قال المركز المصرى للحق في الدواء، إن مؤشرات أسواق صناعة الدواء في مصر في الفترة من أكتوبر 2014 إلى نفس الشهر من العام الحالى 2015، أكدت على تحسن جيد في مستوى الصناعة وأداء جيد واستحواذ من الشركات المتعددة الجنسية، وتقدم كبير للشركات المصرية المتوسطة، مشيرًا إلى أن سوق الدواء حقق مبيعات وصلت إلى 29 مليارًا و126 مليون جنيه مصري خلال عام. وأضاف المركز، في تقرير له اليوم الخميس، أن حجم المبيعات شهد زيادة عن العام السابق بنحو 423 مليون جنيه، حيث وصلت نسب مبيعات الشركات العشرين الأكبر في مصر إلى نحو 17 مليارًا و699 مليون جنيه بنسبة 63%، منها 11 مليار جنيه و345 مليونًا للشركات الأجنبية وحدها بنسبة 60%، بينما حققت 835 شركة مبيعات 10 مليارات و284 مليون جنيه مصرى بنسبة 36%. وأشار التقرير إلى أن نسبة النمو الرسمية بلغت 12%، وهى نسبة أكبر من العام السابق ب2% دون مبيعات قطاع الأعمال والقوات المسلحة والشرطة ومناقصات وزارة الصحة، فيما وصل حجم الأدوية المستوردة المسجلة رسميًا نحو 18% جميعها لصالح شركات متعددة الجنسيات. وشهد أداء السوق ارتفاع نسب المبيعات مقارنة بالعام الماضى، ولم تؤثر فيه المشاكل المالية المحلية أو العالمية ووفق تقرير الشركة الإنجليزية للإحصاء ims في تقريرها السنوى، حيث ارتفعت نسب النمو وزيادة الاستثمارات التي حققتها الشركات بفضل ثقة المريض المصرى في الصناعة المصرية بعيدًا عن الأدوية المستوردة وهو ما تؤكده معدلات النمو. وتابع التقرير أن أكبر أول عشرين شركة في مصر جاء وضعها ليكرس وضعًا ظهر منذ سنوات هي الاستحواذ لصالح الشركات متعددة الجنسية بشكل وصل إلى 60% من إجمالى السوق، وينتظر زيادة النسب في ظل محاولات "فايزر" لشراء إحدى الشركات المصرية الكبرى بعد فشل الشركة الأم بالولايات المتحدةالأمريكية في شراء "استرزينكا" لرفض مجلس العموم البريطانى لبيع أهم الشركات الإنجليزية إليها أيضًا. ولفت التقرير إلى أن استمرار تراجع شركة جلاكسوا مصر، حيث وصل إلى ناقص 3%، بجانب تراجع في نسب المبيعات، وقد نفذت الشركة في مصر برنامجًا لتوفير العمالة الثلث طبقت منه فعليًا على 110 عمال تم الاستغناء عنهم، حيث تراجعت شركة آمون التي تم بيعها من قبل جروب سيتى إلى إحدى الشركات الكندية بينما تراجعت بشكل كبير سيجما وهناك سلسلة كبيرة من المشاكل تحوم حولها. فيما قفزت شركات مصرية متوسطة مثل ميركيرل وحققت نموًا بلغ 45% لطرح منتاجات أدوية الفيروسات، بجانب شركة فاركو وايبيكس فارما وجلوبال نابى والحكمة مصر التي قامت بشراء شركتين جديدتين وينتظر أن ينمو التفوق المصرى بدخول شركات أخرى خلال الثلث الأول من العام المقبل، بسبب طرح 4 أدوية من الفيروسات الكبدية المثيلة. وتابع التقرير: "كانت الطامة الكبرى التي تزلزل صناعة الدواء المصرية، هي نسب الاستحواذ الكبرى للشركات متعددة الجنسية التي أصبحت تشكل خطرًا كبيرًا للصناعة المصرية بسبب قوانين حماية الملكية الفكرية، وقوانين منظمة التجارة العالمية، وأيضًا بسبب نفوذ هذه الشركات في السابق وزيادة أسعار أدويتها بصورة مبالغ فيها، وهو أمر لا يجب السكوت عليه، وإعادة تسعير هذه الأدوية مرة أخرى مع العلم أن هذه الشركات أصبحت تشترى المادة الخام من شرق آسيا مثل تايلاند والهند وبنجلاديش والصين".