ذكرت جامعة الدول العربية أن التحديات التي تواجه الإعلام العربي في الوضع الراهن هي تحديات حقيقية وصعبة. وأوضحت الجامعة أن هذه التحديات تحتاج إلى وقفات جادة من المؤسسات الإعلامية العربية، وأبرزها الإرهاب الذي وُصِم به العرب والمسلمون. وقال المستشار أول فالح المطيرى، مدير إدارة الإعلام بالجامعة، في كلمته خلال حفل تدشين اتحاد الإعلاميات العرب، أمس الأحد، أن هذه المرحلة تتطلب مواجهة هذه الظاهرة المستفحلة بتدابير مشتركة ورؤية واحدة وتوجيه الإعلام العربي في هذا السياق، ليكون صوتًا واحدًا في وجه هذا الداء لاستئصاله من أوطاننا ومجتمعاتنا. وأكد المطيري أهمية تدشين" اتحاد الإعلاميات العرب"، مشيرًا إلى أنه سيشكل لبنة أخرى في المشهد الإعلامي العربي، ليكون منبرًا متميزًا للحوار والتواصل بما يساهم في تنمية أداء الإعلام العربي الذي يجب أن يواكب التطور الإعلامي العالمي، من خلال تقديم صورة حقيقية عن الواقع العربي بمختلف أبعاده ومكوناته بما يعكس الجوهر الحقيقي للقضايا والتحديات التي تواجه الأمة العربية، معتبرًا إياه خطوة هامة لبلورة رؤية عربية مشتركة وتعزيز التعاون العربي في المجال الإعلامي. وأوضح المطيري أن الجامعة العربية أولت منذ إنشائها أهمية كبرى للعمل الصحفي والنشاط الإعلامي باعتبارهما رافدًا من روافد تطوير المجتمع، وترقية ثقافة الحوار وتبادل الرأي بين الأفراد، وحاولت أن تكون من خلال عديد الملتقيات والهيئات والاتحادات التي تتبعها أو تتعامل معها الدفاع عن حق المواطن في الإعلام، وحق الصحفي في الوصول إلى مصدر المعلومة. ودعا المطيري الإعلاميين العرب إلى تكريس جهودهم في التكوين والتدريب حتى يكون مستقبل الإعلام العربي أكثر مهنية، وأحسن أداء، وأنجح تأثيرا وأن يركزوا على القضايا التي تمنح المجتمع القيمة المضافة التي يحتاجها. وتابع: "ما يتطلع إليه المجتمع العربي، هو أن يكون على مسافة قريبة من العالم المتطور، وتصحيح الصورة السلبية والنمطية التي تسعى بعض الجهات لتكريسها عن العرب والمسلمين وتاريخهم، واصفا الاعلاميين بانهم يمثلون قوة التغيير الحقيقية في مجتمعاتهم". وأضاف المطيري أن الدفاع عن ثوابت الأمة العربية في اللغة والدين والتاريخ والهوية، هي من مهام الإعلاميين العرب، "فمثلما لهم الحق في أن يتمسكوا بفضائل ومكتسبات الديمقراطية والحرية والتعددية واحترام الرأي الآخر ضمن الخصوصية العربية، فمن واجبهم خدمة مجتمعاتهم بما يحقق التنمية والرفاء والازدهار في ظل معاييرهم الذاتية دون الإخلال بالمشترك الإنساني".