فى 16 نوفمبر 2008 أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أنه سيغلق معتقل جوانتانامو مثلما وعد بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق وبالعديد من القرارات خلال حملته الانتخابية الأولى، والتى لم تنفذ فى عهده ولن تنفذ، فلم يتبق له إلا بضعة شهور فى منصبه فى البيت الأبيض. 7 سنوات من الوعد الكاذب ويأتى تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، ليكشف أن البيت الأبيض رفض الخطة التى تقدمت بها وزارة الدفاع «البنتاجون» لإغلاق أكثر السجون سيئة السمعة فى العالم ومقره فى كوبا، وقد اقترح البنتاجون حوالى 600 مليون دولار لإتمام عملية الإغلاق، وهو ما اعترضت عليه إدارة أوباما، حيث رأت أنه مبلغ ضخم. وعلى الرغم من أن الإغلاق كان من أولويات الرئيس منذ توليه منصبه أى منذ حوالى سبع سنوات، لم تكن كافية لتنفيذ ما وعد به، وتتضمن خطة الإغلاق التى وعد بها تخصيص 350 مليون دولار لإقامة معتقل، ولكن على الأراضى الأمريكية لاستقبال سجناء شديدى الخطورة. وتبلغ التكلفة السنوية لاستمرار فتح جوانتانامو والذى يوجد فيه 107 سجناء حوالى 400 مليون دولار، وهو مبلغ باهظ بالمقابل بخطة الإغلاق وكان أوباما قد وقع أيضا على قانون لموازنة الدفاع تفوق 600 مليون دولار، ومع ذلك تم رفض الخطة لإغلاق السجن القابع فى كوبا. الغريب أن أوباما أكد بعد لقائه برئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو فى مانيلا، أثناء المشاركة فى القمة السنوية ال23 لمنتدى التعاون الاقتصادى لدول آسيا والمحيط الهادي «أبيك» أن جوانتانامو يعد آلية تجنيد كبيرة لمنظمات إرهابية كثيرة مثل تنظيم داعش. وفى نفس الوقت رأى أوباما أن هجمات باريس، والتى أسفرت عن مقتل 129 شخصا، سوف تعرقل خطة الإغلاق وستواجه بالرفض. والغريب أنه فى ظل الاعتراض علي غلق سجن جوانتانامو، تنشر صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا صادما يضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات التى تمارس فى ذلك السجن، حيث أكد أحد السجناء فيه قضى 13 عاما بالمعتقل بسبب تشابه فى الأسماء مع عناصر فى تنظيم القاعدة. وقال التقرير إن مصطفى عبد العزيز الشمرى ورقمه فى المعتقل (YM-434) والبالغ من العمر 37 عاما، يمنى الجنسية كان مقاتلا عاديا وليس مسئولا أو قائدا لتدريب المجندين فى تنظيم القاعدة. كما وصفته وزارة الدفاع الأمريكية، وتبين الآن وبعد أكثر من عقد كامل أن الشمرى كان يقاتل فى أفغانستان، وتم الخلط بينه وبين أعضاء فى القاعدة، ولكن تم تقييم السجين فى السابق على أنه مدرب وناقل للرسائل، وقائم بأعمال تسهيل المهمات للتنظيم ومنذ ذلك الوقت، اعتقل الشمرى لأجل غير مسمي، واعتبرت السلطات الأمريكية أنه خطير جدا إلي حد لا يسمح بإطلاق سراحه، دون دليل كافٍ لإحالته للمحاكمة. وظل مصطفى فى جوانتانامو منذ عام 2002 دون تهمة، فهو يعد واحدا بين 107 سجناء باقين فى السجن سيئ السمعة. سجون خمس نجوم وفى المقابل ووفقا لصحيفة هافنجتون بوست، فإن سجون الولاياتالمتحدة وعلى أراضيها تعتبر سجونا خمس نجوم، ففى ولاية كاليفورنيا والتى تلقب بالولاية الذهبية أو «جولدن ستايت»، تضع ميزانيات ضخمة لتحسين السجون وتعديل أوضاع المسجونين وهذه الميزانيات تفوق بأضعاف الميزانية المخصصة للتعليم العالى هناك. وقد انخفض الإنفاق على التعليم العالى بشكل ملحوظ، فى حين أن الإنفاق على السجون فى ولاية كاليفورنيا والبرامج الإصلاحية المرتبطة بها قد تزايد بشكل ملحوظ، وتحاول الولاية أن تقترض المال من صندوقها العام لنظام السجون ليصل إلى نظام التعليم، ويوضح التقرير أن 55٪ من نمو الإنفاق على السجون هو تزايد عدد الأمريكيين فى السجون على مدى العقود الثلاثة الماضية، بحوالى ثمانى مرات أسرع من عدد السكان الكلى للولاية الذهبية. ويشير التقرير إلى أنه فى حين أن متوسط الرواتب للعاملين فى الولاية بنظام التعليم العالى تراجع بنسبة كبيرة، فقد شهدت رواتب حراس السجن زيادات هائلة، فضباط السجون فى ولاية كاليفورنيا يحصلون على زيادات فى الراتب تقدر بحوالى90%عن الوظائف الأخرى، ورأى ريان شيرمان المتحدث باسم جمعية السلام الإصلاحية لضباط ولاية كاليفورنيا، أن ارتفاع معدل الرواتب يتمثل فى أن شراء منزل فى منطقة خليج سان فرانسيسكو هى مسألة مكلفة للغاية، وهناك عدد كبير من السجون فى منطقة الخليج وبالتالى فإن الضباط يحتاجون إلى مرتب مناسب فى ولاية كاليفورنيا. وأشار تقرير آخر من قبل مكتب محلل الدولة التشريعي، على مدى العقد الماضي، والإنفاق الحكومى على السجون قد زاد بنسبة الثلثين، بسبب أمر من المحكمة الاتحادية لتحسين الرعاية الصحية، وزيادة الإنفاق على برامج إعادة التأهيل فى السجون، ونتيجة لذلك، اضطر نظام التعليم العالى للاعتماد بشكل أكبر على الدراسة الطلابية، وشهد نظام التعليم العالى زيادة فى الرسوم الدراسية بنسبة 32٪. وقصة السجن بدأت فى 23 فبراير1903، حيث قامت كوبا توماس استرادا بالما بتأجير الولاياتالمتحدةالأمريكية قاعدة جوانتانامو بحوالى 2000 دولار أمريكى وذلك فى عهد الرئيس الأمريكى السادس والعشرين تيودور روزفلت، وذلك تعبيرا عن امتنانه بالجميل الذى قدمه الأمريكيون لتحرير كوبا، وقد احتج المعارضون الكوبيون على ذلك القرار، ولم تقم كوبا بصرف الشيكات اعتراضًا على قرار الإيجار.