لم يكن تنظيم "داعش" في خط المواجهة مع حزب الله تاركا ذلك الصراع لخصمه جبهة النصرة إلا أن التنظيم حاول الظهور في الآونة الأخيرة كعدو حقيقي لحزب الله وللطائفة الشيعية، وأعلن «داعش» تبنيه تفجيرات بيروت، بمنطقة «برج البراجنة» في الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء أمس، الخميس، مستهدفًا منطقة تابعة لحزب الله والتي تمثل معقل زعيم الحزب حسن نصر الله. التنظيم الذي يحاول تصدير معركته من الداخل إلى الخارج بعد تعرضه للحصار والأزمات الداخلية يحاول أن يقلب الطاولة ويرسل رسائله لجميع خصومه فحواها إن لم تخفوا الضغط سنفجر المنطقة بأكملها. وتحدث التنظيم في بيان له، نقلته حسابات جهادية تابعة له، عن كيفية تنفيذ العملية الإرهابية في الضواحي الجنوبية لبيروت، أنه استهدف منطقة «برج البراجنة» والتي تمثل الشيعة، بأن الانفجارين وقعا في وقت متزامن بفارق بضع دقائق عن بعضهما على طريق "عين السكة" بمنطقة برج البراجنة ذات الأغلبية الشيعية، وقرب مخبز مجاور في المنطقة، بتفجير دراجة مفخخة، وتفجير أحد مقاتلي التنظيم لنفسه بحزام ناسف، أثناء خروج المصلين، وقتل ثالث لم يتمكن من تفجير نفسه بالكامل، والقبض على آخر فشل في تفجير نفسه، بعد أن تم تداول إطلاق النيران. وبعد أعوام من مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب قوات الأسد في سوريا، تعرض حزب الله اللبناني لتفجيرين في معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت، وقال التنظيم الإرهابي في بيان له نشر على المواقع الجهادية التابعة له، بأن "جنود الخلافة تمكنوا من تفجير دراجة نارية محملة بالمتفجرات بالقرب من شارع بمنطقة برج البراجنة، والتي تمثل معقل حزب الله، وحينما تجمع الناس فجر انتحاري نفسه بينهم متسببا في سقوط مزيد من القتلى والجرحى"، بأنهم كانوا يرصدون حسن نصر الله ولم يتمكنوا من قتله، ولكنهم تمكنوا من قتل مسؤول أمن حزب الله في المنطقة "حسين ياغي". وأعلن المكتب الإعلامي لحزب الدعوة الإسلامية، أن تفجيرات الضاحية الجنوبية في بيروت هي انتقامية لهزائم الإرهابيين أمام المقاومة الإسلامية في جبهات المواجهة في سوريا. يشار إلى أن التفجير قد أسفر عن مقتل ما يزيد عن 41 شخصا، وإصابة نحو 239 آخرين، وفي الوقت نفسه أعلن التنظيم الإرهابي في إستراتيجية جديدة يستخدمها في الفترة الحالية، والتي يسعى من خلالها إلى الحلم في التوسع في أرجاء العالم، بتهدد روسيا، متوعدًا إياها بشن هجمات على أراضيها. ونشر التنظيم فيديو باللغة الروسية على مواقعه التكفيرية، يتوعد روسيا، ويتضمن هتافات "قريبًا قريبًا جدا ستسيل الدماء أنهارًا في روسيا"، داعيًا جميع مقاتليه إلى شن هجمات مكثفة على روسيا وأمريكا، ردًا على الضربات الجوية على مقاتليها في الأراضي السورية.