قالت الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الإثنين: إن عدة شاحنات محملة بمساعدات طبية وإنسانية من أجل 29500 شخص وصلت يوم الأحد إلى أربع بلدات سورية محاصرة بموجب اتفاق هدنة محلية تم التوصل إليه الشهر الماضي لكن لم يجر إجلاء أحد كما يقضي الاتفاق. ونقلت 31 شاحنة مساعدات إنسانية وطبية إلى بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين اللتين تحاصرهما المعارضة المسلحة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا وإلى بلدة مضايا ومدينة الزبداني، حيث يتحصن مسلحون في منطقة تخضع في معظمها لسيطرة الحكومة قرب الحدود اللبنانية. كانت الأممالمتحدة أرجأت في وقت سابق هذا الشهر إرسال المساعدات الإنسانية بسبب ضراوة القتال في أماكن أخرى في سوريا لكن وصول الشاحنات إلى جانب صمود وقف إطلاق النار في المناطق الأربع أتاح فرصة نادرة لنجاح الدبلوماسية التي تتوسط فيها جهات خارجية في الحرب التي تمر الآن بعامها الخامس. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إن المناطق المحاصرة شهدت معارك ضارية ولم تتلق إلا مساعدات إنسانية قليلة جدا أو لا شيء على الإطلاق من أجل السكان المحاصرين هناك. وقالت ماريان جاسر رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا التي شاركت في العملية في بيان "الخطة الأصلية كانت تتضمن تدخلا إنسانيا أوسع نطاقا من جانب اللجنة والهلال الأحمر السوري." وأضافت قولها "ما زلنا مع الهلال الأحمر السوري مستعدين للقيام بدرونا كوسطاء محايدين في مثل هذه المهام." وفي بيان منفصل قالت الأممالمتحدة إن المفاوضات مستمرة بشأن تسليم مزيد من الإمدادات الإنسانية والطبية وبشأن إجلاء الجرحى. وقال البيان "تتطلع الأممالمتحدة وشركاؤها الآن إلى تنفيذ النقاط الباقية في الاتفاق ومنها سرعة إجلاء المصابين بجراح خطيرة." وقد تم التوصل إلى اتفاق إمدادات الإغاثة تحت رعاية الأممالمتحدة في سبتمبر خلال محادثات دعمتها إيران التي تساند الحكومة السورية وتركيا التي تدعم المعارضة المسلحة. ويتضمن الاتفاق المبدئي هدنة مدتها ستة أشهر في هذه المناطق واجلاء الجرحى من مدينة الزبداني التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة والتي شهدت قتالا ضاريا بين الجيش السوري ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومسلحين بينهم جماعة أحرار الشام التي قادت المحادثات في جانب المعارضة من جهة أخرى.