طالب خبراء الهندسة الوراثية بضرورة إنشاء تطبيق أو خريطة للأمراض الوراثية لمراقبة جميع مواليد مصر الذين يبلغ عددهم نحو 1.6 مليون نسمة أي بمعدل 4384 يوميًا، للحد من الأمراض الوراثية التي يعاني منها أكثر من 45% من الشعب المصري، موضحين أن أكثر الأمراض الخاصة بالتمثيل الغذائي والسكر والضغط والإعاقة ناتجة عن زواج الأقارب ويمكن التحكم فيها بالمتابعة الجيدة بعد الولادة . يأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه فريق بحثي بكلية الطب بجامعة القاهرة يضم الدكتورة سوسن عبدالهادي وفادية سالم وليلى عبدالمطلب أساتذة طب الأطفال والوراثة والأعصاب بالاشتراك مع وزارة الصحة وتمويل الاتحاد الأوروبي مشروعًا متكاملًا للوقاية والاكتشاف المبكر لأمراض الإعاقة ذات الطابع الوراثي، لمسح 25 ألف حالة من حديثي الولادة بمحافظات القاهرة الكبرى وأسيوط. و أ كد الدكتور أحمد عيسى، أستاذ الوراثة الخلوية بكلية العلوم جامعة السويس، أن أمراض التمثيل الغذائي تضم أكثر من 20 مرضًا وراثيًا، يمكن علاج أغلبها إذا تم اكتشافها مبكرًا، مبينًا أن وزارة الصحة قامت بإنشاء معمل بيوكيميائي وراثي بمركز الطب الوقائي بأبو الريش، يضم أول جهاز في مصر للكشف عن أمراض التمثيل الغذائي من خلال نقطة دم واحدة، مشيرًا إلى أنه من خلال هذا المشروع بدأوا في إنشاء قاعدة بيانات للأمراض الوراثية لأول مرة لتكون نواة لإقامة قاعدة عامة لجميع الأمراض الوراثية في مصر، وإنشاء مركز للتدريب لتأهيل الأطفال المعاقين حركيًا وذهنيًا . وأشار الدكتور عيسى، إلى ارتفاع تكلفة علاج مرضى التمثيل الغذائي، موضحًا أن علبة الألبان التي يحتاجها الطفل تصل إلى385 جنيهًا للعلبة ويحتاج الطفل إلى ست علب شهريًا، لذلك تم إنشاء جمعية أصدقاء مرضى التمثيل الغذائي لتقديم الأدوية والألبان بالمجان ولتوعية الأفراد بهذا المرض وعلاجه مبكرًا رحمة بالأسر، حيث إنه أصبح هناك طفل مريض لكل750 بسبب زواج الأقارب في مصر، و80% من حالات الأمراض الوراثية من زواج الأقارب، ومن أخطر هذه الأمراض التخلف العقلي بأنواعه المختلفة والتشوهات الخلقية وأمراض العيون والعظام والفم والأسنان والتشوهات الخلقية في القلب وأمراض اختلال الدورة الدموية وغيرها من الأمراض . وقال عيسى، إن الدراسات العلمية الميدانية تؤكد أن 80% من أطفال زواج الأقارب مصابون بعيوب خلقية، وأنه في كل 5000 حالة هناك دائمًا مصابة بالتخلف العقلي، وأن 83% من حالات الالتباس الجنسي من جرّاء زواج الأقارب يوجد نحو 4500 حالة منها في مصر، مبينًا أن زواج الأقارب يزداد في الطبقات الفقيرة لضمان رعاية الأبناء وإعانتهم ماديًا، كما يكثر في الطبقات الغنية للحفاظ على الثروة والمستوى الاجتماعي، وأن فرص التعرض للأمراض تكثر بين هذا النوع من الزواج، وذلك بنسبة 32% في المدن و80% في القرى .