سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ما هي أسباب عزوف الشباب عن الزواج في مصر؟ خبراء: حالات الطلاق المتكررة.. وارتفاع المهور وتكاليف الزفاف.. والخوف من المسئولية.. وشاب: كيف يمكنني الزواج بمرتب 1200 جنيه شهريًّا
تمثل العنوسة أحد أبرز الظواهر في مصر، بعد تخطي نسبة كبيرة من الشباب والفتيات حاجز ال 30 عاما بدون زواج، بحسب إحصاءات مركز التعبئة والإحصاء. وأظهرت بيانات نشرة الزواج والطلاق لعام 2013 أن 65.7% نسبة الشباب المتزوجين في الفئة العمرية من 18 إلى 29 عاما من إجمالى المتزوجين الذكور، مقابل 85.7% للإناث، كما بلغت نسبة المطلقين الذكور أكثر من الربع بما يقدر بنحو 26.3% من إجمالى الذكور المطلقين مقابل نحو النصف للإناث 47.8%، والنسبة الباقية تعتبر نسبة لا بأس بها لتكون محور الحديث. كما أكدت أن معدل البطالة بين الشباب في الفئة العمرية من 18 إلى 29 عاما بلغ 29%، موضحًا أن معدل البطالة للشباب الذكور الحاصلين على مؤهل جامعى فأعلى بلغ 36.4%، بينما انخفض إلى 14.7% للحاصلين على مؤهل أقل من المتوسط والأميين، في حين بلغ معدل البطالة للإناث الحاصلات على مؤهل جامعى فأعلى والمؤهل فوق المتوسط نحو 57.2%، بينما انخفض إلى 25.4% للحاصلات على مؤهل أقل من المتوسط، و13.7% للأميات. أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتور سعيد صادق، أكد أن ارتفاع نسبة العنوسة في مصر جاء بسبب الأهالي وشروطهم وتطلعاتهم المرتفعة، وهذا لا يجوز خصوصا في الوقت الحالي بعد الظروف الاقتصادية والأزمات التي مرت بها البلاد، كما لا يمكن أن ننكر أن الظروف السياسية تسببت في رفع نسبة العنوسة بشكل واضح، حيث ضاعف الاضطراب السياسي الأزمة الاقتصادية. وأشار كذلك إلى أن تفكير الفتاة الزائد في الحصول على التعليم أكثر من تفكيرها في الزواج في هذا العصر، يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار لأنه يعتبر جزءا من أسباب العنوسة، مؤكدا أن من أسباب نجاح الزواج التوافق الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. الأمر ذاته أكده، الخبير الاقتصادي الدكتور حمدي عبدالعظيم، متسائلا "كيف لشاب أن يتزوج في قاعة أفراح ب 50 ألفًا ؟". واعتبر أن ارتفاع أسعار قاعات الأفراح من مظاهر البذخ والترف الذي يهيمن على فكر المجتمع، لافتًا إلى أن غالبية الشباب يقترض من البنوك أو يستدين من الأفراد حتى يستطيع توفير متطلبات ليلة الزفاف ولا يشذ عن القاعدة الاجتماعية التي وضعها مجتمعنا المبني على العادات والتقاليد الزائفة التي يحرص الأهالي على اتباعها ولا ينفضونها أبدا من عقولهم. وأضاف أن المبالغة في نفقات الزواج تؤدي إلى معاناة الشاب بعد الزواج، وعجزه عن تدبير متطلبات الحياة اليومية، فينخرط في دوامة الأقساط التي تثقل كاهله، وربما تنهي حياته الزوجية بعد ذلك. وأشار محمد جمال خبير التنمية البشرية والعلاقات الزوجية، إلى أن هناك بعض الأسباب التي تكشف عزوف الشاب والفتاة عن الارتباط والزواج، ومنها، الخوف من المسئولية حيث نجد أن العديد من الفتيات يقلقن من تحمل مسئولية أسرة وزوج وأبناء، وأيضا عدم قدرتهن على الالتزام بحب واحد مدى الحياة، لذلك نجد أن فكرة الزواج تمثل لهن حالة واسعة من الرعب والخوف. ولفت كذلك إلى أن الفتاة محاطة بالعديد من حالات الطلاق بين الأقارب أو الصديقات أو داخل عائلتها، وتعيش حالة خوف من تكرار نفس التجارب الأليمة، ويعد ذلك من أكثر الأسباب الرئيسية وراء عدم رغبتها في الزواج، لأنها تكون شاهدة على قصص حب لم تنته بشكل جيد، وتخاف من أن ينطبق الأمر عليها إذا تزوجت. وفى السياق نفسه، قال كريم عبده، شاب يبلغ من العمر 31 عامًا بأنه ليس رافضًا للزواج ولكنه لا يمتلك نفقات الزواج، متسائلا "كيف لشاب مرتبه 1200 جنيه شهريًا أن يتزوج؟". وأضاف "المادة هي التي تتحكم في الزواج، فكيف لشاب أن يجمع ما يقرب من مائة ألف جنيه على الأقل في عامين من مرتب يبلغ 1200 جنيه؟".