"الصرف الصحي" شبكة الخدمات الحائرة بين المسئولين في محافظة الإسكندرية بعد تكرار أزمة غرق المحافظة، فبين عجز عن إنقاذ المدينة من الأمطار إلى الاتهامات بفساد يها، إلى الحديث عن عمل متعمد لتعطيلها، يعاني المواطن السكندري خصوصا في فصل الشتاء. وفجرت أزمة عدم كفاءىة الشبكة أزمة السيول التي ضربت الإسكندرية قبل شهرين، ما كشف عن عجز شديد في الجهاز التنفيذي للمحافظة. "البوابة نيو" تستعرض قصة الإسكندرية مع السيول وكيف عجزت شبكة الصرف عن أداء دورها، وكيف يعالج المسئولون الموقف. الأمطار هي العامل المشترك الذي أطاح باللواء طارق مهدي محافظ الإسكندرية الأسبق، والسابق هاني المسيري من منصبهما كمحافظ للإسكندرية. ولم يستطع "المسيري" أن يواجه الأمطار الكثيفة التي ضربت المحافظة في أكتوبر الماضي، وبعد مصرع 6 أشخاص وحرق ترام وسقوط كابل كهربائي، قدم استقالته إلى المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء. وتسببت الأزمة في غضب الشارع السكندري بأكمله بعد احتجاز مئات المواطنين في وسائل المواصلات العامة، وعدم استطاعة أي فرد الذهاب إلى عمله أو الرجوع منه، مما أدي إلى انعدام الحياة بشكل كامل في المحافظة. ولجأ الأهالي إلى استخدام "المراكب" من أجل عبور الطريق مثل أهالي منطقة بحري، بينما اضطر آخرون إلى خلع السراويل من أجل عبور الشارع وحمل الأطفال الصغار. وسرعان ما تصدر مشهد الغضب الشارع السكندري وتداول المئات صور غرق الإسكندرية، وكأنها تعرض لإعصار تسونامي. وزار المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، الإسكندرية سريعا، تنفيذا لتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعقد اجتماع مع المحافظ السابق والذي أسفر عنه تقديم استقالته. وفي سياق مقارب، أدت نوات الشتاء المتلاحقة إلى عدم تجديد الثقة في اللواء طارق مهدي، محافظ الإسكندرية الأسبق، بعد انسداد "6" شوارع بسبب تكدس مياه الأمطار، إلا أن مهدي استطاع حل الأزمة في أقل من 48 ساعة. - عودة "الروح" لشبكة الصرف شهر كامل عاشته أحياء الإسكندرية تحت الماء بسبب شركة الصرف الصحي وتهالك البنية التحتية للشبكة، ما أدي بدوره إلى مزيد من حالة السخط التي عاشها الأهالي ومطالبات بإعادة هيكلتها بعد اكتشاف سرقة 38 مليون جنيه نتيجة تعذر تشغيل الطلمبات وعدم مطابقتها للمواصفات. وتباشر النيابة العامة بالإسكندرية تحقيقات موسعة، مع مسئولين بجهاز الصرف الصحي ومكتب مصر للاستثمارات في واقعة إهدار للمال العام، وترددت أنباء عن ووجود متواطئين في غلق المصبات والشنايش بطريق الكورنيش، والذي أدى إلى غرق الشوارع الرئيسية والفرعية أيضا. وعادت الروح لشبكة الصرف الصحي من جديد بعد اعتماد المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، مبلغ 75 مليون جنيه، لتطوير الشبكة بالكامل ولحين الانتهاء من هذه العملية الصعبة وضعت خطة قصيرة المدى لإنهاء غرق الإسكندرية. وكان على رأس أولويات الشركة تطهير المصبات والشنايش وفتحها بالطرق الرئيسية، والتنبيه على الفنادق والنوادي بفتح الشنايش، كما تمت إزالة التعديات على مصرف داير المطار والقلعة. وكشف اللواء محمود نافع، رئيس هيئة الصرف الصحي بالإسكندرية، عن غلق عدد كبير من المصبات بكتل خرسانية، أثناء فصل الشتاء ما تسبب في غرق المحافظة. وأشار"نافع" خلال مؤتمر صحفي سابق له مع الدكتورة سعاد الخولي، محافظ الإسكندرية بالإنابة، إلى وجود أفكار جديدة لحل الأزمة ومنها غرفة بيارات وعمل مصبات جديدة، لافتا إلى تطهير الشنايش ووضع حلول مستديمة منها عمل شبكة جديدة تستوعب المطر. وعن تراكم مياه الأمطار في منطقة كارفور وداون تاون، مشيرًا إلى وجود حلول مؤقتة وطويلة المدى منها بيارات تلقى بمياه الأمطار في الملاحات. كما اجتمع نافع الأسبوع مع ممثلي مرفق البيئة العالمي، من أجل تنفيذ مشروع تحسين مياه بحيرة مريوط ومنع تلوث مياه البحر الأبيض المتوسط الممول من البنك الدولي. كما أمر" نافع" بإلغاء أي جزاءات للموظفين غلا بعد الإرتقاء بمستوي الشركة فيما عدا المحالين للنيابة العامة ومرتكبي المخالفات المالية خلال فترة رئاسته. - الإسكندرية تستعد للنوة عند حلول أي نوة شتاء جديدة تستنفر محافظة الإسكندرية كل جهود أجهزتها لمواجهة الأزمة التي أصبحت تفوق الطبيعة. ويدق جرس الإنذار لدى جميع القيادات التنفيذية دون أي تفرقة لمواجهة الأمر صفا واحدا، بمشاركة القوات المسلحة وجميع القيادات الأمنية. واجتمعت دكتورة سعاد الخولي مع جميع قيادات الصرف الصحي والمياه والكهرباء والأمن، لمناقشة كيفية مواجهة ظاهرة تراكم مياه الأمطار في شوارع الإسكندرية، حتى لا تكرر معها مأساة المواطنين والتي اقترنت بغرق منازلهم. وأصدرت الخولي تعليمات صارمة لفريق العمل المكون من محافظة الإسكندرية والصرف الصحي وكلية الهندسة جامعة الإسكندرية تفعيلا للقرار رقم 1620 الذي اصدرته للعمل على الاستعداد للأزمة ومواجهتها خلال أيام على المدي القصير والتحرك على أرض الواقع. - المناطق الأكثر تضررًا مايزيد عن 12 منطقة تقع تحت طائلة تهديد الصرف الصحي ومنها منطقة العامرية عزبة التفتيش، وقرية الجزائر، وقرية الأمل، في منطقة سموحة عزبة المطار وعزبة حجازي، وفي منطقة العوايد عزبة محسن، وعزبة سكينة، إضافة إلى مناطق أبيس بأكملها، بخلاف غرب الإسكندرية مثل مناطق نجع العرب وشرق الإسكندرية ومنها المعمورة البلد، السيوف، المندرة، سيدي بشر. ولم يكن للأهالي ملجأ سوى قطع الطريق لجذب انتباه المسئولين إليهم لشفط مياه الأمطار والصرف الصحي حتى جاءت زيارة الرئيس السيسي المفاجئة للمحافظة في الثامن من نوفمبر الماضي والتي أنهت حدة الاحتجاجات. وتفقد السيسي خلال الزيارة محطة التنقية الشرقية والتي تخدم منطقة شرق ووسط الإسكندرية وتقوم بالمعالجة الثانوية لمياه الصرف الصحي بسعة 800 ألف م3 يوميًا، والطريق الصحراوي ومنطقة وادي النطرون، وعدد من قرى محافظة البحيرة. - مناطق في طي النسيان "نصر صالح" لم تكن المنطقة الوحيدة المحرومة من خدمات الصرف الصحي بالإسكندرية، هناك "نجع العرب" أيضا، فضلا عن المزيد من المناطق العشوائية الأخرى. وتقع عزبة نصر صالح في ريف منطقة المنتزة بالإسكندرية، ولم تدخلها خدمة الصرف الصحي، حيث يعتمد الأهالي على إلقاء الصرف في المصرف الزراعي. وبسبب ما يقوم به الأهالي توقف عمل طلمبات رفع مياه الصرف الزراعي، ما أدي إلى طفح المياه وغرق المنازل والأرض الزراعية. وكذلك الحال بالنسبة لمنطقة نجع العرب غرب المحافظة، بعد أن اعتمد الأهالي على طرق الصرف البدائية والحفر بجوار المنازل لإلقاء الصرف ووضع المواد الكيمائية عليه.