تحتفل منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بعد غد باليوم الدولي للسياحة 2013 تحت شعار “,” السياحة والمياه : حماية مستقبلنا المشترك “,” ، ويأتي الاحتفال هذا العام تماشيا مع فعاليات الأممالمتحدة للسنة الدولية للتعاون في مجال المياه لعام 2013، وسيقام الاحتفال في جزر المالديف للتأكيد على أهمية المياه للحياة بشكل عام وللسياحة بشكل خاص والعمل على ابراز مسئولية السياحة والتزامها في الحفاظ على الموارد المائية الحيوية في العالم. وكان قرار منظمة السياحة العالمية الاحتفال باليوم الدولي للسياحة في دورتها الثالثة المنعقدة في طرمولينوس بإسبانيا في سبتمبر 1979، علي أن يكون الاحتفال به بداية من عام 1980 ، وقد اختير هذا التاريخ ليتزامن مع معلما هاما في قطاع السياحة في العالم وهو الذكرى السنوية لاعتماد النظام الأساسي لمنظمة السياحة العالمية في 27 سبتمبر 1970. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالته بهذه المناسبة ، أن يوم السياحة العالمي لهذا العام يسلط الضوء على مسئولية السياحة في حماية إدارة المياه ، وحث مون المنشآت السياحية في جميع أنحاء العالم لخفض استهلاك المياه و تحسين إدارتها . ومن جانبه طالب الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي جميع المعنيين في قطاع السياحة للانضمام إلى الحملة العالمية لحماية المياه في يوم السياحة العالمي وابتكار أفكار جديدة تساعد في هذا الشأن . و قال / أن المنظمة قررت رفع هذا الشعار من أجل الحفاظ على المياه وفى إطار سعيها إلى الحفاظ على التنمية المستدامة للبيئة/.. مشيراً إلى أن المنظمة قامت العام الماضي باختيار موضوع ترشيد الطاقة والاعتماد على البيئة النظيفة في السياحة لتكون مدخلاً لكافة أوجه الحياة ، وأن اختيار موضوع الحفاظ على المياه جاء ليواكب إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2013 كسنة دولية للأمم المتحدة للتعاون في مجال المياه، وتوفير الفرصة لمزيد من تسليط الضوء على المسئولية المشتركة لقطاع السياحة في تحقيق أهداف الاستدامة على نطاق أوسع. وأوضح الرفاعي أن السياحة تشكل قوة كبيرة قادرة على التصدي لهذا التحدي من خلال تقديم حلول فعالة موجهة نحو مستقبل أكثر استدامة للمياه في ضوء إحصاء أكثر من مليار شخص يسافر دوليا كل عام، ويمكن أيضا أن تكون السياحة وسيلة هامة لنشر الوعى وتغيير السلوك، فضلاً عن كونها تحقق كقطاع اقتصادي أكثر من تريليون دولار ( ألف مليار دولار) . وأكد الرفاعي أنه باعتبار السياحة واحدة من أكبر القطاعات الاقتصادية في العالم، فإنه يقع على عاتق هذا القطاع دور القيادة وضرورة ضمان الشركات والمستثمرين إدارة جيدة لتوفير المياه الكافية على امتداد الزمن ، وإنه إذا تم تسيير المياه على نحو سليم ومستدام فإن ذلك من شأنه أن يعود بالفائدة على المجتمعات الوطنية والمحلية، والإقليمية والدولية . وذكر الرفاعي أن المياه النظيفة وطريقة توفيرها يعتبر أمرا حيويا للسياحة، وبدونها لن تكون حياة ولا يمكن تشغيل معظم الشركات في هذا القطاع سواء الفنادق أو المطاعم مروراً بالمرافق الترفيهية والنقل ، مؤكداً على أن السياحة الشاطئية تمثل نسبة كبيرة بين سائحي العالم وأنه بدون الأراضي الرطبة المجاورة للشواطئ والبحيرات والأنهار والوديان وغيرها لا يمكن ان تنمو الوجهات السياحية الأكثر شعبية في العالم . وأضاف الرفاعي أن اليوم العالمي للسياحة سيكون فرصة سانحة لدراسة التحديات التى تواجه تسيير المياه في السياحة والتدابير التى يجرى اتخاذها من قبل القطاع لحماية وتعزيز الموارد المائية وخلق المنافع للسكان المحليين حول الوجهات السياحية و المياه . وتشير احصاءات المنظمة العالمية للسياحة الى أن حجم قطاع السياحة يقدر اليوم بتريليون دولار، بما في ذلك حركة أكثر من مليار سائح سنويا في جميع أنحاء العالم ، وخمسة إلى ستة مليارات سائح أخرى محليا. ويعرف عن السياحة والسفر بانهما من أكثر النشاطات استهلاكا للمياه ولا سيما قطاع الفنادق والضيافة فيها التي تختلف درجة استهلاكها لهذا المورد المهم باختلاف نوعها و موقعها وصنفها وحجمها وهيكلها التنظيمي والسياسة الاستهلاكية المتبعة من قبل إداراتها في مجال المياه من جهة ، ومستوى الوعي الذي يتمتع به نزلاء الفنادق بهذا الاتجاه ، حيث تشير الاحصائيات إلى استهلاك النزيل الواحد ل 466 لترا من المياه كمعدل في كل ليلة مبيت في الفنادق التونسية ليصل مجموع ما استهلكه قطاع السياحة التونسي في عام 2006 إلى 2 % من مجموع المياه المستهلكة شاملة المصادر المعلنة فقط . اما قطاع الفنادق في الاردن المتكون من 500 فندق فقد استهلك نحو 11.5 مليون متر مكعب من المياه في عام 2011 مقابل 1.1 مليون متر مكعب في عام 1995 اي بزيادة 1000% . .أما قطاع الفنادق في الوطنية، تهلاك النزيل الواحد ما بين 650 – 1250 لتر من المياه في كل ليلة مبيت ، في حين يبلغ المعدل الاستهلاك في الفنادق الألمانية 350 لترا في اللية الواحدة ، في حين يصل متوسط استهلاك المياه في مدينة أنطاليا بتركيا إلى 250 لترا للشخص الواحد باليوم، في حين يزيد متوسط الاستهلاك للمياه في المناطق السياحية بالمدينة عن 600 لتر ، أما في مايوركا بإسبانيا يصل استهلاك المياه إلى 140 لترا للشخص في اليوم الواحد بالمناطق الريفية بينما يصل في المناطق الحضرية إلى 250 لترا، ويقدر متوسط استهلاك السائح بما يقرب من 440 لترا في اليوم الواحد وقد يصل إلى 880 لترا في المنشآت المترفة ، وفي بربادوس وقبرص ومالطة تمثل السياحة ما يصل إلى 7.3٪ من استهلاك المياه الوطنية ، ويمكن للأنشطة السياحة والترفيه أيضا أن يكون عاملا رئيسيا في استهلاك المياه على المستوى الإقليمي. أن زيادة معدل الطلب على مياه الشرب والإسراف في استهلاك المياه نتيجة لتدني الوعي البيئي لدى السائحين أدي إلي ارتفاع في كمية مياه الصرف الصحي والضغط على نظم المعالجة أو تجاوز سعتها الاستيعابية ، وخروج مياه شبه معالجة يتم تصريفها على البيئة البحرية أو في بطون الأودية، وقد تصل إلى المياه الجوفية. وتشير الاحصائيات بوضوح إلي الاستهلاك المرتفع للمياه في الفنادق في المنطقة العربية والمناطق الاستوائية والبحر المتوسط لعدة أسباب ومنها : ضعف البرامج الخاصة بهذا الاستهلاك أو انعدامها أصلا وبغياب ضوابط وشروط واضحة تفرضها السلطات المعنية ؛ اهمال جانب التوعية والارشاد الموجه إلى النزيل والمشتغل في الفندق ؛ ارتفاع درجة الحرارة في المنطقة خصوصا في موسم الصيف والذي يسرع من عملية تبخر المياه في أحواض السباحة والنفورات المائية وغيرها فيعاد تعبئتها مرارا ، والعرق الدائم للزوار والسواح مما يدفعهم للاستحمام المتكرر واستخدام المزيد من المياه ، بالإضافة إلى الحاجة المتكررة إلى ري الحدائق والمساحات الخضراء داخل الفنادق ، الامر الذي يتطلب اعادة النظر وبسرعة في السياسات الاستهلاكية للمياه داخل الفنادق وغيرها من المنشآت والمرافق السياحية في المنطقة التي تعاني عجزا بينا في الموارد المائية أصلا وبات مدى توافرها وكيفيه استدامتها ومشكلاتها المختلفة حاضرة وبقوة في جميع المواضيع المهمة المثارة المرتبطة بالأمن الغذائي ومعالجة الفقر وتحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية ومعالجة الازمات الاقتصادية والسياسية والامنية وغيرها ، واحترام السائح لهذا الجانب وبما يخدم السياحة المستدامة التي باتت تسعى إليها المنظمات الدولية والاقليمية والسلطات والاجهزة الادارية الرسمية وغير الرسمية الوطنية المعنية كأسلوب ومنهج مطلوب للمحافظة على الموارد الطبيعية واستمراريتها . و جاء بالفقرة 4 من المادة الثالثة بعنوان /السياحة عامل للتنمية المستدامة /من المدونة العالمية لآداب السياحة التي تم اعتمادها من الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية والتي جاء فيها ينبغي للسلطات العامة الوطنية والاقليمية والمحلية اعطاء الاولوية وتشجيع كافة أشكال التنمية السياحية التي تؤدي إلى صون الموارد الشحيحة والقيمة ، خصوصا المياه والطاقة ، وأن تتجنب بقدر الامكان الانتاج الذي يخلف النفايات ، وذلك من خلال اتباع جملة اجراءات وخطوات مؤثرة في الموضوع ، مثل الاستخدام الامثل لغلايات الاطباق في مطبخ الفندق وغسالات الملابس والبياضات في قسم التنظيف ، والعمل على تشغيلها بطاقتها القصوى وباستخدام أقل كمية ممكنة من المياه . الاقتصاد في كمية المياه المستهلكة في تنظيف الحمامات وشطف الارضيات والاجزاء الاخرى من الفندق وخصوصا الواسعة منها مثل مواقف السيارات والصالات والقاعات والممرات الطويلة وغيرها مع تقليل استخدام المنظفات والمعقمات والمعطرات قدر الامكان للحد من تلوث البيئة . اللجوء إلى الادوات والتقنيات الكفيلة بالاقتصاد في استخدام المياه في الحمامات مثل رؤوس دشات الحمامات والمراحيض المنخفضة التدفق ورؤوس الدشات المزودة بممرات مائية داخلية مع نظام دفع هوائي ورؤوس الدشات المزودة بحساسات الماء لتقليل استهلاكها بنسبة 20 % دون المساس بكفاءة الاداء . المتابعة المستمرة لغرف الساونا والبخار والجاكوزي وأحواض السباحة ونوافير المياه في الفندق التي تستهلك كميات كبيرة من المياه . تعميق ونشر الوعي بترشيد استهلاك المياه لدى النزلاء بتعليق قائمة واضحة بالإرشادات والتوجيهات في الغرف الفندقية و غيرها . اعتماد التصاميم النموذجية في تنفيذ وادارة حدائق الفندق واتباع خطط وأساليب ري مناسبة تخدم الموضوع مع الاكثار من الاشجار و النباتات التي تحتاج الى قليل من المياه . اعتماد طرق مثلى في غسل وتنظيف الفواكه والخضروات والاطعمة في مطبخ الفندق وبما تحقق أفضل النتائج وباستخدام أقل كميات من المياه والمنظفات . اجراء الفحص الدائم والمتابعة المستمرة لشبكات المياه المختلفة في الفندق والمعالجة الجدية والفورية لجميع التسربات والمفقودات التي قد تحصل مع الوقاية من التلوث. اتباع برامج و خطط استهلاك واضحة وثابتة للمياه داخل الفندق تبعا للمواسم وبما يتناسب مع فترة الذروة التي تستهلك فيها عادة كميات كبيرة منها . العمل على تنقية و تكرير مياه المغاسل وغيرها ليعاد استخدامها في ري حدائق الفندق والاستفادة من مياه الامطار والمصادر الطبيعية الاخرى القريبة وعلى نحو سليم ، مع امكانية استخدامها في نظم التدفئة و التهوية والتكيف . أ ش أ