لم يتوقع الطالب محمد جمال مصطفى العسال، البالغ من العمر 22 عامًا، ابن قرية القضابة ببسيون، أن تكون نتيجة لعب الكرة بتر إحدى قدميه وإصابته بغيبوبة، نتيجة خطأ طبى فادح، تسبب فيه أطباء أحد المستشفيات الخاصة بطنطا. الواقعة كما يقول والد الطالب، الذى يعمل مفتشًا بالأزهر: «بدأت بلعب نجله كرة القدم مع زملائه، وتعرضه لإصابة عبارة عن كسر فى القدم، استدعت نقله لأحد المستشفيات الخاصة بطنطا، واشترط الطبيب المعالج الحصول على مبلغ 8 آلاف جنيه قبل إجراء العملية، وعندما أخبرناه بعدم توافر المبلغ قرر تأجيل الجراحة للصباح لحين إحضار المبلغ، وبعدها تم إجراء العملية بعد إحضار المبلغ، وعقب إجراء الجراحة وتركيب شرائح ومسامير، قرر الطبيب استكمال العلاج بالمنزل». وأضاف فى محضر «رقم 26795»: «إنه لاحظ خروج دماء برائحة كريهة من قدم نجله، وعند إخطار الطبيب أخبرنا أنه أمر طبيعى لا يستدعى القلق، إلا أن الألم تفاقم، وبعد أسبوع كامل تنازل الطبيب، وقرر رؤية الحالة فى المنزل، لكنه أخبرهم أن الحالة تستدعى نقله لمستشفى الطوارئ بجامعة طنطا». وبحسب المحضر، فإن أطباء الطوارئ أكدوا إصابة الطالب بفيروس خطير، يتطلب بتر القدم، بسبب تلوث الجرح، ورغم ذلك لم يتوقف التلوث، حيث تفاقمت الحالة، وتسببت فى تلوث الجرح وامتداده لجميع أنحاء الجسد، وفشلت كل المحاولات لمواجهة الفيروس حتى وصل للمخ، وتم وضعه على جهاز تنفس صناعى منذ أسبوعين، بعد دخوله فى غيبوبة، بين الحياة والموت. وطالب «العسال» بمحاكمة الطبيب وطاقم العاملين بالمستشفى، فيما فشل فريق النيابة فى استجواب الطالب لسوء حالته الصحية وعدم قدرته على النطق. من جانبه، قال الدكتور محمد الشبينى، مدير مستشفى الطوارئ، بجامعة طنطا: «إن الطالب المصاب دخل المستشفى على مسئوليته الشخصية، بعد اعتراض شديد من هيئة التمريض، لخطورة الفيروس»، مؤكدًا أن «الفيروس» كفيل بإغلاق مستشفيات كاملة، وليس مستشفى واحد، منتقدا استمرار المستشفى الخاص فى العمل وإجراء عمليات رغم عدم جاهزية المستشفى لإجراء العمليات، وسوء التعقيم الذى يهدد حياة المرضى المترددين على المستشفى.