وافق الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم الأربعاء على الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة الإيرانية بشأن برنامجها النووي مع القوى العالمية الست لكنه قال إن طهران لن تتخلى عن العناصر الرئيسية للبرنامج لحين حسم المزاعم عن أنه كانت له أبعاد عسكرية فيما مضى. وأمر خامنئي في رسالة نشرها على موقعه الإلكتروني ووجهها إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني بتنفيذ الاتفاق النووي الذي أبرم في 14 من يوليو تموز وفق شروط محددة ينص عليها قانون أقره البرلمان الإيراني الأسبوع الماضي. وبموجب اتفاق فيينا تحد إيران من أنشطة برنامجها النووي ذات الحساسية للمساعدة في ضمان ألا يستخدم في تصنيع قنابل ذرية مقابل رفع العقوبات التي عزلت الجمهورية الإسلامية وأضرت باقتصادها بشدة. وكانت موافقة خامنئي العقبة الإجرائية الأخيرة في طريق تنفيذ الاتفاق الذي أنهى مواجهة استمرت عشر سنوات وأثارت مخاوف من نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط. لكن الزعيم الأعلى استبعد أي وفاق مع الغرب يتجاوز الاتفاق النووي وقال إن إيران ستوقف تنفيذه اذا فرضت القوى الست -وهي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا والصين وروسيا- اي عقوبات جديدة. وقال خامنئي في الرسالة "أي تعليقات تشير الى أن العقوبات ستظل قائمة أو أنه سيتم فرض عقوبات (جديدة) على أي مستوى وتحت أي ذريعة (ستعتبرها ايران) انتهاكا للاتفاق." وأضاف أن تنفيذ الاتفاق يجب أن "يخضع لرقابة ومراقبة صارمة" بسبب بعض "أوجه الغموض" فيه. وقال خامنئي "غياب الرقابة الصارمة قد يلحق ضررا كبيرا بحاضر البلاد ومستقبلها." وأشاد بجهود فريق التفاوض الإيراني. واتخذت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي خطوات قانونية رسمية يوم الأحد ستلغي العقوبات متى نفذت إيران شروطا معينة مثل خفض أعداد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم ومخزونها من اليورانيوم المخصب. ومن بين الشروط الأخرى إصدار تقرير بشأن تحقيق تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما اذا كانت ايران قد أجرت أبحاثا بهدف إنتاج قنبلة نووية في مجمع عسكري فيما مضى وهي ما تسميها الوكالة "أبعاد عسكرية محتملة" للبرنامج. وفي هذا الخصوص قال خامنئي إنه لحين أن يحسم مفتشو الأممالمتحدة قضية الأبعاد العسكرية المحتملة فإن على ايران أن تؤجل إرسال مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى الخارج وكذلك إعادة تصميم مفاعل يعمل بالماء الثقيل بما يضمن عدم انتاجه البلوتونيوم من الدرجة المستخدمة في صناعة القنابل النووية. وأنهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية جمع العينات من مجمع بارشين العسكري في وقت سابق هذا الشهر ويتوقع أن تعلن نتائج أبحاثها بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني بحلول 15 من ديسمبر كانون الأول. ونفت إيران مرارا إجراء أبحاث بهدف إنتاج سلاح نووي وتقول إن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية بحتة. وأنهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية جمع العينات من مواقع عسكرية إيرانية في وقت سابق هذا الشهر ويتوقع أن تعلن نتائج أبحاثها بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني بحلول 15 ديسمبر كانون الأول. وكتب خامنئي في رسالته "أي نشاط يتعلق (بمفاعل) آراك وبإرسال اليورانيوم للخارج... سيجري بعد إغلاق ملف الأبعاد العسكرية المحتملة." واتفقت ايران مع القوى العالمية على صب خرسانة في قلب مفاعل أراك حتى لا ينتج البلوتونيوم الذي يمثل الى جانب اليورانيوم العالي التخصيب الوقود للقنابل النووية. والمطلوب من ايران تصدير اكثر من 90 في المئة من مخزونها من اليورانيوم المخصب لتبقي على 300 كيلوجرام فقط من اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء 3.67 في المئة الملائمة للاستخدام في محطات الطاقة النووية لمدة 15 عاما. وقال خامنئي أيضا في رسالته إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعث إليه برسالتين ذكر فيهما أن واشنطن ليس لديها أي نية للإطاحة بالمؤسسة الدينية في الجمهورية الإسلامية. وأضاف "لكن سرعان ما تبين أن هذا كذب... فلم تتخذ امريكا في القضية النووية أو اي قضية أخرى أي موقف سوى العداء والمشاكل (إزاء إيران) وبالتالي فإن أي تغيير مستقبلا غير مرجح."