكثر ما نحتاجه لمواجهة مثل تلك الأمور السلبية بالمجتمع ومع ارتفاع ثقافة المجتمع سيرتفع معها باقي نواحي الحياة، وان المتحرش يعتبر ضحية مثل المُتحرش به، وذلك بسبب غياب الثقافة الجنسية، الفكرية والاجتماعية، وأن سياسة الكبت والقمع تؤدي إلى انحدار الثقافة، وان تحريم كل شيء بدون سبب يؤدي إلى الكبت والرجوع إلى العصور المُظلمة، فضلا عن دور الإعلام في توعية المجتمع. وختم الدكتور حديثه قائلا: "تريد أن تجني النقود عن طريق الإعلام أو صناعة السينما لا مشكلة ولكن لا تسيئ إلى بلادنا ويجب مراعاة أن من يشاهد فيلمًا في أية دولة إنما هو يشاهد هذه الدولة.