رفضت الكوادر والقيادات الشيعية في العراق الوجود التركي في أراضيها، بعد التواجد المكثف للقوات التركية لتدريب القوات العراقية قرب مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي لمواجهته. وهددت ميليشيا الحشد الشعبي في البصرة، القنصل التركي بمغادرة القنصلية وإغلاقها، ردًا على تواجد القوات التركية قرب مدينة الموصل العراقية لحماية الجنود الذين يقومون بتدريب القوات العراقية والكردية لمواجهة التنظيم الإرهابي. وأعلنت الميليشيا في بيان صدر عنها، أمس الأول، "أنها تمهل القنصل التركي سويعات لمغادرة البلاد، وإغلاق القنصلية، مشيرةً إلى أن القنصل إن لم يستجب لأوامرها سيتم تنفيذ التصعيد بعد نفاذ فترة التحذير"، مضيفةً أنها ستستهدف جميع المصالح التركية، بما فيها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية، بلا استثناء"، كما أنها ستستخدم جميع الوسائل والإمكانيات المتاحة لديهم في سبيل استهداف جميع الشركات والمصالح التركية في الأراضي العراقية". في الوقت نفسه، قال فريق الإعلام الحربي الخاص بالفصائل الشيعية التابعة للحشد الشعبي: إن "تدخل القوات التركية في أراضينا بقوات برية ومدافع ودروع دون طلب إذن منا هو إعلان واضح وصريح على العدوان على بلادنا"، مضيفًا "أننا نعلن شجبنا واستنكارنا لهذا التدخل في الأراضي العراقية". من جانبه، هاجم "مقتدى الصدر" زعيم التيار الصدري الشيعي، التدخل التركي في العراق واصفًا إياه ب"الاحتلال التركي" الذي أصبح على الأبواب. وقال "الصدر" في خطبته التي ألقاها في مسجد الكوفة المعظم: "هناك بعض الأصوات التي تتعالى وتحاول إنهاء التدخل التركي والاحتلال عسكريًا"، مشيرًا إلى أنه قام بواجبه سابقًا واليوم سيقف ليشاهد فقط تلك الأصوات التي تريد قتال تركيا". وأضاف "الصدر": "إذا لم تقم تلك الأصوات التي تعالت لقتال تركيا سنتصرف نحن، وسنتصدى لذلك الاحتلال"، مؤكدًا "أن الكل يعلم بأننا قاتلنا الاحتلال الأمريكي وحلفاءه وما زلنا نقاتل وكان الكثير بين مشاهد ومعادي واليوم الاحتلال التركي يدق الأبواب". تأتي هذه التهديدات بعد أن شنت مراجع شيعية عراقية وعلى رأسها المرجع الأعلى للمسلمين الشيعة في العراق "آية الله على السيستاني" هجومًا على تركيا، واصفًا جنودها التي ستطأ الأراضي العراقية بأنه احتلال.