السعودية تعترض على مشاركة إيران وتعتبرها جزءًا من المشكلة لا من الحل الاجتماع يسعى لوضع تعريف محدد ل«التنظيمات الإرهابية» و«المعارضة المعتدلة» يترقب العالم باهتمام بالغ اجتماع العاصمة النمساوية فيينا، غدًا، بين القوى الدولية الفاعلة فى الأزمة السورية، الولاياتالمتحدةوروسيا والسعودية، لكن العامل الأهم والأبرز فى الاجتماع سيكون مشاركة مصر، فى ضوء تأكيد مراقبين غربيين أنه لا حل فى سوريا بدون وجود مصر، كقوة إقليمية فاعلة، ووسيط يحظى بثقة واحترام جميع الأطراف. ومن المتوقع أن يتضمن اللقاء توسيع نطاق المشاركة ليشمل مصر، التى تحرص أمريكاوروسيا على مشاركتها، وكذلك إيران التى فرضت نفسها على الموقف، بسبب دورها الفاعل فى الأزمة، ودعمها لنظام الأسد عسكريًا واقتصاديًا، طوال السنوات الماضية. وعقدت محادثات مماثلة، الجمعة الماضية، فى فيينا، ضمت الولاياتالمتحدةوروسيا وتركيا، إضافة إلى العديد من الدول الأخرى، لكن الموقف السعودى يبقى معلقًا حتى الآن، بسبب اعتراضات الرياض على مشاركة إيران، كونها جزءًا من المشكلة، وليست عنصرًا فاعلا فى الحل، فإيران تمثل النظام السورى ولا يمكن أن تكون وسيطًا. وقال موقع «بوليتكس» الأمريكي، إن الأزمة فى سوريا تحتاج إلى توسيع نطاق المفاوضات، لتشمل شركاء جدد لديهم القدرة على حل الأزمة، ويحظون بثقة جميع الأطراف، ولا يقتصر التمثيل على ممثل كل طرف. وأضاف «بوليتكس»، أن مصر قادرة على لعب هذا الدور، لأنها تحظى بثقة المعارضة السورية، ويوجد ممثلون للائتلاف السورى بالقاهرة، كما أنها لا تزال تحتفظ بقنوات اتصال مع نظام الأسد، وهناك شعور إيجابى فى دمشق نحو القاهرة، مما يجعلها وسيطًا قادرًا على ضبط إيقاع المفاوضات، وتقريب وجهات النظر بعكس بقية الأطراف. ويشير إلى أن الولاياتالمتحدة، تتبنى وجهة نظر بعض فصائل المعارضة المسلحة، التى تصفها بالمعارضة المعتدلة، وروسيا تتبنى وجهة نظر النظام السوري، والسعودية لديها جماعات تدعمها على الأرض، وتعادى النظام السوري، وإيران تدعم النظام ضد بقية الشعب السوري، وهو ما يُعقد الأزمة بصورة كبيرة. وبجانب الموقف الأمريكى المقتنع بأهمية الدور المصري، فإن الموقف الروسى لم يختلف كثيرًا عنه، وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجى لافروف، عن وجود اتصالات بين موسكووالقاهرة لبحث الملف السوري، وتنسيق الجهود من أجل التوصل لاتفاق ينهى الأزمة، وتشكيل وفد يمثل مختلف المعارضة السورية للتفاوض مع النظام السوري. وقال «لافروف»، خلال مؤتمر صحفى مشترك، عقده مع نظيره البيلاروسي، فلاديمير ماكي: «إن روسيا ومصر تعملان على تشكيل وفد موحد، يمثل مختلف مجموعات المعارضة السورية، للجلوس على طاولة المفاوضات مع النظام السوري». محور الاجتماع ويتمحور اجتماع الغد، بصورة أساسية، حول التوصل إلى تعريف وتحديد واضح، للتنظيمات الإرهابية فى سوريا، والمعارضة المعتدلة التى لا يجب المساس بها، وأن تكثف جميع الأطراف جهودها بصورة أساسية، لمحاربة التنظيمات المتطرفة والقضاء عليها. وهنا يجب على الولاياتالمتحدة، ومعها الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلنطى «الناتو»، وضع تعريف محدد لمعنى التنظيمات الإرهابية، وتحديد الجماعات المسلحة، التى تعتبرها معتدلة ولا تنتهج الأفكار الإرهابية، خاصة أن الفترة الماضية شهدت تدفق أسلحة أمريكية على جميع التنظيمات بلا تمييز، أو تحديد هويتها أو أهدافها.