سلطت صحف غربية الضوء على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد المفاجئة لموسكو، والتي التقى خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أول زيارة رسمية له إلى الخارج منذ بدء الحرب في سوريا عام 2011. ورأت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية أن زيارة الأسد مساء أمس الثلاثاء لموسكو تعكس تزايد الثقة في معسكر الرئيس السوري في أعقاب التدخل العسكري الروسي في سوريا بدعوى القضاء على التنظيمات الإرهابية هناك. وقالت إن "الأسد ونظامه يثقان في أن التدخل الروسي قد يحول دون استمرار الهزائم العسكرية التي تكبدها الجيش النظامي السوري على مدى الأشهر التسعة الماضية إثر تمكن المتمردين من بسط سيطرتهم على مناطق كبيرة في محافظات إدلب وحماة، وتزايد المواجهات بينهم وبين القوات النظامية في حلب ودرعا". أما صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقد أشارت إلى أنه في ظل عدم قيام الأسد بأي زيارات علنية للخرج منذ بدء الحرب الأهلية في مارس 2011، يتكهن دبلوماسيون بأن السبب في ذلك ربما يكون تخوفه من الإطاحة به في حال إعلان مغادرته البلاد، لكن من الواضح أن الدعم الروسي الجديد، بما في ذلك الاجتماع الذي عقد الليلة الماضية مع بوتين، والذي سلطت عليه الاضواء، أعطى للأسد نفوذا إضافيا وفرصة سياسية جديدة في الحياة (حسب قولهم). وذكرت الصحيفة أنه رغم أن التدخل العسكري الروسي في سوريا تم تصويره على أنه محاولة لدحر مسلحي تنظيم "داعش"، إلا أن الأهداف الرئيسية للحملة الروسية كانت القضاء على وحدات المعارضة التي تدعمها الولاياتالمتحدة والتي تمثل تهديدا مباشرا للرئيس السوري (بحسب الصحيفة الأمريكية). وأشارت إلى أن الغطاء الجوي الروسي، والذي شاركت به نحو 50 طائرة عسكرية روسية، مكن الجيش السوري جنبا إلى جنب مع المقاتلين من إيران وتنظيم "حزب الله" اللبناني، من شن هجوم بري داخل وحول المدن المركزية المهمة، بما في ذلك حلب. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم "إن روسيا تأمل في تعزيز سلطة الأسد على أجزاء رئيسية بمناطق في وسط سوريا، ثم دفع تركيز الهجوم على معاقل تنظيم (داعش) في غرب البلاد"، و"روسياوسوريا تسعيان إلى تصنيف الجماعات المعارضة المسلحة، بما في ذلك تنظيم داعش وقوات المعارضة المدعومة من الغرب، كإرهابيين إسلاميين". كان الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قد قال في وقت سابق اليوم الأربعاء إنه "مساء أمس، قام رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد بزيارة عمل إلى موسكو"، مضيفًا أن الأسد اجتمع مع بوتين. ومن جهتها، أعلنت الرئاسة السورية اليوم عودة الأسد إلى دمشق بعد زيارته لروسيا.