بنعمل كده ليه؟

إحنا كمصريين مختلفين عن كل شعوب العالم، بنعمل حاجات كتيرة محدش بيعملها غيرنا، مش عشان مقتنعين بيها، لا.. إحنا بنعملها لمجرد إننا اتعودنا نعملها، ومبقناش نسأل نفسنا إحنا أصلا بنعملها ليه!
يعنى ليه مثلا لما نبقى ضيوف عند حد وقاعدين بالساعات نبص فى خلقة بعض وإحنا ساكتين، يتخلل سكوتنا الجملة الشهيرة «وانت عامل إيه»!
بعدها نختار أى موضوع تافه نتكلم عنه، زى إن ميدو بقى شاطر فى العربى وجاب الدرجة النهائية فى الماث، وميس آلاء بتاعة الساينس رسمتله نجمة فى كراسته، وإن هند بنت طنط عفاف اتخطبت لولد أمور، محدش عارف وقعته إزاى، رغم إن بقها كبير وهبلة، وإن إزاى صباح لسة بتتجوز لحد دلوقتى، وأد إيه إحنا مفتقدين كابتن محمود الجوهرى، وإن عمرو دياب أغانيه القديمة أحلى بكتير من الجديدة.
لحد ما كل واحد فينا يبص فى ساعته وصاحب البيت يتاوب، وانت تحس إنك اتأخرت، ويبتدوا يجهزوا للوداع، وهنا تيجى اللحظة الدرامية الكبرى، أول ما صاحب البيت يفتح الباب عشان الضيف يروح، فجأة تحصل حاجة غريبة، وحد ما غامض بينزل عليهم هما الاتنين، يخليهم يفتكروا كل الكلام المهم اللى نسيوا يقولوه مع إن بقالهم 3 ساعات مابيقولوش أى حاجة ليها لازمة.
وهو نفس المنطق اللى بيخلينا نرغى فى التليفون بالساعات، ونفتكر كل اللى إحنا عايزينه قبل ما نقفل الخط، تلاقى اللى معاك على الخط بعد ما اطمن عليك وعلى أسرتك وعيلتك وجيرانك واحد واحد، وعرف اتغديت إيه وروحت فين ونمت كام ساعة، ييجى فى الآخر يقولك المهم بقى اقفل، لك لك لك لك، آخر دقيقة فى المكالمة بتبقى نص ساعة لوحدها.
وكان دايما شاغل بالى ليه دايما فى نص لمونة فى باب التلاجة فى كل بيت مصرى، يعنى النص ده وظيفته إيه؟ طب ليه ما بيتاكلش، ولا هو تبع ديكور التلاجة، وبعدين فى سؤال أصعب بيواجهنى الحقيقة، هو نصه التانى فين؟!
وبمناسبة اللمون، فى حاجة ملقتش إجابتها من وأنا صغير، هو إحنا ليه بنحط التوم فى البلكونة، ليه مش فى المطبخ، ليه التوم دايما منبوذ، وبعيد عن إخواته الخضار، مع إنه ما بيعملش ريحة، ولا بياخد مكان، ولا بيلم الحشرات، طب إيه فكرة إنه يتغرب فى البلكونة سنين لحد ما نحتاجه! عمرك فكرت فيها دي!
وخد عندك.. ليه لما عنينا بتتطرف بننفخ فيها، انت دلوقتى عينيك وجعاك، النفخة دى حاتعملها إيه غير إنها حتنفخك إنت زيادة، وبنفس المنطق ليه لما تقول لحد إن بطنك وجعاك يقول على طول ادخل الحمام، إيه الربط بينهم يعني؟! طيب أنا مش عايز أروح الحمام دلوقتى وبطنى وجعانى، كده مفيش أمل ولا إيه؟!
وكل ما حد يغمى عليه أو يتعب فى الدنيا يقولك هاتوله شوية مية، يا جدعان الراجل تعبان مش شجرة حنسقيها، وليه لما تيجى على حد واقف مستنى الأسانسير، أول حاجة بتعملها إنك تدوس تانى على زرار الأسانسير، يا عم ما الراجل واقف مستنى الأسانسير ودايس قبلك، إنت كده بتعمل إيه! بتستعجل الأسانسير!.