سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدير المتحف الكبير في حواره ل"البوابة": عرض مقتنيات توت عنخ آمون لأول مرة في 2018.. و"الجهات الرقابية" تحقق فى المخالفات المالية ب"جهاز الأشعة السينية"
توقع طارق توفيق، مدير المتحف المصرى الكبير، افتتاح المشروع بشكل نهائى فى عام 2020، مشيرًا إلى وجود مفاوضات مع الجانب اليابانى للحصول على قرض ثان لاستكمال مراحل المشروع، «لكن المبلغ قيد التفاوض، ونحن حريصون على ألا يعتمد المشروع على جهة واحدة، ونبحث الآن أفكارا مختلفة للتمويل». وأضاف «توفيق»، فى حوار ل«البوابة»، أن المتحف تعلق عليه آمال كبيرة فى حفظ وعرض عدد كبير من القطع المهمة من الآثار الفرعونية المكدسة فى المخازن عرضة للتلف أو السرقة، لافتا إلى أنه لن يقتصر على قاعات للعرض فقط وإنما سيضم قاعات للمؤتمرات إلى جانب مراكز تجارية ومطاعم تضيف جمالا وراحة للزائر سواء كان مصريا أو أجنبيا. ■ ما آخر التطورات فى مشروع المتحف المصرى الكبير؟ - نفذنا حتى الآن ما يجاوز نسبة 80٪ من الأعمال الخرسانية للمشروع وكل ما تبقى هو تنفيذ الأسقف الخرسانية لقاعات العرض المتحفي، وهو ما يعنى تنفيذ 35٪ من إجمالى المشروع ككل، وما زال يتبقى توصيل الخدمات وأعمال التشطيبات للمبانى الخرسانية وأعمال التركيبات الكهروميكانيكية، وبعد أن ننتهى من جميع التشطيبات سنبدأ فى تزويد المتحف بالفتارين لنبدأ مرحلة العرض للقطع الأثرية داخلها، وكل هذا يسير وفق الخطة العامة التى تستهدف أن يكون الافتتاح عام 2018 بإذن الله. ■ لماذا لم ينته المشروع بعد زيادة تكلفته من 550 مليون دولار إلى مليار دولار؟ - الفترة التى شهدت مراحل البناء الأولى للمتحف تخللها تذبذب فى أسعار الصرف بالنسبة لعملتى الدولار والين، وهما العملتان الأساسيتان فى تمويل المشروع، إلى جانب ارتفاع أسعار مواد البناء، وحاليا نقوم بتنفيذ المرحلة الثالثة والأخيرة من الأعمال الإنشائية للمشروع، وليس المرحلة الأولى فقط، وافتتاح المتحف عام 2018 سيكون افتتاحا جزئيا لقاعات العرض المتحفي، وكنا نريد عرض 50 ألف قطعة أثرية، لكن بسبب عدم استطاعتنا عمل بطاقات الشرح، والوصول لأسلوب العرض اللائق لكل القطع المستهدف عرضها، سنكتفى بالافتتاح الجزئى الذى سيكون على مساحة 10 آلاف متر مربع، وسيتم خلاله عرض 5 آلاف قطعة، لكن على المستوى الإنشائى سيكون المبنى المتحفى قد أنجز بالكامل. ■ أعلن الفترة الماضية عن الاتجاه للحصول على قرض ثان من منظمة «الجايكا» اليابانية.. ما قيمة القرض؟ - بالفعل هناك مفاوضات الآن مع الجانب اليابانى للحصول على قرض ثان لاستكمال مراحل المشروع، لكن المبلغ قيد التفاوض، ونحن حريصون على ألا يعتمد المشروع على جهة واحدة، ونبحث الآن أفكارا مختلفة للتمويل، سواء من جهات محلية أو عالمية، لكنها تظل خططا بديلة فى حالة عدم الحصول على قرض «الجايكا»، حتى نضمن عدم توقف المشروع. ■ كان من المقرر أن تفتتح المرحلة الأولى من المشروع عام 2015.. فما سبب تأجيل الافتتاح لعام 2018؟ - سبب التأخير هو أن أعمال البناء نفسها بدأت متأخرة، والتنفيذ لم يتم البدء به فى الأوقات التى سبق تحديدها، كما أنه نتيجة للظروف السياسية كان هناك أوقات يتم بها إبطاء وتيرة العمل، وعدم وصول المواد المستخدمة فى البناء، لكن منذ ما يزيد على عام ارتفعت وتيرة العمل بشكل ملحوظ، وقمنا خلال هذا العام بالوصول بمرحلة التنفيذ من نسبة ال15٪ إلى 35٪، بالإضافة إلى أن الآثار التى تم نقلها للعرض حتى العام الماضي، كانت حوالى 14 ألف قطعة أثرية، والمتحف يضم 30 ألف قطعة، وبالتالى هناك خطوات ثابتة للتجهيز للافتتاح فى عام 2018. ■ ما المدة المطلوبة لافتتاح المتحف بشكل نهائي؟ - هذا يتوقف على توفير التمويل، ولكن يمكننى أن أتوقع أن تكون المدة حوالى 4 سنوات، أى أن المشروع سيكون قد انتهى من كل تجهيزاته بحلول عام 2022، و«الدولة مش متأخرة»، لكن تمويل المشروع يحتاج إلى مبالغ كبيرة، والمشروع يتم تحت رعاية رئاسة الوزراء، وهناك متابعة مستمرة للمشروع، ويجب أن نضع بعين الاعتبار أن مجلس الوزراء عليه أعباء أخرى، ولذا أجد أنه من الأفضل أن يظل المشروع تابعا لوزارة الآثار، خاصة أن المشروع يضم 100 ألف قطعة من آثار مصر، ولا بد أن تكون تلك الآثار تحت رعاية وإدارة الوزارة المختصة. ■ ما المبلغ الذى يحتاجه المشروع بالتحديد لاستكمال باقى مراحله؟ - سنحتاج حوالى 800 مليون دولار، ونحن نسعى حاليا إلى إيجاد سبل لترشيد الإنفاق، وتنفيذ ما هو مستهدف للمشروع ولكن بتكلفة أقل، ولا بد أن نضع فى الحسبان أن المشروع ضخم، ويحتاج لمساحة 491 ألف متر، ومبنى المتحف نفسه سيأخذ تقريبا ثلث هذه المساحة، والعرض المتحفى سيكون على مساحة 45 ألف متر مربع، وهى مساحة ضخمة جدا، والمتحف من المراد له أن يكون من معالم مصر البارزة، بما يحمله ذلك من معان حضارية وثقافية، وبالتالى يحتاج أن يتم تنفيذه بالشكل اللائق، ليكون نقطة فخر جديدة لمصر وسيكون مكانه على بعد 2 كيلو متر من أهرامات الجيزة. ونبحث الآن سبل التمويل لجمع المبلغ المطلوب، ولن نعتمد على «الجايكا» فى توفير كامل المبلغ، وذلك ليس لأنهم يرفضون التمويل، لكن لأن الدولة ملتزمة بتوفير جزء من تمويل المشروع. ■ هل سيغطى العائد المادى للمشروع القرض اليابانى بفوائده؟ - بالتأكيد، لأن المشروع لا يقتصر كما قلنا على العرض المتحفى فقط، فبخلاف جميع المتاحف الموجودة فى مصر، سيضم المشروع متحفا وقاعة مؤتمرات ومركزا تجاريا ومطاعم ومتنزها، وأماكن لتنظيم الفعاليات والاحتفالات، لذا دخل المشروع لن ينحصر فى مجرد سعر تذكرة الدخول للمتحف. ■ ما أبرز القطع التى سيتم عرضها بالمتحف وقت افتتاحه؟ - سيتم عرض القطع الأثرية للملك «توت عنخ آمون» لأول مرة كاملة، حيث إن مقبرة الملك تم الكشف فيها عما يزيد على 4 آلاف قطعة، كل ما عرض منها حتى الآن ما بين 1500 و1700 قطعة، لكن فى الافتتاح سيتم عرض القطع كاملة، بما فيها القطع الموجودة بالمتحف المصري، بالإضافة لقطع أخرى تعرض لأول مرة، سيتم نقلها خلال الفترة القادمة من الأقصر، ليتم تجهيزها للعرض وقت الافتتاح، أما الجزء الثانى من الافتتاح فسيضم «الدرج العظيم» الذى سيكون به تمثال «رمسيس الثاني»، وسيصعد الدرج بالزائرين إلى المستوى الثالث من المبني، الذى به العرض المتحفي، وطول هذا الطريق ستعرض تماثيل ملكية ضخمة، وعناصر معمارية ضخمة من المعابد والمقابر الملكية، وهذه القطع ستكون جزءا من الافتتاح الجزئى. ■ ما تكلفة حائط «الأيقونة» للمتحف؟ - حائط الواجهة «الأيقونة» ستتعدى تكلفته 100 مليون دولار، ولم ينفذ منه حتى الآن سوى مرحلة الأساسات، وفكرته تتلخص فى أنه سيكون مصمما من أحجار شفافة، ومع الإضاءة سيظهر مبنى المتحف ككل، وكأنه قطع كبيرة من «الألاباستر»، وتصميم الحائط يعتبر تحديا معماريا، وأتوقع أن زيارة المتحف لا لرؤية الآثار فقط لكن للتمتع بهذا المبنى المعمارى الفريد والمليء بالتحديات، هذه الرغبة فى الرؤية ستمثل نحو 30٪ من مجمل عدد الزائرين كما أتوقع. ■ ما الآلية التى تتبعها فى الترميم؟ - التعامل مع الآثار تتم فى معامل كبيرة، بفريق عمل مصرى ومحترف، يقوم بعمل تقييم لحالة الأثر، ثم وضع خطة للترميم، ثم البدء فى عملية الترميم من قبل المرمم، وفقا للخطة الموضوعة من قبل المرمم والمشرف على المعمل، بالإضافة إلى الرأى النهائى للمدير الفنى للترميم، وكل هذه المراحل يتم توثيقها بالتصوير وبالتقارير، والمعامل تقوم خلال الترميم باستخدام أحدث ما وصلت له الطرق الحديثة فى الترميم، وهذه الخطوات لا تسمح بحدوث أخطاء ترميمية. ■ ما ردك على اتهام المشروع بإهدار الملايين على أجهزة غير صالحة للاستخدام مثل جهاز «الأشعة السينية»؟ - جهاز الأشعة السينية تكلفته 5 ملايين جنيه، وما حدث أنه بعد استيراد الجهاز وجدنا أنه جهاز مشع، ويحتاج غرفة بمواصفات خاصة، تكلفت 5 ملايين أخري، وأعضاء اللجان التى قامت باختيار هذا الجهاز يخضعون الآن للتحقيق أمام الجهات الرقابية. ■ ماذا عن الملايين الأخرى التى يحصل عليها الخبراء الأجانب؟ - هذا المشروع تديره شركة «إدارة» تم التعاقد معها من قبل الحكومة المصرية، والاستعانة بشركة «إدارة» كان جزءا من الاتفاق مع الجانب الياباني، للحصول على القرض الأول، وهذا العقد مذكور به أنه لضمان تنفيذ المشروع بالمواصفات القياسية العالمية، من الممكن الاستعانة بخبراء أجانب، والمشروع فى حاجة لهؤلاء الخبراء، حتى يخرج المشروع بالمواصفات المطلوبة، وبالنظر لهذه الرواتب وفقا للسوق العالمية، سنجد أنها تعتبر من الدرجة المتوسطة غير المبالغ فيها. ■ خبيرة الأمن الأجنبية المسئولة عن المتحف مذكور فى معلوماتها على صفحات التواصل الاجتماعى أنها أثرية متخصصة فى الفخار.. ما الذى يؤهلها لشغل هذا المنصب الأمنى بالمتحف خاصة أن راتبها يقارب ال25 ألف دولار شهريا؟ - هى تجمع بين الأمرين، بمعنى أنها فى الأساس متخصصة أمن، وسبق أن قامت بالتخطيط لتأمين فعاليات عالمية كبري، مثل اجتماعات القوى العظمى التى يتواجد بها رؤساء الدول العظمي، ولكنها فى نفس الوقت قامت بتحضير دبلومة فى الآثار. ■ فى نهاية حديثنا، ما الذى أضفته لمشروع المتحف المصرى الكبير؟ - كان لى حسن الحظ أننى جئت فى توقيت سمح لى أن أشارك فى وضع هوية المتحف، وأنه سيكون متحف «الأبدية والملكية»، وأن أضع القواعد العامة للعرض المتحفى بالمتحف بأسلوب عرض جديد عندما تم عرضه على مستوى المؤتمرات العالمية حاز على إعجاب كبير.